-ويطلعك على هذا التلبيس ما أذكره، وهو أن التعاون على طلب الحق من الدين، ولكن له شروط وعلامات ثمان.
الأول:ألا يشتغل به، وهو من فروض الكفايات.
فمن لم يتفرغ من فروض الأعيان، ومَن عليه فرض عين، فاشتغل بفرض كفاية، وزعم أن مقصده الحق-فهو كذاب.
ومثاله من يترك الصلاة في نفسه، ويتجرد في تحصيل الثياب ونسْجها، ويقول غرضي ستر عورة من يصلي عريانًا ولا يجد ثوبًا، فإن ذلك ربما يتفق- ووقوعه ممكن- كما يزعم الفقيه أن وقوع النوادر التي عناها البحث في الخلاف ممكن.
والمشتغلون بالمناظرة مهملون لأمور هي فرض عين بالاتفاق، ومن توجه عليه ردُّ وديعة في الحال، فقام وأحرم بالصلاة، التي هي أقرب القربات إلى اللَّـه - تعالى- عصى به.
فلا يكفي في كون الشخص مطيعًا، كون فعْله من جنس الطاعات، ما لم يُراع فيه الوقت، والشروط، والترتيب"
🖋 يَتبَع بِإذنِ اللَّـه ..
|