12-16-2016, 02:40 PM
|
#12
|
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
12- صـــور مـــلـــونــــــــــــــــــــــة
أثناء الحرب العالمية الثانية كانت القوات اليابانية منتشرة في أكثر من موقع من المواقع الإستراتيجية , وكان خطرها يأتي من إرتفاع روحها المعنوية التي كانت تتسلح بها أثناء القتال .
فرأت قيادة الحلفاء ضرورة إستخدام أسلوب حاسم من أساليب الحرب النفسية تنجح به في تحطيم اللروح المعنوية العالية لدى الجنود اليابانيين , فكان أن عملت الى إلقاء صور ملونة عن الأغذية الشهية على الجنود اليابانيين الذين كانوا يحاربون في جبهة شمال بورما وهم يعانون من نقص كبير في مؤنتهم من الطعام ,
كما ألقت كذلك – وفي نفس الوقت ــ على الفرقة اليابانية التي كانت تحارب في ميدان جنوب غرب الباسيفك رسوماً كاريكاتيرية تصور الجندي الياباني وهو يعاني آلام الغربة والحرمان و أخطار الحرب , و تصور قادته يستمتعون بأرقى أنواع الخمور و أفخر وجبات الطعام.
وكانت قيادة الحلفاء تسجل في نهاية كل منشور من هذه المنشورات عبارة موجهة الى الجندي الياباني تقول فيها :
(( مسكين انت أيها الجندي الياباني لأنك تضحي بنفسك في سبيل قضية خاسرة)).
و قد درست قوات الحلفاء حالة الجيوش اليابانية , فوجدت أنها تتمتع بروح معنوية عالية و بقدرة عالية على التماسك لا تتوفر في جيوش الحلفاء أنفسهم , و لكنها درست أيضا الحاجات النفسية و الحاجات البيولوجية فوقفت على ما يعانيه الجيش الياباني من حرمان , حرمان في الغذاء وحرمان في الراحة , ومشاعر الغربة , وقد وجدت دعاية الحلفاء في جوانب النقص هذه ضالتها المنشودة , فركزت عليها لإضعاف الروح المعنوية للقوات اليابانية .
وقد لجأ الحلفاء الى الرسوم الكاريكاتيرية التي تجسم الأفكار و تقربها الى أذهان الجميع و كأنها تعطي أفراد الجيش الياباني حالات حية تجعلها أقرب للتصديق فيحدثون الجندي الياباني حديث الحريص على راحته و مستقبله , و يأكدون له أنه يحارب و يضحي بحياته و راحته في سبيل قضية خاسرة , و بذلك يحوّلون دعايتهم المصورة الى حديث الى قلبه معتمدين في هذا الحديث على إستثارة إنفعالاته و حرصت على حياته .
|
من مواضيعي في الملتقى
|
|
|