(جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) كما تركوا قرة العين نعطيهم قرة العين تقر عيونهم بشيء لا يتصورونه ولا يتوقعونه ولا يدور في خلد أحد مهما بلغ من سعة الخيال لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. لو تجلس أنت ومائة من أصحابك المفكرين لتحاولوا أن تتخيلوا كيف سيكون النعيم في الجنة فإن كل خيال لو جُمع لا يمكن أن يبلغ شيئا مما فيها لأن الذي في الجنة فوق الخيال، الأمر في الجزاء أعظم بكثير مما يتوقعه الإنسان ولذلك عبر النبي صلى الله عليه وسلم بهذا التعبير البليغ الذي يرويه عن ربه جلّ وعلا: أعددت لعبادي ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
قال الله عز وجلّ (أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ ﴿١٨﴾ أَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى) المآل والمقام والمقر (نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) بسبب أعمالهم التي أسلفوها في الدنيا (وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ ﴿٢٠﴾ وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ) قال العلماء العذاب الأدنى يراد به عذاب القبر (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴿٢١﴾) أو العذاب الذي سيكون لهم في الدنيا من الجوع والضر والبلاء.
|