سورة آل عمران
حديثنا حول سورة آل عمران هذه السورة العظيمة الكريمة التي سماها النبي صلى الله عليه وسلم مع سورة البقرة بالزهراوين قال :اقرأوا الزهراوين فإنهما يأتيا يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان أو فرقان من طير صوافّ تحاجان عن صاحبهما والأحاديث الواردة في فضلها صحيحة وكثيرة ومرغّبة للإنسان في أن يستمسك بها ويعتني بها ويحرص على تلاوتها وحفظها. هذه السورة الكريمة فيها قضايا كثيرة جدًا لكن أبرز هذه القضايا هي قضية التوحيد والذي يدلل على ذلك أنها افتتحت بالتوحيد قال الله عز وجلّ (الم ﴿١﴾ اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴿٢﴾) فافتتحها الله عز وجلّ بكلمة التوحيد وهي قوله (اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) وهذه الكلمة لم ترد في سورة مثلما وردت في سورة آل عمران فقد جاءت في خمس مواطن بينما في سورة النساء جاءت في موطن واحد (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا ﴿٨٧﴾). في سورة آل عمران جاءت في خمس مواضع:
(اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ)
وفي نفس السياق في الصفحة الأولى يقول الله عز وجلّ (هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿٦﴾)
ثم جاءت في آية أخرى مرتين (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿١٨﴾)
وجاءت مرة خامسة في قوله جلّ وعلا (وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿٦٢﴾)
هذه الآيات كلها في التوحيد الخالص، هذا واحد من الشواهد على أن هذه السورة سورة التوحيد.
|