أما آن لعاشق الموت أن يبلغ غايته..؟؟ بلى آن..!! وهاهي ذي موقعة تستر تجيء ليلاقي المسلمون فيها جيوش فارس ولتكون لـ البراء عيدا أي عيد..
**
احتشد أهل الأهواز، والفرس في جيش كثيف ليناجزوا المسلمين.. وكتب امير المؤمنين عمر بن الخطاب الى سعد بن أبي وقاص بالكوفة ليرسل الى الأهواز جيشا.. وكتب الى أبي موسى الأشعري بالبصرة ليرسل الى الأهواز جيشا، قائلا له في رسالته: " اجعل امير الجند سهيل بن عديّ.. وليكن معه البراء بن مالك".. والتقى القادمون من الكوفة بالقادمين من البصرة ليواجهوا جيش الأهواز وجيش الفرس في معركة ضارية.. كان الاخوان العظيمان بين الحنود المؤمنين.. أنس بن مالك، والبراء بن مالك.. وبدأت الحرب بالمبارزة، فصرع البراء وحده مائة مبارز من الفرس.. ثم التحمت الجيوش، وراح القتلى يتساقطون من الفرقين كليهما في كثرة كاثرة.. واقترب بعض الصحابة من البراء، والقتال دائر، ونادوه قائلين: " أتذكر يا براء قول الرسول عنك: ربّ أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه له، لو أقسم على الله لأبرّه، منهم البراء بن مالك..؟ يا براء أقسم على ربك، ليهزمهم وينصرنا".. ورفع البراء ذراعيه الى السماء ضارعا داعيا: " اللهم امنحنا أكنافهم.. اللهم اهزمهم.. وانصرنا عليهم.. وألحقني اليوم بنبيّك".. ألقى على جبين أخيه أنس الذي كان يقاتل قريب امنه.. نظرة طويلة، كأنه يودّعه.. وانقذف المسلمون في استبسال لم تألفه الدنيا من سواهم.. ونصروا نصرا مبينا.
**
ووسط شهداء المعركة، كان هناك البراء تعلو وجهه ابتسامة هانئة كضوء الفجر.. وتقبض يمناه على حثيّة من تراب مضمّخة بدمه الطهور.. لقد بلغ المسافر داره.. وأنهى مع اخوانه الشهداء رحلة عمر جليل وعظيم، ( وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ )....
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
انتهت قصة البراء بن مالك
🔚🔚🔚🔚🔚🔚🔚🔚🔚🔚🔚🔚🔚🔚
|