عرض مشاركة واحدة
قديم 02-20-2017, 06:14 PM   #3
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة


الصورة الرمزية ام هُمام
 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 542

ام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond repute

افتراضي

      

قال‏:‏ واختلاف الحقائق والذوات لابد أنها تؤثر في اختلاف الأحكام والصفات، وإذا اختلفت حقيقة البشر والملك، فلابد أن يكون أحد الحقيقتين أفضل، فإن كونهما متماثلتين متفاضلتين ممتنع‏.
‏‏ وإذا ثبت أن أحدهما أفضل بهذه القضية المعقولة، وثبت عدم فضل البشر بتلك الكلمة الإلهية، ثبت فضل الملك، وهو المطلوب‏.
‏‏
وقد ذكر جماعة من المنتسبين إلى السنة‏:‏ أن الأنبياء وصالح البشر أفضل من الملائكة‏.‏ وذهبت المعتزلة إلى تفضيل الملائكة على البشر، وأتباع الأشعري على قولين‏:‏ منهم من يفضل الأنبياء والأولياء، ومنهم من يقف ولا يقطع فيهما بشىء‏.‏

وحكى عن بعض متأخريهم أنه مال إلى قول المعتزلة، وربما حكى ذلك عن بعض من يدعى السنة ويواليها‏.
‏‏
وذكر لي عن بعض من تكلم في أعمال القلوب أنه قال‏:‏ أما الملائكة المدبرون للسموات والأرض وما بينهما والموكلون ببني آدم، فهؤلاء أفضل من هؤلاء الملائكة‏.‏
وأما الكَرُوبيُّون الذين يرتفعون عن ذلك فلا أحد أفضل منهم، وربما خص بعضهم نبينا صلى الله عليه وسلم‏.‏ واستثناؤه من عموم البشر، إما تفضيلًا على جميع أعيان الملائكة، أو على المدبرين منهم أمر العالم‏.‏

هذا ما بلغني من كلمات الآخرين في هذه المسألة، وكنت أحسب أن القول فيها محدث حتى رأيتها أثرية سلفية صحابية، فانبعثت الهمة إلى تحقيق القول فيها، فقلنا حينئذ بما قاله السلف، فروى أبو يعلي الموصلي في‏ [‏كتاب التفسير‏] المشهور له عن عبد اللّه ابن سلام وكان عالمًا بالكتاب الأول، والكتاب الثاني؛ إذ كان كتابيًا، وقد شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بحسن الخاتمة، ووصية معاذ عند موته، وأنه أحد العلماءالأربعة الذين يبتغي العلم عندهم قال‏:‏ ما خلق اللّه خلقًا أكرم عليه من محمد صلى الله عليه وسلم‏.
‏‏
الحديث عنه‏.
‏‏ قلت‏:‏ ولا جبرائيل، ولا ميكائيل‏؟‏ قال‏:‏ يا بن أخي، أو تدري ما جبرائيل وميكائيل‏؟‏ إنما جبرائيل وميكائيل خلق مسخر، مثل‏:‏ الشمس، والقمر، وما خلق اللّه تعالى خلقًا أكرم عليه من محمد صلى الله عليه وسلم‏.‏

وروى عبد اللّه في [‏التفسير‏] وغيره عن مَعْمَر، عن زيد بن أسلم؛ أنه قال " قالت الملائكة‏:‏ يا ربنا، جعلت لبني آدم الدنيا، يأكلون فيها ويشربون، فاجعل لنا الآخرة‏.‏ فقال‏:‏ ‏‏وعزتي لا أجعل صالح ذرية من خلقتُ بيدي كَمَنْ قلت له كن فكان‏"‏‏‏.‏

وكذلك قصة سجود الملائكة كلهم أجمعين لآدم، ولعن الممتنع عن السجود له، وهذا تشريف وتكريم له‏.‏





ذكر ما رواه الخلال عن أبي هريرة‏:‏ خطبنا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، وذكر كلامًا قال في آخره"ادْنُو، ووَسِّعوا لمن خلفكم‏ ,فدنا الناس وانضم بعضهم إلى بعض‏‏ فقال رجل‏:‏ أنوسع للملائكة أو للناس‏؟‏ قال‏:‏ للملائكة، إنهم إذا كانوا معكم لم يكونوا من بين أيديكم ولا من خلفكم، ولكن عن أيمانكم وشمائلكم‏ قالوا‏:‏ ولم لا يكونون من بين أيدينا ومن خلفنا‏؟‏ أمن فضلنا عليهم أو من فضلهم علينا‏؟‏ قال‏:‏ ‏‏نعم، أنتم أفضل من الملائكة"‏‏‏.
‏‏ رواه الخلال، وفيه القطع بفضل البشر على الملائكة، لكن لا يعرف حال إسناده، فهو موقوف على صحة إسناده‏.

‏‏ وروى عبد اللّه بن أحمد في ‏[ ‏كتاب السنة‏] عن عروة بن رُوَيْم قال‏:‏ أخبرني الأنصاري "عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الملائكة قالوا‏:‏ ربنا خلقتنا وخلقت بني آدم، فجعلتهم يأكلون ويشربون، ويلبسون ويأتونالنساء، ويركبون الدواب، وينامون ويستريحون، ولم تجعل لنا شيئًا من ذلك، فاجعل لهم الدنيا ولنا الآخرة"‏‏.‏

وذكر الحديث مرفوعًا كما تقدم موقوفًا عن زيد بن أسلم عن أبيه‏.‏
وزيد بن أسلم زيد في علمه وفقهه وورعه، حتى إن كان على بن الحسين ليدع مجالس قومه ويأتي مجلسه، فلامه الزهري فى ذلك فقال‏:‏ إنما يجلس حيث ينتفع، أو قال‏:‏ يجد صلاح قلبه‏.‏

وقد كان يحضر مجلسه نحو أربعمائة طالب للعلم، أدنى خصلة فيهم الباذل ما في يده من الدنيا، ولا يستأثر بعضهم على بعض، فلا يقول مثل هذا القول إلا عن‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ [‏بياض‏]‏ بين والكذب على اللّه عز وجل أعظم منالكذب على رسوله‏.‏

وأقل ما في هذه الآثار أن السلف الأولين كانوا يتناقلون بينهم‏:‏ أن صالحي البشر أفضل من الملائكة من غير نكير منهم لذلك، ولم يخالف أحد منهم في ذلك، إنما ظهر الخلاف بعد تشتت الأهواء بأهلها، وتفرق الآراء، فقد كان ذلك كالمستقر عندهم‏.‏


فليتدبر هذا، فإنه جواب معتمد إن شاء اللّه، واللّه سبحانه أعلم بحقائق خلقه وأفاضلهم، وأحكم في تدبيرهم، ولا حول ولا قوة إلا باللّه‏.‏
هذا ما تيسر تعليقه وأنا عَجْلان، في حين من الزمان، واللّه المستعان، وهو المسؤول أن يهدي قلوبنا ويسدد ألسنتنا وأيدينا، والحمد للّه رب العالمين‏.


التوقيع:
بسم الله الرحمن الرحيم
  1. وَالْعَصْرِ
  2. إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ
  3. إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ
( رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ )

من مواضيعي في الملتقى

* فضل صلاة التراويح
* هل ينكر على من رآه يأكل ناسيا في رمضان
* أعلام من السلف
* إبن القيم رحمه الله
* أبوالدرداء - أيّ حكيم كان
* سلمان الفارسي -الباحث عن الحقيقة
* فتاوى ورسائل يوم الجمعة

ام هُمام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس