عرض مشاركة واحدة
قديم 11-14-2017, 05:23 PM   #6
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة


الصورة الرمزية ام هُمام
 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 539

ام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond repute

افتراضي

      

وينصرف الرسول من المعركة الي بيته، فيسمع في طريقه نساء بني عبد الأشهل يبكين شهداءهن، فيقول عليه الصلاة والسلام من فرط حنانه وحبه: " لكنّ حمزة لا بواكي له"..!! ويسمعها سعد بن معاذ فيظن أن الرسول عليه الصلاة والسلام يطيب نفسا اذا بكت النساء عمه، فيسرع الى نساء بني عبد الأشهل ويأمرهن أن يبكين حمزة فيفعلن? ولا يكاد الرسول يسمع بكاءهن حتى يخرج اليهن، ويقول " ما الى هذا قصدت، ارجعن يرحمكن الله، فلا بكاء بعد اليوم" ولقد ذهب أصحاب رسول الله يتبارون في رثاء حمزة وتمجيد مناقبه العظيمة. فقال حسان بن ثابت: دع عنك دارا قد عفا رسمها وابك على حمزة ذي النائل اللابس الخيل اذا أحجمت كالليث في غابته الباسل أبيض في الذروة من بني هاشم لم يمر دون الحق بالباطل مال شهيدا بين أسيافكم شلت يدا وحشي من قاتل وقال عبد الله بن رواحة: بكت عيني وحق لها بكاها وما يغني البكاء ولا العويل على أسد الاله غداة قالوا: أحمزة ذاكم الرجل القتيل أصيب المسلمون به جميعا هناك وقد أصيب به الرسول أبا يعلى، لك الأركان هدّت وأنت الماجد البرّ الوصول وقالت صفية بنت عبد المطلب عمة الرسول صلى الله عليه وسلم وأخت حمزة: دعاه اله الحق ذو العرش دعوة الى جنة يحيا بها وسرور فذاك ما كنا نرجي ونرتجي لحمزة يوم الحشر خير مصير فوالله ما أنساك ما هبّت الصبا بكاءا وحزنا محضري وميسري على أسد الله الذي كان مدرها يذود عن الاسلام كل كفور أقول وقد أعلى النعي عشيرتي جزى الله خيرا من أخ ونصير على أن خير رثاء عطّر ذكراه كانت كلمات رسول الله له حين وقف على جثمانه ساعة رآه بين شهداء المعركة وقال: " رحمة الله عليك، فانك كنت وصولا للرحم فعولا للخيرات"..
**
لقد كان مصاب النبي صلى الله عليه وسلم في عمه العظيم حمزة فادحا. وكان العزاء فيه مهمة صعبة.. بيد أن الأقدر طكانت تدّخر لرسول الله أجمل عزاء. ففي طريقه من أحد الى داره مرّ عليه الصلاة والسلام بسيّدة من بني دينار استشهد في المعركة أبوها وزوجها، وأخوها.. وحين أبصرت المسلمين عائدين من الغزو، سارعت نحوهم تسألهم عن أنباء المعركة.. فنعوا اليها الزوج..والأب ..والأخ.. واذا بها تسألهم في لهفة: " وماذا فعل رسول الله"..؟؟ قالوا: " خيرا.. هو بحمد الله كما تحبين"..!! قالت: " أرونيه، حتىأنظر اليه"..!! ولبثوا بجوارها حتى اقترب الرسول صلى الله عليه وسلم، فلما رأته أقبلت نحوه تقول: " كل مصيبة بعدك، أمرها يهون"..!!
**
أجل.. لقد كان هذا أجمل عزاء وأبقاه.. ولعل الرسول صلى الله عليه وسلم قد ابتسم لهذا المشهد الفذّ الفريد، فليس في دنيا البذل، والولاء، والفداء لهذا نظير.. سيدة ضعيفة، مسكينة، تفقد في ساعة واحدة أباها وزوجها وأخاها.. ثم يكون ردّها على الناعي لحظة سمعها الخبر الذي يهدّ الجبال: " وماذا فعل رسول الله"..؟؟!! لقد كان مشهد أجاد القدر رسمه وتوقيته ليجعل منه للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عزاء أي عزاء.. في أسد الله، وسيّد الشهداء..!!
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
انتهت قصة حمزة بن عبدالمطلب
🔚🔚🔚🔚🔚🔚🔚🔚🔚🔚🔚🔚🔚🔚🔚
التوقيع:
بسم الله الرحمن الرحيم
  1. وَالْعَصْرِ
  2. إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ
  3. إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ
( رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ )

من مواضيعي في الملتقى

* فضل صلاة التراويح
* هل ينكر على من رآه يأكل ناسيا في رمضان
* أعلام من السلف
* إبن القيم رحمه الله
* أبوالدرداء - أيّ حكيم كان
* سلمان الفارسي -الباحث عن الحقيقة
* قوت القلوب

ام هُمام متواجد حالياً   رد مع اقتباس