عرض مشاركة واحدة
قديم 05-02-2017, 01:05 PM   #3
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة


الصورة الرمزية ام هُمام
 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 539

ام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond repute

افتراضي

      

وقال القرطبي رحمه الله تعالى في تفسيره[16/ 128]: "وليس في ليلة النصف من شعبان حديث يعول عليه، لا في فضْلها، ولا في نسخ الآجال فيها، فلا تلْتَفتُوا إليها".

وكذلك لم يرد في صيام نهار يوم الخامس عشر من شعبان بخصوصه دليلٌ عن النبي صلى الله عليه وسلم يقتضي مشروعية صيام ذلك اليوم.

أما ما يتناقله الناس من الأحاديث في هذا الموضوع، فكلها ضعيفة، كما نَصَّ على ذلك أهلُالعلم، ولكن مَن كان من عادته أن يصومَ الأيام البيض، فإنَّه يصومها في شعبان، كما يصومها في غيره، لا على أنه خاص بهذا اليوم، كما كان صلى الله عليه وسلم يصوم ويكثر الصيام في هذا الشهر، لكنَّه لم يخص هذا اليوم، وإنما يدخل تَبَعًا.

وبالجُملة: فإنَّ ما وَرَدَ في فضل الصلاة والصيام في النصف من شعبان لا يُحْتَج به، ولا يُعتمد عليه، ولا يحل الأخْذ به، ولا العمل بمقتضاه، لا في فضائل الأعمال، ولا في غيرها، قال العلاَّمة أحمد شاكر: "لا فرقَ بين الأحكام وبين فضائل الأعمال ونحوها، في عدم الأخْذ بالرواية الضعيفة، بل لا حجةَ لأحدٍ إلا بما صَحَّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث صحيحٍ أو حسنٍ".

وقد حكم ببُطلان الرِّوايات الواردة في ذلك جمعٌ من أهل العلم، منهم: ابن الجوزي في كتابه "الموضوعات":[2 / 440-445]، وابن قيم الجوزية في "المنار المنيف" رقم:[174-177]، وأبو شامةالشافعيفي "الباعث على إنكارالبدعوالحوادث":[124-137]، والعراقي في "تخريج إحياء علوم الدِّين" رقم:[582]، وقد نقل شيخُ الإسلام ابن تيميَّة الاتِّفاق على بطلانها في "مجموعالفتاوى":[28/ 138].

الصلاة الألفية:

ونتيجة لما توهمه الناسُ في عُقُولهم من أهميَّة للصلاة والصيام في النصف من شعبان، ابْتَدَعَ الناس ما يُسَمَّى بالصلاة الألفية، قال المقدسي: وأول ما حدثت عندنا سنة 448هـ، قدم علينا في بيت المقدس رجل من نابلس يُعرف بابن أبي الحميراء، وكان حسن التلاوة، فقام يُصَلِّي في المسجد الأقصى ليلة النصف من شعبان، فأحرم خلفه رجل ثم انضاف ثالث ورابع فما ختمها إلا هو في جماعة كثيرة؛("الباعث على إنكار البدع والحوادث:[1244-125]).

قال النجم الغيطي: إنه قد أنكر ذلك أكثر العلماء من أهل الحجاز؛ منهم: عطاء، وابن أبي مُليكة، وفقهاء المدينة، وأصحاب مالك، وقالوا: ذلك كله بدعة. اهـ("السنن والمبتدعات" للشقيري:[145]).

صفتها: هذه الصلاة المبتَدَعة تُسَمَّى بالألفية؛ لقراءة سورةالإخلاصفيها ألف مرة، لأنها مائة ركعة، يقرأ في كل ركعة سورة الإخلاص عشر مرات.

وقد رُويت صفة هذه الصلاة، والأجر المترتب على أدائها، من طرق عدة ذكرها ابن الجوزي في "الموضوعات"، ثم قال: "هذا حديث لا نشكُّ أنه موضوع، وجمهور رواته في الطرق الثلاثة مجاهيل، وفيهم ضعفاء بمرة، والحديث محال قطعًا".

وهي مما ابتدعه الناس في النصف من شعبان، وقد قال عنها الإمام النووي في كتاب "المجموع": "الصلاة المعروفة بصلاة الرغائب، وهي اثنتا عشرة ركعة بين المغرب والعشاء، ليلة أول جمعة من رجب، وصلاة ليلة النصف من شعبان مائة ركعة، هاتان الصلاتان بدعتان منكرتان، ولا يغتر بذكْرِهما في كتاب "قوتالقلوب"، و"إحياء علوم الدين"، ولا بالحديث المذكور فيهما؛ فإنَّ كل ذلك باطل، ولا يُغتر ببعض مَن اشتبه عليه حكمهما من الأئمة، فصنف ورقات في استحبابهما، فإنه غالط في ذلك.
وصل الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
التوقيع:
بسم الله الرحمن الرحيم
  1. وَالْعَصْرِ
  2. إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ
  3. إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ
( رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ )

من مواضيعي في الملتقى

* فضل صلاة التراويح
* هل ينكر على من رآه يأكل ناسيا في رمضان
* أعلام من السلف
* إبن القيم رحمه الله
* أبوالدرداء - أيّ حكيم كان
* سلمان الفارسي -الباحث عن الحقيقة
* قوت القلوب

ام هُمام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس