تــــدبر ســـورة الكـــــــهف
▣———●•✿• 🌠 •✿•●–––▣
📚🍃
الجزء السادس 6⃣:::
🌴••(مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ ۚ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ ۚ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا)[سورة الكهف 5]
قال تعالى: مَا لَهُمْ [الكهف:5] نافية، بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لِآبَائِهِمْ [الكهف:5] ليس لهم به علم؛ لأنه أصلاً غير موجود، ولا يتعلق العلم إلا بشيء موجود، العلم لا يتعلق إلا بشيء موجود، فلما نفى الله العلم عنهم كان هذا من باب اللزوم، ونفي الوجود، وإنما المسألة عندهم مسألة تقليد، يتبع آخرهم أولهم ويقلد آخرهم أولهم على غير بينة ولا برهان.
🌿قال سبحانه: كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ [الكهف:5] ليس المقصود بـ(كلمة) هنا كلمة واحدة أو مفردة، وإنما المقصود جنس الكلام، وهذا دلّ عليه القرآن في أكثر من موضع، قال الله جل وعلا: حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا [المؤمنون:99-100] وهو قال جملة كاملة.
📮وهنا لا يتكلم الله عن عمر ولا عن سن ولا عن أمد زمني، وإنما يتكلم عن فظاعة ما قالوه، (كبرت كلمة)، أما في الكلام عن السن فيقال في الماضي: كَبِرَ، بالكسر، وفي المضارع: يكْبَر، بالفتح.
✏️قال الله: كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ [الكهف:5]، وقول الله جل وعلا: (من أفواههم) دلالة على أن هذا الأمر ليس له أصل في قلوبهم، ولم يحرروه على بينة وبرهان؛ لأنه أصلاً لا يوجد وإنما تتلقفه الأسماع، وتقوله الأفواه، ولا أصل له قطعاً.
👈🏻إنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا [الكهف:5]، وتكذيبهم فيما قالوه ذكره الله جل وعلا في أكثر من موضع، قال الله تبارك وتعالى: فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ * فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ [الصافات:148-149]، إلى أن قال سبحانه: وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ [الصافات:152] أي: فيما زعموا.