في رحـــــاب ســــــورة
الـطـــــور
📚🍃 *تابع هدايات المقطع الثاني(١٧ : ٢٨ )*
🌱 *(متكئين على سرر مصفوفة وزوجناهم بحور عين)* وصف لحالهم في الجنة،
فالاتكاء على السرر و المتكآت تعبير عما هم فيه من أحوال الترف الكريم و النعيم
المكين الذي لا يُخشى له زوال.
🌱ومن تمام نعمة الله على أهل النعيم من المؤمنين المتقين أنه جل ثناؤه يجمع للعبد
الصالح ذريته الصالحة في الجنة ويجعلهم في قصورهم متجاورين على منزلة واحدة
( وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ
شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ ﴿٢١﴾)
🌱 *(كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ)* هذه قاعدة كلية من كليات القرآن الكريم قاضية
على كل إنسان أنّى كان. فما من عبد إلا و هو رهين عمله يوم القيامة، أي أن مصيره
بما قدمه في الدنيا من عمل ومتوقف عليه إن خيرا فخير وإن شرّا فشرّ والعياذ بالله.
👈🏻وفيها إشارة إلى أن الذرية غير المؤمنة لا يُلحقون بآبائهم الصالحين وأن الإلحاق
في مراتب الجنة ومنازلها مشروط باستحقاق دخول الجنة أولًا بما كسبه الإنسان من
أعمال الخير والصلاح.
🌱 ثم تشرع الآيات في وصف مشاهد من أحوال النعيم الذي يتمتع به المتقون في
الجنات (وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ ﴿٢٢﴾ يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لَا لَغْوٌ فِيهَا
وَلَا تَأْثِيمٌ ﴿٢٣﴾ وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ ﴿٢٤﴾)
🌱ثم ختم الخطاب مشهد الجنة وأهلها ببيان السبب الذي به فاز المتقون بهذا النعيم
المقيم وقد مهّد الرحمن له بآية كريم لطيفة فيها روح جميل من التشويق و التحبيب
مثير للانتباه ومرغّب بالاستطلاع (وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ ﴿٢٥﴾ ) وإقبال
المرء على صاحبه التفاته إليه بكليته بحيث يصير بمواجهته إنما يكون في الغالب عن
د إلقاء البشارات أو المناجاة بما يُفرح ويُسِرّ.
🌱كل يسأل صاحبه وكل يحكي قصته كيف نالهم من هذا العطاء الرباني والأجوبة
كلها تدور حول حقيقة واحدة ( قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ ﴿٢٦﴾ فَمَنَّ اللَّهُ
عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ ﴿٢٧﴾ إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ ﴿٢٨﴾ )
للدكتور فريد الأنصاري
|