وبعد أن انتهى من التوحيد بدأ بالشرائع في قوله عز وجلّ (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴿١٧٧﴾) هنا جملة الشرائع، هذه الآية جامعة لكل ما يريده الله من عباده وذكر فيها من أركان الإسلام الخمسة: الصلاة والزكاة. بقي الصيام والحج جاء بعدها (يا أيها كتب عليكم الصيام تتقون) وبعدها (وأتموا الحج الهدي) فرتبت أركان الإسلام في هذه السورة كترتيبها في حديث ابن عمر: بني الإسلام على خمس: التوحيد (وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ﴿١٦٣﴾) ثم (وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴿١٨٣﴾) (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ)
وبعد أن انتهى من قضايا أركان الإسلام انتقل إلى القضايا الاجتماعية وهي أحكام النكاح والطلاق والعدد والحيض وما يتصل بها مما يحتاجه الناس في حياتهم الاجتماعية.
|