تــــدبر ســـورة الكـــــــهف
🗯🍃 *الوحدة الموضوعية في سورة الكهف 3⃣*
*المطلع والختام :*
■بدأت سورة الكهف بقوله - تعالى -: "الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً، قيماً لينذر بأساً شديداً من لدنه ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً حسناً "
□وختام السورة: " قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا ، قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إليّ أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك به أحداً ".
■في أول السورة أن الله - تعالى - لم يجعل لكتابه عوجا بل هو قيم ، وربما وقع كثير من المفسرين في خطأ القول أن الآيتين تؤكدان أن الكتاب مستقيم غير أعوج،
□ لكن النص الكريم لم يقل: (ولم يجعل فيه عوجاً)، بل قال: " ولم يجعل له عوجا " أي ليس فيه قابلية للحرف والاعوجاج،
■ومعنى أن الكتاب قيّم أي مهيمن على ما سواه كاشف تحريفها، ومؤيد لما بقي من الحق فيها.
□ وفي آخر السورة تأكيد لما جاء في مطلعها : "قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنابمثله مددا " و تفيد الآية من لانهائية المعاني المستخرجةمن كلمات الله -تعالى-على امتداد الزمان والمكان،ويتأكد معنى حفظ كلمات الله خلال السورة الكريمة في قوله - تعالى -: " لا مبدل لكلماته"[الكهف: 27].
■وهنا يلاحظ أن مفهوم الحفظ الذي دلت عليه قصة الكهف، يؤكده مطلع السورة ومقطعها ، فحفظ الكتاب هو حفظ الدين ، بل وحفظ المؤمنين أيضا ً، كما يستفاد من قوله - تعالى -: " قيماً لينذر بأساً شديداً من لدنه؛فهذا الكتاب قيم ومهيمن غالب،وهو سائر بالمؤمنين إلى حيث يصبحون ذوي بأس شديد ، ولن يبقوا على ضعفهم البادي وقت النزول؛ وقصة ذي القرنين في أواخر السورة مثال على ذلك.
|