عرض مشاركة واحدة
قديم 11-28-2017, 06:32 PM   #3
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة


الصورة الرمزية ام هُمام
 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 539

ام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond repute

افتراضي

      

الخطبة الثانية:

الحمد لله الذي بعث رسوله لإتمام مكارم الأخلاق أحمده حمد معترف، وأشكره شكر مغترف، وأسأله المزيد من فضله وهو العليم الخلاق والصلاة والسلام على باني صرح الفضائل سيدنا محمد كثير الشمائل صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الأبرار وعلى من سار على نهجهم إلى يوم الدين.

معاشر الأحباب: قد بالفضائل أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم كل الأصحاب على اختلاف أعمارهم حتى الأطفال كان لهم حظ ونصيب من هذه المكارم ومنها كتم الأسرار.

فعن ثابت عن أنس رضي الله عنهما قال: "أتى علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ألعب مع الغلمان، فسلّم علينا فبعثني إلى حاجة، فأبطأت على أمي، فلما جئتُ قالت: ما حبسك؟ قلت: بعثني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لحاجة، قالت: ما حاجته؟، قلت: إنها سر!!، قالت: لا تخبرنّ بسر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحدًا، قال أنس: والله لو حدثتُ به أحدًا لحدثتك به يا ثابت". رواه مسلم.

انظروا إلى هذا التكامل الرائع بين جميع الفئات حتى الأم تشجّع ابنها على حفظ السر وكتمه ولو حصل مثل هذا الموقف في زماننا لكان نصيب الابن الضرب المبرح حتى يفصح عن السر ويفضحه إلا من رحم ربي.

عن عائشة رضي الله عنها قالت: كنا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عنده لم يغادر منهن واحدة فأقبلت فاطمة تمشي ما تخطئ مشيتها من مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا، فلما رآها رحب بها فقال: مرحبًا بابنتي ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله ثم سارَّها فبكت بكاء شديدًا فلما رأى جزعها سارَّها الثانية فضحكت..

فقلت لها: خصك رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين نسائه بالسرار ثم أنت تبكين، فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم سألتها: ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: ما كنت أفشي على رسول الله صلى الله عليه وسلم سره (ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [آل عمران: 34].

قالت فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: عزمت عليك بما لي عليك من الحق لما حدثتني ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: أما الآن فنعم، أما حين سارّني في المرة الأولى فأخبرني أن جبريل كان يعارضه القرآن في كل سنة مرة أو مرتين وأنه عارضه الآن مرتين وقال: أني لا أرى الأجل إلا قد اقترب، فاتقي الله واصبري، فإنه نعم السلف أنا لك..

قالت فبكيت بكائي الذي رأيتِ، فلما رأى جزعي سارني الثانية فقال: يا فاطمة أما ترضي أن تكوني سيدة نساء المؤمنين أو سيدة نساء هذه الأمة؟ قالت فضحكت ضحكي الذي رأيت. رواه البخاري ومسلم.

معاشر الأبرار: إن إفشاء الأسرار وعدم الحفاظ عليها وكتمانها خيانة وجناية، وهو حرام على كل مكلف، قال الإمام السّفّارينيّ: "يحرم على كل مكلف إفشاء السر"، وقال الإمام الغزالي: "هو منهي عنه؛ لما فيه من الإيذاء والتهاون بحق المعارف والأصدقاء، وهو حرام إذا كان فيه إضرار وهو من قبيل اللؤم إن لم يكن فيه إضرار".

وقد اختلف أهل العلم في مسألة إفشاء السر بعد موت صاحبه، قال ابن بطال: "الذي عليه أهل العلم أن السر لا يباح به إذا كان على صاحبه منه مضرة، وأكثرهم يقول: إنه إذا مات لا يلزمه كتمانه ما كان يلزمه في حياته إلا أن يكون عليه فيه غضاضة".

وقال ابن حجر: "الذي يظهر أن الإفشاء بعد الموت ينقسم إلى أربعة أقسام: أولا: ما يحرم إذا كان فيه غضاضة على صاحبه، ثانيا: ما يكره مطلقا، ثالثا: ما يباح، رابعا: ما يستحب ذكره وإن كرهه صاحب السر كأن يكون فيه تزكية أو منقبة أو نحو ذلك". وقال العز بن عبد السلام: "الستر على الناس شيمة الأولياء".

عباد الله: إن هذه الخصلة قد تصل بصاحبها إلى أن تغفر ذنوبه كلها بسببها ولا عجب، فعن عائشة رضي الله عنها قالت، قال صلى الله عليه وسلم: "من غسّل ميتًا فأدى فيه الأمانة، ولم يفش عليه ما يكون منه عند ذلك خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه» رواه أحمد في المسند وأقره الذهبي.

يا له من دين يراعي حرمة الأحياء والأموات ويشيع الفضائل في دنيا الناس، ولله در القائل:

ومستودعي سرًا تضمنت سره *** فأودعته من مستقر الحشا قبرا
ولكنني أُخفيه عني كأنني *** من الدهر يومًا ما أحطت به خُبرا
وما السر في قلبي كميت في حفرة *** لأني أرى المدفون ينتظر النشرا

ويقول الآخر:
ويكتم الأسرار حتى إنه *** ليصونها على أن تمر بباله

قال صلى الله عليه وسلم: «عُرِضَتْ عَلَيَّ الْجَنَّةُ بِمَا فِيهَا مِنَ الزَّهْرَةِ وَالنَّضْرَةِ، فَتَنَاوَلْتُ مِنْهَا قِطْفًا مِنْ عِنَبٍ لِآتِيَكُمْ بِهِ، فَحِيلَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ، وَلَوْ أَتَيْتُكُمْ بِهِ لَأَكَلَ مِنْهُ مَنْ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا يُنْقِصُونَهُ شَيْئًا، ثُمَّ عُرِضَتْ عَلَيَّ النَّارُ، فَلَمَّا وَجَدْتُ سَفْعَهَا[أي حرها]تَأَخَّرْتُ عَنْهَا، وَأَكْثَرُ مَنْ رَأَيْتُ فِيهَا النِّسَاءُ اللَّاتِي: إِنْ اؤْتُمِنَّ أَفْشَيْنَ -إن أؤتمن على الأسرار أفشينها- وَإِنْ يُسْأَلْنَ بَخِلْنَ، وَإِنْ يَسْأَلْنَ أَلْحَفْنَ قَال حسين )رواه الامام احمد
،،،،،،،، يتبع
التوقيع:
بسم الله الرحمن الرحيم
  1. وَالْعَصْرِ
  2. إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ
  3. إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ
( رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ )

من مواضيعي في الملتقى

* فضل صلاة التراويح
* هل ينكر على من رآه يأكل ناسيا في رمضان
* أعلام من السلف
* إبن القيم رحمه الله
* أبوالدرداء - أيّ حكيم كان
* سلمان الفارسي -الباحث عن الحقيقة
* قوت القلوب

ام هُمام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس