عرض مشاركة واحدة
قديم 02-25-2017, 02:10 PM   #2
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة


الصورة الرمزية ام هُمام
 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 539

ام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond repute

افتراضي

      

عباد الله: تحروا بمصاريف أوقافكم الفقراء والأقارب، وما يشمل نفقه وتشتد الحاجة إليه (كالمساجد، والكتب الدينية، ومكاتب الدعوة إلى الله، ونحو ذلك، واحذر من وقف الإضرار والمحاباة، كمن يقصد بالوقف إضرار شريك، أو حرمان وارث، أنفعه فإن من الناس من يوقف أوقافاً بقصد حرمان بعض الورثة من الإرث، وهذا لا يحل لهم دون غيره من الورثة، فإن الوقف عبادة لله لا تصح إلا إذا خلصت لله موافقة لشرعه....

الأمر الثاني: مما يستمر أجره وثوابه للميت بعد موته: علم ينتفع به، والمراد بهذا العلم: العلم المستمد من كتاب الله، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويكون توريثه بالتعليم، والتأليف، والنشر، ونحو ذلك، وها نحن يا عباد الله نذكر علماء ماتوا من مئات السنين، ونترحم عليهم، وندعو لهم، هذا هو العلم النافع الذي يبقى للإنسان بعد وفاته، وكلما كان العلم أكثر نفعًا، وأوسع انتشارًا، كلما كان أعظم ثوابًا وأجرًا، ويدخل في ذلك من دعا إلى هدى، فإن له مثل أجر من تبعه، ولو كان ذلك بعد وفاته يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ومن دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا».
أيها الأخوة : وثالث الأعمال التي لا نتقطع بالموت دعاء الولد الصالح، وهنا نقف وقفة مع هذا الأمر: كيف اعتبره النبي صلى الله عليه وسلم عملًا للإنسان، وكسبًا مع أن الدعاء من عمل شخص آخر وهو الولد؟

قال أهل العلم: أن الولد يعتبر من كسب الإنسان، وفي هذا دليل على أنه ينبغي للمسلم أن يسعى لطلب الولد عن طريق الزواج، فإن الزواج من سنن المرسلين كما قال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً....} [الرعد:38].

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء» ثم إنه ينبغي بعد ما يرزقه بالولد أن يسعى في إصلاحه وتربيته، وذلك ببذل أسباب الهداية، وسؤال الله تعالى أن يهديه هداية الإلهام والتوفيق.
وفي هذا الحديث دليل على أن دعاء الولد الصالح لوالديه ينفعهما بعد مماتهما، قال النووي رحمه الله في (شرح مسلم [4/11/85]): "في هذا الحديث من الفوائد: أن الدعاء يصل ثوابه إلى الميت، وكذلك الصدقة، وهي مجمع عليهما، وكذلك قضاء الدين، بل أن دعاء الولد لوالديه حري بالإجابة؛ لأن الله تعالى قد أمر به في قوله سبحانه: {وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} [الإسراء:24].
قال بعض المفسرين في هذه الآية: أن الدعاء للوالدين مستجاب؛ لأن الله أذن منه".

وحديث: «إذا مات ابن ادم انقطع عمله إلا من ثلاث» مؤيد لذلك؛ إذ جعل دعاء الولد عملا لأبويه، فينبغي لك أخي المسلم أن تجتهد في الدعاء لوالديك في حياتهما وبعد مماتهما، وأن الوالد الذي يدعو لوالديه خاصة بعد مماتهما وانقطاع أعمالهما حري بأن يقيض الله له من أولاده من يفعل ويدعو له، كما أنه ينبغي للوالدين أن يربيا..
إن من الناس من يموت ولا يكون له أي أثار من أعمال صالحة، بل تطول صحيفة حسناته بموته، أو من الناس من يوفق فيكون له أثار من أعمال صالحة.. هو من عدد الأموات، لكن ثوابها وأجرها يجري له من صدقة جارية أنفذها في حياته، أو علم ينتفع بها بقيت أثاره بعد مماته، أو دعاء ولد صالح.

أيها الأخوة : وكل الناس يتمنون أن يكون لهم آثار من أعمال صالحة يجري ثوابها لهم بعد مماتهم، ولكن بعض الناس يؤتى من جهة التفريط والإمهال وطول الأمل حتى يبغته الموت أو يبغته مرصد الموت، فلا يستطيع حينئذ أن يقدم ما كان يتمناه ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: «وما حق امرئ مسلم يبيت ليلتين له شيء يريد أن يوصي به إلا وصيته مكتوبة عند رأسه».. قال ابن عمر رضي الله عنهما: ما بيت ليلة إلا وصيتي مكتوبة عند رأسي.
اللهم وفقنا للعمل الصالح يا رب العالمين..
وهذا وصلوا وسلموا على نبيكم كما أمركم الله بذلك

التوقيع:
بسم الله الرحمن الرحيم
  1. وَالْعَصْرِ
  2. إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ
  3. إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ
( رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ )

من مواضيعي في الملتقى

* فضل صلاة التراويح
* هل ينكر على من رآه يأكل ناسيا في رمضان
* أعلام من السلف
* إبن القيم رحمه الله
* أبوالدرداء - أيّ حكيم كان
* سلمان الفارسي -الباحث عن الحقيقة
* قوت القلوب

ام هُمام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس