2
🌱وهذا النبي الكريم بيَّن ربنا جل جلاله في سورة ص بأنه كان يفصل بين الناس ويفض النزاعات ويقضي في الخصومات (وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ (21) إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ (22) ص)ثم عرض أحدهما دعواه قال (إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ (23(ص)
🌱 والآية على ظاهرها بأن هذا الرجل كان يملك تسعًا وتسعين من النعاج والنعجة هي أنثى الكبش (وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ (23) ص) خصمه يملك تسعًا وتسعين من النعاج وهو لا يملك إلا واحدةً فداوود عليه السلام قال (لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ(24) ص)
🌱ثم وضع قاعدةً عامة قال (وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ (24) ص)
🌱ليس صحيحاً بأن داوود عليه السلام استغفر ربه لأنه قضى قبل أن يسمع من الخصم الآخر جواب الدعوة لأن هذا لا يتأتى من صغار القضاة فكيف بنبيٍ كريم أثنى الله عليه بأنه قد أتاه حكماً وعلمًا؟!!
🌱 فداوود عليه السلام إما أن يكون قد استغفر ربه لاشتغاله بالعبادة عن القضاء بين الناس، أو لاشتغاله بالقضاء بين الناس عن بعض نوافل العبادة التي أعتادها أو أنه استغفر ربه ظنّاً منه بأنه قد فٌتن بينما أراد ربنا جل جلاله أن يٌظهر كرامته وأن يعلي مكانته وأن يبين شرف منزلته. نبينا صلى الله عليه وسلم أثنى على داوود وواجب علينا أن نحبه وأن نجلّه وبالخير نذكره صلوات الله وسلامه عليه.