شخصـيـــات قـــرآنيــــة
📚🍃السيدة هاجر :::::
*هل شعرت بها* ..
وما هو إلا قليل حتى نفذ منها الماء وجفت عروق وليدها فتلوي من العطش والألم وتمرغ في الأرض .. فهربت إلي الجبل كراهية أن تراه .. فصعدت الصفا ثم استقبلت الوادي فسعت سعي الخائف الباحث ثم أتت المروة فقامت عليه فنظرت فلم تر أحدا فعلت ذلك سبع مرات .. ترى كم من الوقت أخذت وهي تسعي ؟! .. ترى كم عثرة عثرتها ؟! .. وكم دمعة ذرفتها ؟! .. وكم روعة ارتاعتها علي وليدها ؟! .. وكم صرخة سمعتها منه ؟! .. وكم نظرة سرقتها إليه وهو يتلوي يكاد يموت من البكاء عطشا وجوعا وألما وكم وكم وكم ؟!ولكن كل ذلك هان , فقلبها مطمئن برب لن يضيعها أبداً .. ثم جاءت ملائكة الرحمن تشق زمزم فانفجرت وسالت .. وأصابت بركتها العالم إلي يوم الدين .. بركة :- ( لن يضيعنا الله أبداً ) ..
*نداء الإيمان أعلى ...*
هاجر الأم تقبل بأمر الله وتقدمه على أمرها .. إنها ترى زوجها يأخذ بيد ولدها الوحيد ليذبحه .. حتى أن الشيطان اللعين لم يتركها وحالها بل جاء إليها ليثير ما بداخلها من أشجان وآلام ويبذل جهده حتى يخرجها عن تقواها لتثور علي إبراهيم إنقاذاً لولدها , لكنها رجمته بسبع حصيات , واستعاذت بالله منه , فابتعد عنها , وكذلك فعل إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام , فكان رمي الجمارات في الحج .. ترى كيف مرت عليها هذه اللحظات ؟!
أظن حمل الجبال كان أسهل عليها من مرور هذه اللحظات .. ولكن للطاعة بركتها فما هى إلا ودخل عليها زوجها ليبشرها بالبشرى .. ويسعدها بالخبر .. ويريها الكبشين مذبوحين .. رفع الله البلاء , وفدي الفتى بذبح عظيم بعد ما نجحت الأسرة كلها فى الإختبار .. ( فلما أسلما وتله للجبين . وناديناه أن يا إبراهيم . قد صدَّقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين . إنّ هذا لهُو البلاء المبين . وفديناه بذِبحٍ عظيم ) .. ففرحت هاجر بنجاة ابنها , وشكرت ربها وحمدته , ووزّع إبراهيم لحم الكبش علي من حول حرم الله وأكل منه هو وزوجته هاجر وابنهما إسماعيل .
|