السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك اخي أما أن شيخ الإسلام رحمه الله قال ذلك فقد قاله كما نقل ذلك الحافظ ابن حجر في " الدرر الكامنة " 1 : ص 162 / بتحقيق جاد الحق . و القصة مشهورة في كتب التراجم ولم يستنكرها أحد من أهل العلم الذين نقلوها.
و هناك من قال أن القصة مضطربة لا تستقيم لأسباب كثيرة منها ثناء شيخ الإسلام رحمه الله على سيبويه بقوله:«ليس في العالم مثل كتابه، وفيه حكمة كلام العرب»، و قوله : «كتاب سيبويه مما لا يقدر على مثله عامة الخلق»
غير أني وقفت على التالي: ان سيبويه رحمه الله لم يكن له هذا الكم من الأخطاء فقد جاء في مقدمة كتاب سيبويه ما نصه:
قال أبو جعفر: وحدثني علي بن سليمان قال حدثني محمد بن يزيد أن المفتشين من أهل العربية ومن له المعرفة باللغة تتبعوا على سيبويه الأمثلة فلم يجدوه ترك من كلام العرب إلاّ ثلاثة أمثلة: منها الهندلع وهي بقلة.
والدراقس وهو عظم في القفا.
وشمنصير وهو اسم أرض.
وقال أبو إسحاق: حدثني القاضي إسماعيل بن إسحاق قال: حدثني نصر بن علي قال: سمعت الأخفش يقول: يعد من أصحاب الخليل في النحو أربعة: سيبويه والنضر بن شميل وعلي بن نصر - وهو أبو نصر بن علي - ومؤرّج السدوسي.
وأنا في رأي أنه لا يوجد في كتاب سيبويه مثل هذا الكم من الأخطاء، وقد كان معاصراً لعلماء اللغة والنحو أكثر ممن كانوا في زمن ابن تيمية، فلو بحثنا عن عدد علماء النحو واللغة في كلا الزمنين سنجد أن أعلم الناس باللغة كانوا في عهد سيبويه.
وأظن أنه لو كانت هناك أخطاء ـ على فرض وجودها ـ في الكتاب، لما تجاهلها أهل اللغة والنحو إلى الآن، ونحن نعرف غيرة أهل اللغة القدماء على لغتهم العربية
و للعلم فلم ينقل عن شيخ الإسلام أي خطأ من الثمانين التي ذكرها و لم يسأله ابو حيان عنها لأنه غضب لسيبويه و اختلف مع شيخ الإسلام رحمهما الله جميعا
و تحرير المسألة لم يكن قصدنا بارك الله فيك و إنما أخذتنا إليه أخذا و أحيلك أخي إن شئت الاستزادة إلى كتاب "اختيارات شيخ الإسلام ابن تيمية وتقريراته في النحو والصرف" تأليف ناصر بن حمد الفهد
|