في صحبة القرآن - سورة طه
(إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي) توجيه بالعبادة (لِنُرِيَكَ مِنْ آَيَاتِنَا الْكُبْرَى ﴿٢٣﴾ اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى ﴿٢٤﴾) وتوجيه للدعوة إلى الله عز وجل هذه من أهم آثار معرفة الله عز وجل أن تعبده وتكون مقبلاً عليه بقلبك وتقول كما قال موسى عليه السلام (وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى) فتكون راغباً في التقرب إلى الله عز وجل وعبادته، موسى عليه السلام قال (وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي ﴿٢٩﴾ هَارُونَ أَخِي ﴿٣٠﴾ اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي ﴿٣١﴾ وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي ﴿٣٢﴾ كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا ﴿٣٣﴾ وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا ﴿٣٤﴾ إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا ﴿٣٥﴾) نريد أن نذكرك ونسبحك. وكلمة الذكر تكررت في السورة كثيرا (وَنَذْكُرَكَ) (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي) (وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي) (فَنَسِيَ) النسيان والذكر موجود في السورة. التوجيه الثاني بعد التوجيه بالعبادة هو التوجيه للدعوة إلى الله عز وجل وأول ثلاثة أوامر في القرآن: العلم: أن تعرف الله عز وجل (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) ثم يقول الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ) (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ) توجيهات للدعوة وكذلك التوجيه لموسى عليه السلام بدعوة فرعون (اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ) والدعوة للعبادة (فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي) كل هذا موجود من خلال المعرفة من خلال القرآن والسورة مليئة بالكلام عن القرآن. هذه الطرق الرئيسية لمعرفة الله سبحانه وتعالى الطريق الأول أن تعرف الله من خلال كلامه، الطريق الثاني من خلال آياته المرئية في الكون والتدبر والطريق الثالث أن تعرف الله من خلال معاملته عندها تأتيك الثقة بالله عز وجل فلا تخاف إلا من الله عز وجل، تتوكل على الله عز وجل، تغضب لحرمات الله عز وجل، تدعو إلى الله عز وجل، تعبد الله وتعجل إليه وتشتاق إليه.
|