ثم ذكر أيضًا قضية أخرى في ابتلاء الله لعباده وحفظهم لعقد عظيم من عقوده يقول الله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ) وكان هذا في صلح الحديبية عندما خرج الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم ابتلاهم الله بأن جعل الصيد ينبث في الأرض حتى إن الرجل ليصيد بيده، يصيد الأرنب بيده من كثرة ما جاءت الأرانب والجرابيع والظباء وغيرها مما هو معروف في جزيرة العرب ونفوس العرب تتشوق للصيد ابتلاهم الله، لماذا؟ قال الله عز وجلّ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ) وكم من الأمور يتيحها الله لك وييسرها لك ولا يكون بينك وبينها إلا أن تحرّك أحيانًا اصبعك (بالريموت مثلا وأنت جالس أمام الشاشة تشاهد) ما وضع هذا بين يديك وما يسره لك إلا ليعلم مقدار خوفك من ربك وهل ترقبه في الغيبة أو لا.
|