بعد النفاق وإظهار الإيمان وإبطال الكفر، بعد اللمز للنبي صلى الله عليه وسلم؟ تكررت في السورة (ومنهم) كل صفات المافقين ذكرت في السورة ولم يكن متبقياً إلا أن تُذكر أسماؤهم. عندما نسمع الآات تتحدث عن صفات المنافقين لا ينبغي لنا أن نغفل عنها ونتركها وفي قصة عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما سأل حذيفة رضي الله عنه بعد أن كان النبي صلى الله عليه وسلم أطلعه على أسماء المنافقين فكان يسأله عمر: أوسماني لك رسول الله؟ هذا عمر يسأل وهو خائف على نفسه من النفاق وعلينا نحن أن نخاف على أنفسنا منه ومن أمراضه التي تتسرب إلى القلوب والعياذ بالله. يقول ابن أبي مليكة: أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يخشى على نفسه النفاق. فينبغي أن نعرض هذه الآيات التي ذكرت صفات المنافقين على أنفسنا هل فيها خصلة من خصلات النفاق؟ وقد ذكر لنا النبي صلى الله عليه وسلم بعض خصائص المنافقين: آية المنافق أنه إذا حدّث كذب وإذا اؤتمن خان وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر فمن كانت فيه خصلة منهم كان فيه خصلة من خصال النفاق حتى يدعها ومن اجتمعت فيه فهو منافق والعياذ بالله! فعلينا أن نعرض أنفسنا على آيات المنافقين في سورة التوبة. ورغم كل هذا يقول الله سبحانه وتعالى لهم (فَإِن يَتُوبُواْ يَكُ خَيْرًا لَّهُمْ وَإِن يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الأَرْضِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ) توجيه للمنافقين بالتوبة. مع المترددين الذين لم يتخذوا قراراً: (وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) مع كل العباد: (أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) الرسالة الختامية دعوة للتوبة لكل الناس
|