🔲 عقوبة الاقوام السابقة 【ج٢】قوم عاد
🔹قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :
🍃قال تعالى: ﴿فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا﴾ [الاحقاف: ٢٤].
حكمة من الله عز وجل، لم تأتهم الريح هكذا، وإنما جاءتهم وهم يُؤَمِّلون أنها غيث ليكون وقعها أشد.
شيء أقبل فظنوه ريحا تسقيهم فإذا هو ريح تدمِّرهم، فكون العذاب يأتي في حال يـتأمل فيها الإنسان كشف الضرر يكون أعظم وأعظم.
مثل ما لو منَّيتَ شخصاً بدراهم ثم سحبتها منه صار أشد وأعظم:
﴿لَمَّا رَأَوْهُ عَارِضاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا﴾، لأنهم كانون يتحدَّون نبيهم: يقولون: إن كان عندك عذاب فأتِ به إن كنت صادقاً.
فجاءتهم ﴿رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ(٢٤)تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ﴾ [ الاحقاف: ٢٥] والعياذ بالله!!
هاجت عليهم سبع ليال وثمانية أيام، لأنها بدأت من الصباح وانتهت بالغروب، فصارت سبع ليال وثمانية أيام حسوماً متتابعة قاطعة لدابرهم تحسمهم حسماً.
حتى إنها تحمل الواحد منهم إلى عنان السماء، ثم ترمي به، فصاروا كأنهم أعجاز نخل خاوية، أي: مثل أصول النخل الخاوية ملتوين على ظهورهم- والعياذ بالله - .
📝 شرح رياض الصالحين [١ / 180
|