 
🔵الدرس 97 ضمن دورة:
#ما_لا_يسع_المسلم_جهله
📚هذا الدرس تابع للدرس السابق: الإيمان بالقدر:
🔴غلو الفرق في باب القدر:
⭕وقد ضل في باب القدر فريقان:
💢1⃣ فريق نفى القدر بالكلية حتى بمعنى علم الله السابق ظنا منه أنه يتنافي مع الإرادة البشرية، فقال: لا قدر، إنما الأمر أنف،
⬅ومآل مقولة هذا الفريق نسبة الجهل والعجز إلى الله عز وجل، وأنه يقع في ملكه مالا يعلم ولا يريد! تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
🍃قال تعالى مشيراً إلى عموم علمه وإحاطته:
" ربَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ ۗ وَمَا يَخْفَىٰ عَلَى اللَّهِ مِن شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ "
🍃وقال تعالى مشيراً إلى إطلاق مشيئته:
" فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ "
⬅فما من أحد من الناس إلا يريد ما لا يفعل أو يفعل ما لا يريد، ولكن الله وحده هو الفعال لما يريد.
🍃وروي مسلم في صحيحه عن يحيي بن يعمر قال:
كان أول من قال في القدر بالبصرة معبد الجهني، فانطلقت أنا وحميد بن عبد الرحمن الحميري حاجين أو معتمرين، فقلنا لو لقينا أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألناه عما يقول هؤلاء في القدر، فوفق لنا عبدالله بن عمر بن الخطاب داخلاً المسجد فاكتنفته أنا وصاحبي أحدنا عن يمينه والآخر عن شماله، فظننت أن صاحبي سيكل الكلام إلى، فقلت: أبا عبد الرحمن، إنه قد ظهر قبلنا ناس يقرءون القرآن ويتقفرون العلم، وذكر من شأنهم، وأنهم يزعمون أن لا قدر وأن الأمر أنف، ⏮قال: فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أني بريء منهم وأنهم برآء مني! والذي يحلف به عبد الله بن عمر لو أن لأحدهم مثل أحد ذهباً فأنفقه ما قبل الله منه حتى يؤمن بالقدر.
💢2⃣ وفريق نفي الإرادة البشرية بالكلية، فسوى بين ما يقع علي الإنسان اضطراراً وبين ما يقوم به اختياراً،
⬅وقال هذا الفريق بأن الإنسان كالريشة المعلقة في الهواء تحركها الرياح كيف تشاء!
⬅ومآل مقولة هذا الفريق نسبة الظلم إلى الله عز وجل، وأنه يحاسب عباده على ما لا يد لهم فيه ولا اختيار! تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
🍃قال تعالى:
" سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ ۚ كَذَٰلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ حَتَّىٰ ذَاقُوا بَأْسَنَا ۗ قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا ۖ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ "
⏮يقولون: إن الله مطلع على ما نحن فيه من الشرك، وهو قادر على تغييره بأن يحول بيننا وبينه، ويلهمنا الإيمان، فلم يفعل، فدل ذلك على رضاه منا بذلك، ⏮وهي حجة داحضة، فقد أرسل الله إليهم رسله، وأذاقهم من بأسه، وأدال عليهم رسله الكرام، فدل ذلك على عدم رضاه تعالى بما هم فيه من الكفر والشرك.
🍃وقال تعالى:
" قَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ نَّحْنُ وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ ۚ كَذَٰلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ "
⬅ومضمون دعواهم أنه لو كان تعالى كارها لما فعلنا لأنكره علينا بالعقوبة ولما مكننا منه، فبين تعالى أنه أنكره عليهم بما أرسل من الرسل الذين يأمرون بعبادة الله وحده وينهون عن عبادة ما سواه.
◀هذا وقد شاع قريب من هذه الشبهة في أوساط كثير من العصاة والمفرطين في واقعنا المعاصر، يحتجون بالمقادير على ما هم فيه من غفلة وتفريط وتهالك على المعاصي وقد أدى ذلك إلى السلبية والجمود والتخاذل، الأمر الذي قعد بأصحابه عن العمل الجاد للدين والدنيا معا؛ فأصبحوا في دنياهم كماً مهملاً في ذيل قافلة الأمم، وأصبحوا في دينهم من الفسقة القعدة عن الجهاد الواجب الذين يحتجون بالمقادير على تفريطهم وفسوقهم،
✅ومعلوم أن القدر لايحتج به على المعايب بل يتأسى به عند وقوع المصائب.
|