العقيدة_والإعجاز
العبادة_علة_وجود_الإنسان
➖➖➖➖➖➖➖➖➖
سأل ملك وزيره قال له: مَن الملك ؟ قال: أنت يا سيدي، ليس هناك ملك إلا أنت ملك قال له: لا ملك الملك رجل لا نعرفه ملك، ولا يعرفنا ملك له بيت يأويه، وملك وزوجة ترضيه، ورزق يكفيه، إنه إن عرفنا جهد في إرضائنا، وإنا إن عرفناه جهدنا في إحراجه، لذلك:
(( مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا ))
العبادة طاعة طوعية، ممزوجة بمحبة قلبية، أساسها معرفة يقينية، تفضي إلى سعادة أبدية.
أيها الإخوة الكرام، في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة الدليل، قال تعالى:
﴿وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ (6) ﴾
[ سورة محمد ]
إنها جنةٌ في الدنيا، وذاقوا بعضها، إنها جنة القرب، لذلك قال بعض العلماء الشعراء:
فلو شاهدت عيناك من حسننا الذي رأوه لمـــا وليت عنا لغيرنا
و لو سمعت أذناك حسن خطـابنا خلعت عنا ثياب العجب وجئتنا
و لو ذقت من طـعم المحبة ذرة عذرت الذي أضحى قتيلاً بحبنا
و لو نسمـت من قربنا لك نسمة لمت غريباً واشتياقاً بقربنــا
ولو لاح من أنوارنا لك لائــح تــركت جميع الكائنات لأجلنا
***
أيها الإخوة، الحاجة إلى الجمال أساسية في الإنسان، والدين أول ثمراته السعادة، لذلك في قلب المؤمن من السعادة ما لم وزع على أهل بلد لكفاهم، في قلب المؤمن من الأمن ما لو وزع على أهل بلد لطمأنهم، في النفس فراغ لا يملؤه المال، ولا الزواج، ولا المرأة، ولا المنصب، ولا المتع، لا يملؤه إلا الإيمان، وهذا الذي يبحث عنه الإنسان في وقت متأخر في حياته، وكان يتمنى أن يبحث عنه في وقت مبكر من حياته.
|