في رحـــــاب ســــــورة
الـذاريـــــات
📚🍃 *هدايات المقطع الثالث (21-23) :*
(وفِي الْأَرْضِ آياتٌ لِلْمُوقِنِينَ(20)وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ (21)
وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُون َ(22) فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ
لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ (23))
🌱 لأهل الإحسان في عبادتهم وأموالهم معراج لطيف يسلكون به
خفية إلى الله جل ثناؤه ألا وهو معراج التفكر وهو مسلم يوصلهم
إلى أعلى درجات اليقين كالإحسان في العبادات المحضة تمامًا.
🌱واليقين هو غاية العبادة بشتى أصنافها وهو منتهاها وهو محور
السورة ولذلك لم تزل الآيات تهدم طرق الشكّ والخرص وتبني طريق
اليقين فكان التفكر في ملكوت الله العلوي والسفلي هو تتمة العروج
إلى مقام اليقين.
🌱فأما الموقنون فهم يبصرون آيات الله مسطورة في كتاب الأرض
الكبير ويقرأون أحرفها وكلماتها في طبيعتها وحركتها وتنوع تضاريسها
وأحوال فصولها وثرواتها وخيراتها وبركاتها مما بثّه الله سبحانه وتعالى
فيها ويتفكرون في عجائبها وأسرارها وفيما يحيط بها من موازين سواء
في فلكها أو حركتها أو جاذبيتها أو موقعها من الشمسومن القمر مما قدر
الله تعالى لها من موقع دقيق ومسافات محددة وحركة ثابتة لو زادت
عليه أو نقصت لاستحالت الحياة على وجهها!!
🌱ولكن التفكر في معارض الأرض البارزة مما هو متاح للعين المجردة
كاف في تمكين صاحبه من قرآءة آيات الله فيها وتلقي مدد اليقين بإذن
الله.
🌱وذلك المنهج قرأها الصحابة والتابعون ومَنْ بعدهم من الموقنين قرونًا
قبل ظهور علوم العصر الحديث.فالمشاهد الطبيعية الظاهرة البسيطة وما
هي ببسيطة فيها من الآيات ما لو ظل الإنسان عمره كله وهو يتدبره لما أتى
على نهايته وخاتمته!
|