عرض مشاركة واحدة
قديم 12-02-2017, 06:19 PM   #1
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة


الصورة الرمزية ام هُمام
 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 544

ام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond repute

رساله آداب المُجَالَسَة وحقوق المُجَالَسِين

      

خطبة مكتوبة بعنوان: ” آداب المُجَالَسَة وحقوق المُجَالَسِين “.

آداب المُجَالَسَة وحقوق المُجَالَسِين

الخطبة الأولى:ـــــــــــــــــ

الحمد الله الخلَّاق العليم، الذي منَّ على من شاء من عباده بالورع عن الحرام، وخذل من شاء فتجرأ على الآثام، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله سيد الأنام، أكرمه ربه فجعله الله للخلق في سائر أموره إمام، اللهم صل عليه وعلى آله وأصحابه الكرام، وسلِّمْ تسلمًا يترى على مرِّ الأيام والأعوام.

أما بعد، أيها الناس:

اتقوا الله ـ جل وعلا ـ، فإنه هو أهل التقوى وأهل المغفرة، اتقوه في السِّر والعلن، والرضا والغضب، ومع القريب والبعيد، اتقوه في مجالِسكم، ومع مُجالِسيكم، وفي سائر أحوالكم وأوقاتكم، فإنه لا يفلح إلا المتقون.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}.

أيها الناس:

تعلمون أنه لا بد للإنسان مِن مُجَالَسة أصحابه، ولا غنى له عن لقاء أحبَّائِه، فيكلمهم ويكلمونه، ويستأنس بهم ويستأنسون به، ويمازحهم ويمازحونه، ويتقوى بهم ويتقوون به، ويسترشد بهم ويسترشدون به، ويُزيل حزنه بهم ويزيلون حزنهم به، ويتسلَّى بهم ويتسلون به، ومجالستهم قد تكون في بيت أو حاشية باب أو استراحة أو بَرٍّ أو بحر أو مزرعة أو غيرها من الأماكن، وقد كان للصحابة ـ رضي الله عنهم ـ مجالس يجلسون فيها للحديث والمؤانسة، فصحَّ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لهم:(( إِيَّاكُمْ وَالجُلُوسَ عَلَى الطُّرُقَاتِ، فَقَالُوا: مَا لَنَا بُدٌّ، إِنَّمَا هِيَ مَجَالِسُنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا، قَالَ: فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلَّا المَجَالِسَ، فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهَا، قَالُوا: وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ؟ قَالَ: غَضُّ البَصَرِ، وَكَفُّ الأَذَى، وَرَدُّ السَّلاَمِ، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ )).

وصحَّ عن الإمام شعبة ـ رحمه الله ـ أنه قال:(( خَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍـ رضي الله عنه ـعَلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: أَنْتُمْ جِلَاءُ حُزْنِي )).

وقيل للتابعي محمد بن المنكدر ـ رحمه الله ـ:(( مَا بَقِيَ مِنْ لَذَّتِكَ؟ قَالَ: لِقَاءُ الْإِخْوَانِ، وَإِدْخَالُ السُّرُورِ عَلَيْهِمْ )).

وقال حكيم العرب أكثم بن صَيفي:(( لِقَاءُ الْأَحِبَّةِ مَسْلَاةٌ لِلْهَمِّ )).

وقال الإمام الشافعي ـ رحمه الله ـ:(( لَيْسَ سُرُورٌ يَعْدِلُ صُحْبَةَ الْإِخْوَانِ، وَلَا غَمٌّ يَعْدِلُ فِرَاقَهُمْ )).

وقال عيَّاش بن مُطرِّف ـ رحمه الله ـ:((لَا حَيَاةَ لِمَنْ لَا إِخْوَانَ لَهُ)).

أيها الناس:

إن مِن المعلوم أن للمَجالس آدابًا، وللمجالَسِين وعليهم حقوقًا، ينبغي أن تُراعى وتُصان، ويجدر أن يُهتَّم لها ولا تُشان، وأن تُلاقى بالعمل والترحاب، إن كان أهل هذه المجالس يريدون دوامها، ويطلبون أن تزيدهم قوة وصلة، وتقوي ألفتهم، وترسِّخ أخوتهم، ويَحصل منها الأنس والسرور، وتَحلَّ بها الراحة والطمأنينة.

فمِن آداب المُجالَسة وحقوقها:

أن يحفظ المجُالِس ما يدور بينه وبين مُجالِسيه مِن حديث، وما يُبدونه له مِن أسرار، وما يقع منهم مِن هفوات وهنات، فلا يخرجها عن هذا المجلس ولا يُفشيها، فإنما يتجالس الناس مع بعضهم بالأمانة، ولو علموا أن جليسهم سينشر ما يقع منهم لما جالسوه، وإن اضطروا لِمجالَسته تحفظوا معه في الحديث، وحذِروا منه.

ومِن آداب المُجالَسة وحقوقها:

أن لا يستَدْرِج المجُالِس مُجالِسه أو يستفزَّه ليبيح له عن أموره الخاصة التي لا يليق أن تظهر للناس، وأحوال أهله وقرابته وما يقع بينهم، وما عنده من أسرار ومعلومات عن غيره، وعن عمله ووظيفته، لا سيما إن كان هذا المُستَدرَج طيَّب السجية، قليل الانتباه والفطنة، يأخذ أصحابه بالظاهر، فإن هذه الأمور التي يستخرجها منه لا تعنيه، وطلبه لمعرفتها فضول منه، ونقص في أدبه، وضعف في مروءته، وتعدٍّ على حق الصُّحبة، وليس بذكاء ولا فطنة، ومن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه، وقد ثبت عن زيد بن أسلم ـ رحمه الله ـ أنه قال:(( دُخِلَ عَلَى أَبِي دُجَانَةَ وَهُوَ مَرِيضٌ، وَكَانَ وَجْهُهُ يَتَهَلَّلُ، فَقِيلَ لَهُ: مَا لِوَجْهِكَ يَتَهَلَّلُ؟ فَقَالَ: مَا مِنْ عَمَلِي شَيْءٌ أَوْثَقُ عِنْدِي مِنَ اثْنَتَيْنِ: أَمَّا إِحْدَاهُمَا: فَكُنْتُ لَا أَتَكَلَّمُ فِيمَا لَا يَعْنِينِي، وَأَمَّا الْأُخْرَى: فَكَانَ قَلْبِي لِلْمُسْلِمِينَ سَلِيمًا )).

وقال الحسن البصري ـ رحمه الله ـ:(( مِنْ عَلامَةِ إعْرَاضِ اللَّهِ عَنْ الْعَبْدِ أَنْ يَجْعَلَ شُغْلَهُ فِيمَا لا يَعْنِيهِ )).

وقال رجل للأحنف بن قيس:(( بِمَ سُدْتَ قَوْمَكَ – وَأَرَادَ عَيْبَهُ -؟ فَقَالَ الأَحْنَفُ: بِتَرْكِي مِنْ أَمْرِكَ مَا لا يَعْنِينِي، كَمَا عَنَاكَ مِنْ أَمْرِي ما لا يعنيك )

اثبت وجودك .. تقرأ وترحل شارك معنا برد أو بموضوع


أكتب تعليق على الموضوع مستخدماً حساب الفيس بوك

التوقيع:
بسم الله الرحمن الرحيم
  1. وَالْعَصْرِ
  2. إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ
  3. إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ
( رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ )

من مواضيعي في الملتقى

* فضل صلاة التراويح
* هل ينكر على من رآه يأكل ناسيا في رمضان
* أعلام من السلف
* إبن القيم رحمه الله
* أبوالدرداء - أيّ حكيم كان
* سلمان الفارسي -الباحث عن الحقيقة
* فتاوى ورسائل يوم الجمعة

ام هُمام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس