الإعجاز.العلمي.في.القرآن.والسنة.cc
💎 القسم الأول : الكون
◽️الجزء الرابع عشر والاخير:
معجزة الإسراء والمعراج ليست
مستحيلة عقلاً
❐322موضوعٌ دقيقٌ جدّاً متعلّقٌ
بالإسراءِ والمعراجِ،والناسُ عادةً
أَلِفُوا أنّ لكلّ شيءٍ خاصّةً، أو
طبيعةً، أَلِفوا القوانينَ التي قنّنَ
اللهُ بها ملكوتَ السماواتِ والأرضِ،
❐323-فللماءِ خواصُّ، وللنارِ
خواصُّ، وللانتقالِ مِن مكانٍ إلى
مكانٍ قوانينُ تضبطُ هذا الانتقالَ،
الجسمُ له ظروفٌ تتوافقُ معه،
وظروف تتناقضُ معه،
❐324-ولكي نفرِّقَ بين ما هو
مستحيلٌ عادةً، وما هو مستحيلٌ
عقلاً أَسُوقُ لكم #الحقائقَ_التاليةَ:
❐325إنّ اللهَ سبحانه حينما جعلَ
النارَ تحرِق بِمَشيئتِه في أيّةِ لحظةٍ،
هو قادرٌ أنْ يجعلَها لا تَحرقُ، أيُّ
شيءٍ له طبيعةٌ خاصّةٌ، أيُّ قانون
مادّي، أيّ علاقةٍ ثابتةٍ بين شيئين،
❐326هذه مِن خَلْقِ اللهِ عز وجل،
واللهُ يخلقُ ما يشاء، فإذا خَلَقَها
على شاكلةٍ يُمكنُ أنْ يخلقَها على
شاكلةٍ أخرى،
❐327-فحينما تأتي في القرآنِ
الكريمِ بعضُ خوارقِ العاداتِ،
كالإسراءِ والمعراجِ، وهو معجزةٌ،
فلا ينبغي أنْ نفْهَمَه في ضوءِ
القوانينِ التي قنّنها اللهُ سبحانه
وتعالى،
❐328لأنّ الإسراءَ والمعراجَ خرْقٌ
لهذه القوانينِ، ولأنّ الإنسانَ أحياناً
يتوهّمُ أنَّ السّببَ وحدَهُ هو الذي
يخلقُ النتيجةَ،فإذا اعتقدَ ذلك
اعتقاداً جازماً وقَعَ في الشِّرْكِ،
❐329-فإنّ الذي يخلقُ النتيجةَ
ليس هو السّبب،ولكنّه الله سبحانه
وتعالى،ولكنّ السّببَ في أيِّ لحظةٍ
يُعَطّل أو يُلغَى،
❐330- فحينما تأتي بعضُ
المعجزاتِ على يدِ الأنبياءِ صلواتُ
اللهِ عليهم،أو حينما تكونُ بعضُ
المعجزاتِ لِنَبيِّنا ﷺُ،فهذا ليس
مستحيلاً عقلاً،ولكنّه مستغرب
عادةً،
❐331-وعلماءُ العقيدة فرّقوا بين
ما هو مستحيلٌ عادةً، وما هو
مستحيلٌ عقلاً، ومثلُ هذا يقال
في البحر الذي بين مصر وسيناء،
❐332 قال تعالى: {فَلَمَّا تَرَاءَى
الجمعان قَالَ أَصْحَابُ موسى إِنَّا
لَمُدْرَكُونَ} [الشعراء: ٦١] ، فرعون
مِن ورائِهم، والبحرُ أمامهم،
❐333- قال تعالى مشيراً إلى
موقف موسى عليه السلام:
{قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ}
[الشعراء: ٦٢] .
❐334-لقد خَلَقَ اللهُ سبحانه
وتعالى طبيعةَ الماءِ سائلةً،وبقُدرته
في كلّ لحظةٍ أنْ يصيِّرها جامدةً،
فما هي إلا إشارةٌ مِن سيّدنا موسى
بِعَصاه حتى شقَّ في البحرِ طريقاً
يبساً،
❐335هذا إذا فكَّرتَ في آلاء اللهِ،
وعرفتَ عظمتَه سبحانه وتعالى،
لم ترَ حينئذٍ في خوارقِ العاداتِ
شيئاً مستحيلاً عقلاً، بل ربّما كان
مستحيلاً عادةً،
❐336- تماماً كما أَلِفَ الناسُ أنّ
النارَ تحرقُ،وأنّ الماءَ سائلٌ،ولكن
ربّنا سبحانه وتعالى هو خالقُ
القوانينِ،وهو خالقُ طبائعِ الأشياءِ،
❐337وهو خالقُ العلاقاتِ الثابتةِ،
التي تظنّها أنت ثابتةً، إنّها ليْسَت
ثابتةً،فإذا شاء الله لها أن تثبتَ
ثبَتَتْ، وإذا شاء لها أن تكون غير
ثابتة غيَّرها كيف يشاء،
❐338 -فهو الذي خَلَقَ قوانينَ
المكانِ، وهو الذي خَلَقَ قوانينَ
الزمانِ،
❐339فإذا قرأْتَ في كتبِ السيرةِ
أنّ النبيَّ عليه الصلاة والسلامُ خَرَجَ
مِن بيتِه إلى بيتِ المقدسِ، وعادَ
إلى بيته في ليلةٍ، فهذا مِن خَرْقِ
اللهِ سبحانه وتعالى لِقَوانينِ المكانِ
❐340-لقد كذَّبتْه قريشٌ، وطالبتْه
أنْ يصفَ المسجدَ الأقصى فوصَفَهُ،
وكأنّه يشاهدهُ، لأنّه شاهدهُ حقيقةً،
❐341-ولعلّهم يظنّون أنّ النبيَّ
عليه الصلاة والسلام سمِعَ هذا
الوصفَ مِن غيره، فنَقَله إليهم،
فطالبوه أنْ يصفَ لهم ما رآه في
الطريقِ،فوصفَ لهم قافلةً،وسمّى
أسماءَ أصحابِها،
❐342 -ولمّا جاءت القافلةُ إلى
مكّة، وسألوا أفرادَها، جاءَت
إجابتُهم مطابقةً تماماً لِوَصف
النبيِّ عليه الصلاة والسلام،
❐343-لذلك فإنّ حدَثَ الإسراءِ
مستدَلٌّ عليه بآيات محكمةٍ،
صريحةِ الدلالة، وبأحاديث
صحيحة صريحةٍ،وهو من
المعلوم من الدين بالضرورةِ.
❐344إنّ أحداثَ الإسراءِ والمعراجِ
من الزاويةِ العلميّةِ ممْكنةٌ عقلاً،
وغيرُ ممْكنةٍ عادةً،
❐345والناسُ أحياناًيخْلطون بين
العادةِ والعقلِ، فهؤلاء الذين
ما عرفوا الله،وما عرفوا قدرتهُ،
وما عرفوا معنى قولِه تعالى:
{كُن فَيَكُونُ} ،
❐346-وما عرفوا أنّ الزمانَ مِن
خلقِهِ، وقد يُلغى، وأنّ المكانَ مِن
خلقهِ، وقد يُلغى، ما عرفوا هذه
الحقيقةَ،
❐347-أحياناً ينْكرون أنْ يقعَ
الإسراءُ والمعراجُ، وبعضُهم يقرُّ
بالإسراءِ،وينكرُ المعراجَ،وكلاهما
ثابتٌ،
❐348-لأنّ هذا الكونِ بِرُمّتِه،
وبِمَجرّاتِه، وبكلّ أفلاكِه، وبأرضِه
وسمائِه وُجِدَ من عَدمٍ، فهلْ
يستطيعُ عقلُك فهْمَ هذه القضيّةِ،
كُنْ فَيَكُونُ،
تتمة↙️
.
|