الآية في سورة التوبة المحبوبات الثمانية لا يخلو منها إنسان وهي مباحة لكن إذا ما أوقفت الإنسان عن نصرة الدين فهو معرّض للعذاب (قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) هذه كلها مباحات بل والبعض منها فرض كحب الوالدين والعلاقة بالأبناء والزوجة ولكن لو كانت هذه المباحات أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا (وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) لأنه لو يقم بهذه الأمور وهنا نذكر قصة سيدنا حنظلة بانبهار شديد جداً، حنظلة رضي الله عنه في يوم بنائه والمنادي ينادي يا خيل الله اركبي فترك زوجته وهو في ليلة بنائه بها ولم يمهل نفسه حتى يغتسل ولما استشهد في سبيل الله غسلته الملائكة. ماذا لو تكاسل حنظلة رضي الله عنه عن داعي الجهاد؟ كان سيكون من أهل هذه الآية وستكون زوجه أحب إليه من الجهاد في سبيل الله. سورة التوبة تضعنا أمام هذا المعنى المهم أن علينا أن نخدم هذا الدين وأن نقف وننصر هذا الدين بأية وسيلة. ومن الأمور التي تقعد بالناس عن نصرة الدين: الشبهة يدّعي الإنسان أنه لا يعلم ماذا يفعل، لكن الآية في سورة التوبة توضح أن النفير يكون على كل حال (انفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) كل ما تستطيع أن تجاهد به، عمار بن ياسر وهو في التسعين من عمره لما سمع منادي الجهاد أراد أن يخرج فقال له أبناؤه اُقعد يا أبانا نحن نكفيك، قال:و هل أبقت لنا آية النفير جنباً ننام عليه؟! الله سبحانه وتعالى قال (انفروا خفافاً وثقالاً) هذا معنى مهم في السورة. فيها: الجهاد بالمال (إن اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم) (الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ) الجهاد بالكلمة: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) جهاد الكفار بالسيف وجهاد المنافقين نعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقاتل المنافقين حتى أنه لم يقتل عبد الله بن أبي بن سلول "لا يقولنّ أن محمداً يقتل أصحابه". فجهاد المنافقين يكون جهاد الكلمة والدعوة والحجة والمناظرة وكشف الشبهات. وإياك أن تقول لا أعرف أو لا أقدر على
|