عرض مشاركة واحدة
قديم 03-04-2013, 07:37 AM   #3
أبو جبريل نوفل

الصورة الرمزية almojahed
 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 3

almojahed has a reputation beyond reputealmojahed has a reputation beyond reputealmojahed has a reputation beyond reputealmojahed has a reputation beyond reputealmojahed has a reputation beyond reputealmojahed has a reputation beyond reputealmojahed has a reputation beyond reputealmojahed has a reputation beyond reputealmojahed has a reputation beyond reputealmojahed has a reputation beyond reputealmojahed has a reputation beyond repute

افتراضي

      

*- مراتب الجهاد :
1- جهاد النفس ، حيث قال – صلى الله عليه وسلم - أفضل الجهاد أن يجاهد الرجل نفسه وهواه . لله عز وجل – صحيح الجامع-
وهي أربعة مراتب :
1- أن تجاهدها في طلب العلم الشرعي – وهو جهاد في سبيل الله كما سيأتي – ثم العمل به – ثم الدعوة لذلك – ثم الصبر على ما ستلقاه – قال تعالى {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الْأِنْسِ وَالْجِنِّ }(الأنعام: من الآية112) . ولا شك أيضاً ستكون العداوة لكل من دعا بدعوة الأنبياء .
وقال – عليه الصلاة والسلام - " والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب ] . الصحيحة
*- البعض من الناس يعتقد أن أمر الهجرة والجهاد سهل جاء أعرابي للنبي – صلى الله عليه وسلم - يريد الهجرة فقال – صلى الله عليه وسلم - ويحك إن شأن الهجرة لشديد فهل لك من إبل تؤدي صدقتها فاعمل من وراء البحار فإن الله لن يترك من عملك شيئا " صحيح أبي داود . يتبين لنا من هذا الحديث أن النبي عليه الصلاة والسلام خشي على هذا الرجل ألا يقدر علىالهجرة وقد طلبها ‌ ونحن إذا قلنا لمن استعجل الأمر قبل أوانه انتظر قليلا وإلا تعاقب بحرمانه ، قذفونا بالجبن والخذلان والتقاعص ، فهؤلاء بماذا سيقذفون النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الحديث؟!
*- وأقبل رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبايعك على الهجرة والجهاد أبتغي الأجر من الله قال فهل من والديك أحد حي قال نعم بل كلاهما حي قال فتبتغي الأجر من الله قال نعم قال فارجع إلى والديك فأحسن صحبتهما – صحيح الترغيب وقال لآخر " ألك أبوان قال نعم قال ففيهما فجاهد " صحيح أبي داود .
– فهل النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث يدعو للتقاعص والتثبط كما نُتَّهَم هذه الأيام إذا بيَّنا الحق للناس ؟!!
2- جهاد الشيطان :جهاده باليقين على دفع ما يلقيه من الشبهات القادحة في الايمان ،في صفات الله ، في القضاء والقدر، في الدار الآخرة قال تعالى{وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ } (السجدة:24) 3- جهاد الكفار : باللسان : وقد تحدثنا عنه ، وبالمال والسيف والسنان ، قال تعالى { انْفِرُوا خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ }
4- جهاد أهل البدع والمنكرات وقد ذكرناه
*- مراحل جهاد الكفار
1- يوضِّحه أنَّ جهادَ رسول الله عليه الصلاة والسلام مرَّ بأربع مراحل:
1 ـ مرحلة الكفِّ عن القتال، وهي أطولها، ودليلها قول الله تعالى.
{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ } (النساء:77) 2 ـ مرحلة الإذن بالقتال من غير أمر به، ودليلها ما رواه ابن عباس قال: (( لَمَّا أُخرج النبيُّ عليه الصلاة والسلام من مكَّة، قال أبو بكر: أَخرَجوا نبيَّهم؟ إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون! لَيَهْلِكُنَّ. فنزلت: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِم لَقَدِيرٌ} [الحج 39]، فعرفتُ [أي أبو بكر] أنَّه سيكون قتال، قال ابن عباس: فهي أوَّلُ آية نزلت في القتال )) صحيح الترمذي
3 ـ مرحلة قتال مَن قاتل المسلمين والكف عن غيرهم،- وهوالدفع- ودليلها قول الله تعالى: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ الله الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُم وَلاَ تَعْتَدُوا}
4 ـ مرحلة قتال كلِّ كافر حتى يُسلم، ودليلها قول الله تعالى: {تُقَاتِلُونَهُم أَوْ يُسْلِمُونَ} [الفتح 16]، أو يُعطي الجزية وهو ذليل صاغر، على تفصيل معروف في محلِّه، والدليل قول الله عزَّ وجلَّ: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ باللهِ وَلاَ بِاليَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} [التوبة 29] . .- زاد الميعاد " 3/ 70 – 71 " ومجمع الفتاوى 28 – 349 "
فمن هنا أخذ العلماء أنَّه لا يجوز للمسلمين ـ أيام ضعفهم ـ قتال الكافرين، تأسِّياً برسول الله ؛ لأنَّه لا يجوز للمسلمين حينذاك أن يُلقوا بأيديهم إلى التهلكة .
*- قال ابن كثير في تفسير هذه الآية { فلا تهنوا } أي لا تضعفوا عن الأعداء { وتدعوا إلى السلم } أي المهادنة والمسالمة ووضع القتال بينكم وبين الكفار في حال قوتكم وكثرة عددكم وعددكم ولهذا قال : { فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون } أي في حال علوكم على عدوكم فأما إذا كان الكفار فيهم قوة وكثرة بالنسبة إلى جميع المسلمين ورأى الإمام في المهادنة والمعاهدة مصلحة فله أن يفعل ذلك كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم حين صده كفار قريش عن مكة ودعوه إلى الصلح ووضع الحرب بينهم وبينه عشر سنين فأجابهم صلى الله عليه وسلم إلى ذلك .
- انظر شرح ابن كثير من سورة محمد -
*- بل إذا كان العدو لا قبل لقتاله ويصرف بشيء من المال أو الثمار فيعطى ويصرف وجهه وهذا ما أراد فعله النبي صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب ، حيث جاء في سيرة ابن كثير -3 /201 ما نصه " فلما اشتد على الناس البلاء بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عيينة بن حصن و الحارث بن عوف المري و هما قائدا غطفان وأراد أن يعطيهما ثلث ثمار المدينة على أن يرجعا بمن معهما عنه و عن أصحابه وقال " شيء أصنعه لكم و الله ما أصنع ذلك إلا لأني رأيت العرب رمتكم عن قوس واحدة و كالبوكم من كل جانب فأردت أن أكسر عنكم من شوكتهم إلى أمر ما .
*- وهذا الحكمُ ليس منسوخاً نسخاً مطلقاً ونظائرَه في مجموع فتاوى ابن تيمية (13/29 ـ 30)، وإعلام الموقعين لابن القيم (1/35)، والموافقات للشاطبي (3/107 ـ 117)، وتفسير القرطبي (2/288).
*- ومن القرائن قوله – صلى الله عليه وسلم - إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء " رواه مسلم
*- وقال أيضاً " ‌منعت العراق درهمها وقفيزها ومنعت الشام مدها ودينارها ومنعت مصر أردبها ودينارها وعدتم من حيث بدأتم وعدتم من حيث بدأتم وعدتم من حيث بدأتم – مسلم . ‌ أي سيمنع أهل الكتاب اعطائكم الجزية كما كان العهد في قوة الاسلام وعزته وستعودون ضعفاء كما كنتم .
قال النووي " هذه قرينة بدأ الاسلام غريبا وسيعود غريبا – يعني المرحلة المكية ستعود " ولهذا ذهبا إماما العصر ابن باز والألباني على أن هذه المرحلة تسمى بالمرحلة المكية .
*- قال ابن رجب الحنبلي في تعليقه على حديثه – صلى الله عليه وسلم - الذي قال فيه " --- إن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب --- الحديث " رواه مسلم ، قال رحمه الله " لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم ودعا إلى الاسلام لم يستجب له في أول الأمر إلا الواحدُ بعد الواحدِ من كل قبيلة ، كان المستجيب له خائفاً من عشيرته وقبيلته يؤذى غاية الايذاء وينال منه وهو صابر على ذلك في الله عز وجل ، وكان المسلمون إذ ذاك مستضعفين يُشَرَّدون كل مشرد ويهربون بدينهم إلى البلاد النائية كما هاجروا إلى الحبشة مرتين ثم هاجروا إلى المدينة وكان منهم من يُعَذَّب في الله ومنهم من يقتل فكان الداخلون في الاسلام حينئذ غرباء – ثم ظهر الاسلام بعد الهجرة إلى المدينة وصار أهله ظاهرين كل الظهور ودخل الناس بعد ذلك في دين الله أفواجا وأكمل الله لهم الدين وأتم عليهم نعمته وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلموالأمر على ذلك ، وأهل الاسلام في غاية الاستقامة في دينهم وهم متعاضدون متناصرون وهكذا فإن الاسلام بدأ قي آحاد وقلة ثم انتشر وظهر ثم سيلحقهم النقص والإخلال حتى لا يبقى إلا في آحاد وقلة أيضاً كما بدأ ".
*- ولقوله عليه الصلاة والسلام لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها " صحيح أبي داود
ولقوله أيضاً " لا تنقطع الهجرة ما قوتل الكفار" صحيح النسائي.
*- فإذا تغلب العدو الكافر على بلاد الاسلام ولم يستطع المسلمون أن يقوموا بشعائر الدين فعليهم بالهجرة وبهذا أنزل الله الوعيد لمن بقي في مكة إلا المستضعف " قال تعالى { إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً * إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً } (النساء:98) *- قال شيخ الاسلام ابن تيمية " والمنقول عن النبى في إحتماله وعفوه عمن كان يؤذيه كثير كما قال تعالى {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ } (البقرة:109) ثم هنا فرق لطيف أما الصبر فإنه مأمور به مطلقا فلا ينسخ وأما العفو والصفح فانه جعل إلى غاية وهو أن يأتى الله بأمره فلما أتى بأمره بتمكين الرسول ونصره صار قادر على الجهاد لأولئك والزامهم بالمعروف ومنعهم عن المنكر صار يجب عليه العمل باليد فى ذلك ما كان عاجزا عنه وهو مأمور بالصبر فى ذلك كما كان مأمور بالصبر أولا والجهاد مقصوده أن تكون كلمة الله هي العليا وأن يكون الدين كله لله فمقصوده إقامة دين الله " من مجموع الفتاوى ( 15/169-170).
*- وقال أيضاً في الصارم المسلمل " 2/ 413-414 " ما نصه : (( فمَن كان من المؤمنين بأرض هو فيها مُستضعَفٌ، أو في وقتٍ هو فيه مستضعَفٌ، فليعمَلْ بآية الصبر والصَّفح عمَّن يؤذي اللهَ ورسولَه من الذين أوتوا الكتاب والمشركين، وأمَّا أهلُ القوَّةِ فإنَّما يعملونَ بآيةِ قتالِ الذين أوتوا الكتاب حتى يُعطوا الجزيةَ عن يدٍ وهم صاغرون ))
بل وهذا ما قد ترجمه عملياً حيث قال ابن القيم رحمه الله في اعلام الموقعين المجلد 3/5 " سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه ونور ضريحه يقول مررت أنا وبعض أصحابي في زمن التتار بقوم منهم يشربون الخمر فأنكر عليهم من كان معي فأنكرت عليه وقلت له إنما حرم الله الخمر لأنها تصد عن ذكر الله وعن الصلاة وهؤلاء يصدهم الخمر عن قتل النفوس وسبي الذرية وأخذ الأموال فدعهم" اعلام الموقعين 3/4-5 "
- فهذا أنكر عليهم ليس بقتلهم وإنما بنهيهم عن شرب الخمر ورغم ذلك منعه ابن تيمية وهو من هو ؟!! ونحن في هذه الأيام إذا لم نتهور كما يتهورون رمونا بالتخاذل والجبن ، فبماذا يُرمى ابن تيمية ؟ !
*- بل بماذا سيقذف عثمان رضي الله عنه من قبل أمثال هؤلاء وذلك لما حاصر مجموعة من الأوباش دار الخلافة في المدينة فأبى على الصحابة أن يدافعوا عنه كما جاء في تاريخ دمشق -- قال ابن سيرين لقد قتل عثمان يوم قتل وإن الدار يومئذ لغاصة – أي بالصحابة - فيهم عبد الله بن عمر وفيهم الحسن بن علي في عنقه السيف ولكن عثمان عزم عليهم ألا يقاتلوا ، فقال له الحسن يا أمير المؤمنين مرني بأمرك فإني طوع يديك فمرني بما شئت فقال له عثمان ابنَ أخي ارجع فاجلس في بيتك حتى يأتي الله بأمره فلا حاجة لنا في إهراق الدماء
*- وجاء في تاريخ الاسلام " 1/ 474 " قال ابن سيرين : جاء زيد بن ثابت في ثلاثمائة من الأنصار فدخل على عثمان فقال : هذه الأنصار بالباب . فقال : أما القتال فلا - قال أبو هريرة : دخلت على عثمان يوم الدار فقلت : طاب الضرب – أي دفاعاً عنك يا أمير المؤمنين - فقال : أيسرك أن يقتل الناس جميعا وأنا معهم قلت : لا قال فإنك إن قتلت رجلا واحدا فكأنما قتلت الناس جميعا فانصرفت ولم أقاتل .- انظروا إلى فقه أمير المؤمنين والذي فدى أمته بنفسه " قال لأبي هريرة أيسرك أن يقتل الناس جميعا وأنا معهم ؟ و ذلك لكثرة الخارجين الأوباش عليه والذي بلغ عددهم نحو ستة آلاف والصحابة يومئذ في المدينة كانوا قلة قليلة فإذا قاتلوهم قُتِلوا جميعا وقُتل عثمان معهم ، وإذا تركوهم قتل عثمان لوحده – أما نحن نفدي الأمة بالآحاد
حيث من المعلوم عند كل ذي لب أن المدافعين والمجاهدين يكونون في الصدارة لمواجهة أعداء الله ، ودفاعاً عن الأهالي والمدنيين فهم الدرع الواقي يستتر به الناس أما نحن والعكس صحيح أصبح الناس هم الدرع البشري والواقي لؤلئك الأفراد ، يقوم أحدهم برمي صلية من سلاحه الآلي أو قذيفةً أو صاروخاً أو غيرذلك متترساً ومحتمياً ومتخذاً الاف الناس دروعاً بشرية له ؛ فأي جهادٍ هذا ؟!! فيا قوم أليس منكم رجل رشيد .
*- الضوابط المانعة لجهاد الدفع :
*- تعريف بجهاد الدفع : صورته وهو أن يداهم العدو البلد الاسلامي فيحصل قتال بين المسلمين والكفار فقتال الدفع مستمر استمرار بقاء الدولة الاسلامية وعدم تغلب الكفار ، أما إذا تغلب الكفار أو لم يمكن دفعهم أو كان في مدافعتهم من المفسدة أعظم من المصلحة فهنا يسقط جهاد الدفع .
إذن فمن الضوابط المانعة لجهاد الدفع ؟
*- الضوابط المانعة لجهاد الدفع :
1- عند تمكن العدو وسيطرته على الأنفس والديار والمقدرات ، وأصبح بيده زمام الأمور – كالحال الآن في فلسطين حيث تمكن العدو الكافر منها وأصبح بيده كل موارد الحياة ، ماء – كهرباء – غذاء – وقود ، حتى الهواء أحياناً يصلنا ملوث من مصانعهم ومجاريهم وحرق قمامتهم .
فهنا المدافعة خطرة والمقاومة تجلب الشرور وتأدي إلى المهالك .
والأدلة على ذلك : فمنها قوله تعالى {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا} وقوله
{ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ }فإذا لم يستطع المسلمون مدافعة العدو لضعفهم المادي والعسكري سقط عنهم ذلك .
ومنها : المرحلة المكية للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك بلده - وهي أحب أرض الله إليه - إلى غيرها ، ولم يقاتل ولم يرم بحجر فضلاً عن سهم أو رمح ، ولا يقول مسلم إن ذلك لخور فيه أو جبن ، حاشاه – عليه الصلاة والسلام – فقد كان أشجع الناس وأقواهم قلباً ، بل ترك ذلك لما فيه من المفاسد العظيمة على الاسلام والمسلمين ، فلم يستطع عليه الصلاة والسلام أن يغير إلا باللسان – وذلك في قوله تعالى {وجاهدهم به جهاداً كبيرا } وبالقلب أيضاً ، وحث أصحابه على الصبر بل لما جاءه خباب بن الأرت في يوم اشتد أذى المشركين على الصحابة يسأله أن يدعو الله بالنصرة لهم ، غضب النبي لذلك خشية من جزعهم وعدم صبرهم على تحمل الأذى ، ولم يأمره النبي عليه الصلاة والسلام أن يأخذ خنجراً فيطعن به أبا جهل أو غيره من زعماء قريش – ولو كان الأمر بيد هؤلاء المتهورين لؤبيدوا عن بكرة أبيهم بتهورهم ، فهل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم متقاعص ؟! الله المستعان ، فقد جاء في البخاري عن خباب بن الأرت قال شكونا إلى النبي عليه الصلاة والسلام وهو متوسد بردة في ظل الكعبة وقد لقينا من المشركين شدة فقلنا الا تدعو الله فقعد وهو محمر وجهه وقال كان الرجل فيمن كان قبلكم يحفر له في الأرض فيجعل فيه فيجاء بمنشار فيوضع فوق رأسه فيشق باثنين فما يصده ذلك عن دينه والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون . وكان يمر عليه الصلاة والسلام على آل ياسر فيقول لهم " صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة "- صحيح السيرة –
ولم يأمرهم بطعنة من خنجر لأبي جهل وكان فيهم أسد الله – حمزة – وسعد بن أبي وقاص وهو أرماهم بالقوس - وعمر بن الخطاب والذي لا يخاف في الله لومة لائم - وغيرهم
*- بل وطلب الصحابة أصحاب بيعة العقبة الثانية أن يميلوا على المشركين في منى وهم نائمون ، فيقتلونهم ، قالوا " للنبي صلى الله عليه وسلم لإن شئت لنميلن على أهل منى غدا بأسيافنا ، فقال صلى الله عليه وسلم لم أمر بذلك – علماً أن المصلحة مرجحة والعملية مضمونة فمنعهم من ذلك لما سيصنعه بعد ذلك المشركون بالمسلمين في مكة فيكون ذلك لهم ذريعة – انظر مجمع الزوائد للحافظ الهيثمي
*- يقول الشيخ عبد الرحمـن السعدي في تفسيره لهذه الآية : { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ } الآية ، كان المسلمون - إذ كانوا بمكة - مأمورين بالصلاة والزكاة, أي : مواساة الفقراء, لا الزكاة المعروفة, ذات النصب والشروط, فإنها لم تفرض إلا بالمدينة, ولم يؤمروا بجهاد الأعداء, لعدة فوائد: منها:
*- إن من حكمة الباري تعالى , أن يشرع لعباده , الشرائع , على وجه لا يشق عليهم ; ويبدأ بالأهم , والأسهل فالأسهل .
*- ومنها: أنه لو فرض عليهم القتال - مع قلة عَدَدِهِم وعُدَدِهِم, وكثرة أعدائهم - لأدى ذلك إلى اضمحلال الإسلام . فروعي جانب المصلحة العظمى , على ما دونها , ولغير ذلك من الحِكَم . وكان بعض المؤمنين , يودون أن لو فرض عليهم القتال في تلك الحال , غير اللائق فيها ذلك . وإنما اللائق فيها , القيام بما أمروا به في ذلك الوقت , من التوحيد , والصلاة, والزكاة ونحو ذلك كما قال تعالى : " وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا ". فلما هاجروا إلى المدينة , وقوي الإسلام , كتب عليهم القتال , في وقته المناسب لذلك . تفسير ابن سعدي (ص188)
*- قال ابن عثيمين رحمه الله في الشرح الممتع (8/9) " لا بد في الجهاد من شرط ، وهو : أن يكون عند المسلمين قدرة وقوة يستطيعون بها القتال ، فإن لم يكن لديهم قدرة ، فإن اقحام أنفسهم في القتال ، إلقاء بأنفسهم في التهلكة ، ولهذا لم يوجب سبحانه وتعالى على المسلمين القتال وهم في مكة ، لأنهم عاجزون ضعفاء ، فلما هاجروا إلى المدينة ، وكوَّنوا الدولة الاسلامية ، وصار لهم شوكة ؛أمرهم بالقتال ، وعلى هذا فلا بد من هذا الشرط ، وإلا سقط عنهم كسائر الواجبات ، لأن جميع الواجبات يسشترط فيها القدرة ، لقوله سبحانه وتعالى { فاتقوا الله ما استطعتم } ولقوله تعالى { لا يكلف الله نفساً إلا وسعها }
وقال أيضاً " المهم أنه يجب على المسلمين الجهاد ، حتى تكون كلمة الله هي العليا ، ويكون الدين كله لله ، لكن الآن ليس بأيدي المسلمين ما يستطيعون به جهاد الجهاد ، حتى ولو جهاد مدافعة ، وجهاد المهاجمة ما في شك الآن غير ممكن ، حتى يأتي الله بأمة واعية ، تستعد إيماناً ونفسياً ، ثم عسكرياً ، أما نحن على هذا الوضع فلا يمكن أن نجاهد " نقلا من مهمات في الجهاد ( ص 17 ) .
*- فتوى بن عثيمين رحمه الله فيمن يفجر نفسه مع العدو : إن هذا القتل لا يوجد فيه مصلحة الإسلام لأنه إذا قتل نفسه وقتل عشرة أو مئة أو مئتين لم ينتفع الإسلام بذلك -----وهذا ربما يتعنت العدو أكثر ويوغر صدره هذا العمل حتى يفتك بالمسلمين أشد فتك . كما يوجد من صنع اليهود مع أهل فلسطين فإن أهل فلسطين إذا مات الواحد منهم بهذه المتفجرات وقتل ستة أو سبعة أخذوا من جراء ذلك ستين نفراً أو أكثر فلم يحصل في ذلك نفع للمسلمين ولا انتفاع للذين فجرت المتفجرات في صفوفهم .
2- شرح رياض الصالحين (ص/165-166) دار الوطن ج1
*- قال الشيخ الألباني رحمه الله في رده على من سؤال وجه إليه من أحد الحضور : ما مشروعية الانتفاضة في فلسطين : قال " أنا لا أرى هذه الانتفاضة ستأتي إلا بالدمار ، وماذا تفعل الانتفاضة مع هؤلاء اليهود المسلحين بكل سلاح ، فأنا لا أعتقد هذا العمل يجوز شرعاً فضلاً عن أعتقد أن يفيد واقعاً ، فما يُقتل يهودي إلا ويقتل مقابله العشرات من المسلمين ، وهنا مثلاً أضربه وهو ينطبق على إخواني في فلسطين – العين لا تقاوم مخرز - بهذا نلقي بأيدنا إلى التهلكة – مسجل بصوته من شريط سلسلة الهدى والنور برقم (172)
*- وقال على الشباب المسلم في فلسطين أن يدخر قوته إلى أن يأتي اليوم المعلوم لقتال اليهود وبعد أن يجاهد نفسه تربوياً أولاً – أي أن يقتدي بهدي نبيه صلى الله عليه وسلم وما كان من سنته في المرحلة المكية وهو مستضعف – ثم الاعداد مادياً آخذاً بهذه الآية { وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ } الأنفال 60 ، وإلا أرى أنهم سيفنوا أنفسهم بفعلهم هذا – أي من مقارعتهم لليهود دون أي عدة تُذكر - سلسلة الهدى والنور 233 انتهى كلامه رحمه الله
*- أقول لأهل فلسطين ، للمتحمسين في فلسطين ، اسمعوا لفقه علمائنا العمالقة رحمهم الله ، ولكن ويا للأسف لا نريد أن نسمع لعلمائنا الكرام ، وإنما نحن سائرون خلف هذا الشعار " على القدس رايحين – شهداء بالملايين " !!! ورحم الله شيخنا الألباني كثيراً ما كان يضرب هذا المثل " أوردها سعد وسعد مشتمل ليس هكذا يا سعد تورد الإبل " .
*- فنحن الذين نعطي اليهود المجرمين السهم من جعبتنا يرموننا به ، ونجعلهم يقتلون أبناءنا ، نقدمهم لهم على أطباق من فضة ، ونجعلهم يحتلون ما بقي من بلادنا ؛ فليس هذا بجهاد ياعقلاء ، بل هو فتنة في الأرض ، وفساد عريض !!!
2- في حالة الضعف الشديد بالمسلمين ، والتيقن أو حتى غلبة الظن بالخسارة الفادحة إذا قام المسلمون بجهاد الدفع ، وأنه لا يجدي ، فلا دفع
مثال مطاردة العدو لمن يثيرهم ويستفزهم ولم يستجب لأمر النبي – صلى الله عليه وسلم - القائل " دعوا الحبشة ما ودعوكم واتركوا الترك ما تركوكم " صحيح الجامع - فهم لا يريدون غيره ، أو كدخولهم قرية لهدم بيت من فَجَّرَ نفسه بهم وليس للمسلمين طاقة في دفعهم أو صدهم ، فإن جابهوهم قتلوهم ثم يأخذوه أو يهدموا البيت وإن تركوهم كان الأمر محصوراً على الأحاد ، ففي هذا تكون التضحية بالآحاد في مقابل سلامة الأمة وليس العكس ،
*- وهذا حذيفة يقص علينا ما كان من شأنه يوم الأحزاب كما أورده ابن كثير في البداية والنهاية " 4/14 – قال نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم حذيفة يوم الأحزاب فقال يا حذيفة قم فأتنا بخبر القوم قال حذيفة فلم أجد بدا إذ دعاني باسمي أن أقوم فقال ائتني بخبر القوم ولا تذعرهم علي – وفي رواية لا تحدثن شيئا حتى تأتينا قال فمضيت كأنما أمشي في حمام حتى أتيتهم فإذا أبو سفيان يصلي ظهره بالنار فوضعت سهما في كبد قوسي وأردت أن أرميه ثم ذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تذعرهم علي ولو رميته لأصبته – أسألكم بالله تخيلوا معي هذا الموقف كان أبو سفيان قبل اسلامه قائد قريش قائد الأحزاب كرئيس حكومة اليهود اليوم ، وكرئيس الدفاع ، وكأركان الحرب ، فمن يتأخر عن قتله لو تمكن منه ، ولكنه خط السنة والذي وجب أن نقف عنده ولا نتعداه ، من تمسك به نجا ومن رغب عنه هلك ، والشاهد قوله – صلى الله عليه وسلم - " لا تذعرهم ، قال صاحب لسان العرب أي " أَي لا تُفْزِعْهُمْ لئلاَّ يَنْفِروا منك ويُقْبِلُوا عَلَيَّ .
وقد ذكرنا ما كان من أمر أمير المؤمنين وهو من هو إنه شخص غير عادي فهو الخليفة الأكبر للمؤمنين ؟ّّ!! وفِعْلُ أمير المؤمنين هذا عائد للعهد الذي عهده إليه النبي صلى الله عليه وسلم حيث قالت السيدة عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في مرضه وددت أن عندي بعض أصحابي قلنا يا رسول الله ألا ندعو لك أبا بكر فسكت قلنا ألا ندعو لك عمر فسكت قلنا ألا ندعو لك عثمان قال نعم فجاء فخلا به فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يكلمه ووجه عثمان يتغير قال قيس فحدثني أبو سهلة مولى عثمان أن عثمان بن عفان قال يوم الدار إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلي عهدا فأنا صائر إليه وقال علي في حديثه وأنا صابر عليه قال قَيْس فكانوا يرونه ذلك اليوم .
صحيح ابن ماجه -
*- فالنبي صلى الله عليه وسلم هو الذي أمره بهذا وأخذ العهد عليه – بأن يصبر ولا يقاتل ولا يدع أحداً يقاتل حقناً لدماء المسلمين ، بل وفعله عليه الصلاة والسلام في صلح الحديبة لما ضحى بأبي جندل وأبي بصير فردهما إلى قريش مقابل إنقاذ أمة – صحابيان ردهما للكفار أما من باب أولى أن نرد كافر خنزير إلى حظيرته مقابل حقن دماء المسلمين والذي بلغ أكثر من مئة وخمسين قتيل نسأل الله تعالى أن يتقبلهم شهداء ، ومئات الجرحى مع هدم للبيوت وهلك الحرث والنسل – فمن خطا خط السنة نجى وجعل الله له مخرجا قريبا كما جعل لأبي بصيرة وأبي جندل ، ومن رغب عنه فلا تسأل عن هلكته والله المستعان .
3- في حال كثرة الكفار وإن لم يتغلبوا على البلدة ولكن لهم شوكة عظيمة ويُخشى كَلَبَهم ، ومناوشتهم تؤدي إلى موت محتم مع استباحة لبيضة المسلمين ، فهنا لا قتال ودليله ما جاء في السنة من قوله عليه الصلاة والسلام " --- فبينما هم كذلك إذ أوحى الله إلى عيسى إني أخرجت عبادا لا يدان لأحد بقتالهم فحرز عبادي إلى الطور ويبعث الله يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون --- "رواه مسلم . علماً أن لدى المسيح عليه السلام سلاح فتاك يعادل الكيميائي أوالنووي في هذه الأيام ولكن خشي الله تعالى على من معه من المؤمنين أن يقتلوا ولهذا أمره الله تعالى أن يحصن من معه من المؤمنين إلى جبل الطور ، ذلك السلاح هو قوله صلى الله عليه وسلم " فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح ابن مريم - فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه .رواه مسلم
*- وبهذا ما أمر الله به موسى حيث قال { وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً لا تَخَافُ دَرَكاً وَلا تَخْشَى فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ }طه 77" *- بل وهذا ما سيحصل مع المهدي عليه السلام وجيشه والذين هم خير أجناد الأرض يومئذٍ حيث لما يسمع بخروج الدجال ومعه سبعون ألف من يهود أصبهان – وهي من مدن إيران - فيأمر الجند أن يعودوا إلى مقر الخلافة وهو الملاذ من الدجال بعد أن يكون قد فتح قسطنطينة وفتحات عدة قبلها ، وهل يفعل المهدي وهو الخليفة على منهاج النبوة إلا بنهج النبوة ،
*- – فيا قومي أليس منكم رجل رشيد –
*- إذاً جهاد الدفع يسقط إذا تغلب العدو الكافر على البلد المسلم والذي لا قوة له بدفعه ، ولو كان جهاد الدفع يؤخذ باطلاقه حتى يصل الحال الدفع ولو بالحجر كما يقوله المتهورون ، معنى ذلك أن الجهاد واجب على المسلمين جميعا في بلاد الكفار التي كانت في يوم من الأيام بلاداً اسلامية كاسبانيا وبلغاريا وغيرهما ، فتخيل معي الآن لو قام القلة القليلة من المسلمين في هذين البلدين والذين لا يملكون شيئاً من مقومات الجهاد ، بالجهاد فيهما ، فما الذي سيحصل ؟ أترك الجواب للمتهورين أن يردوا علىهذا السؤال والله المستعان !!!
*- فالحل يكمن بوجوب التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم وفعله عليه الصلاة والسلام لما كان مستضعفاً في مكة ، من الكف عن القتال والصبر والمصابرة والدعوة إلى التوحيد والسنة وطاعة الله ورسوله – صلى الله عليه وسلم - فإنهم ما ابتلوا بالعدو الكافر إلا لإخلالهم بشيء من ذلك .
*- قال شيخ الاسلام ابن تيمية " وإذا كان من المسلمين ضعفا وكان عدوهم مستظهرا عليهم كان ذلك بسبب ذنوبهم وخطاياهم إما لتفريطهم فى اداء الواجبات باطنا وظاهرا و إما لعدوانهم بتعدى الحدود باطنا وظاهرا قال الله تعالى { إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا } (آل عمران:155) وقال تعالى { أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ } (آل عمران:165) وقال تعالى { وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ } (الحج:40/41) . وتابع شيخ الاسلام كلامه قائلا " وكان مأمورا بالكف عن قتالهم لعجزه وعجز المسلمين عن ذلك "- من مجموع الفتاوى ( 11/ 645) وانظر ( 8/ 239) (14/424) .
وقال رحمه الله في بيان ما يجب على المسلم في هذه الأحوال ، قال في كتاب الرد على البكري – ص 377- " حتى إن العدو الخارج عن شريعة الإسلام لما قدم دمشق خرجوا يستغيثون بالموتى عند القبور التي يرجون عندها كشف ضرهم وقال بعض الشعراء يا خائفين من التتر ... لوذوا بقبر أبي عمر ...
أو قال عوذوا بقبر أبي عمر ... ينجيكم من الضرر ...
فقلت لهم هؤلاء الذين تستغيثون بهم لو كانوا معكم في القتال لانهزموا كما انهزم من انهزم من المسلمين يوم أحد فإنه كان قد قضى أن العسكر ينكسر لأسباب اقتضت ذلك ولحكمة الله عز وجل في ذلك ولهذا كان أهل المعرفة بالدين والمكاشفة لم يقاتلوا في تلك المرة لعدم القتال الشرعي الذي أمر الله به ورسوله ولما يحصل في ذلك من الشر والفساد وانتفاء النصرة المطلوبة من القتال فلا يكون فيه ثواب الدنيا ولا ثواب الآخرة لمن عرف هذا وهذا وإن كثيرا من القائلين الذين اعتقدوا هذا قتالا شرعيا أجروا على نياتهم فلما كان بعد ذلك جعلنا نأمر الناس بإخلاص الدين لله عز وجل والاستغاثة به وأنهم لا يستغيثون إلا إياه لا يستغيثون بملك مقرب ولا نبي مرسل كما قال تعالى يوم بدر إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم وروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوم بدر يقول يا حي يا قيوم لا إله إلا أنت برحمتك أستغيث وفي لفظ أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين ولا إلى أحد من خلقك فلما أصلح الناس أمورهم وصدقوا في الاستغاثة بربهم نصرهم على عدوهم نصرا عزيزا ولم تهزم التتار مثل هذه الهزيمة قبل ذلك أصلا لما صح من تحقيق توحيد الله تعالى وطاعة رسوله ما لم يكن قبل ذلك . انتهى كلامه رحمه الله .
*- فقه إنكار المنكر.
أولاً نذكر قول شيخ الاسلام وقول ابن تيمية " لايجوز إنكار المنكر بما هو أنكر منه " .
*- فالمنهي عنه إذا زاد شره بالنهي لم يشرع فهذا لم يحصل به خير لاله ولا لأولئك بخلاف ما إذا صبر واتقى الله وجاهد ولم يتعد حدود الله بل استعمل التقوى والصبر فان هذا تكون عاقبته حميدة " الفتاوى الكبرى / 14 – 472-473 "
*- الانكار له شروط :
المثال الأول أن النبي صلى الله عليه وسلم شرع لأمته إيجاب إنكار المنكر ليحصل بإنكاره من المعروف ما يحبه الله ورسوله فإذا كان إنكار المنكر يستلزم ما هو أنكر منه وأبغض إلى الله ورسوله فإنه لا يسوغ إنكاره وان كان الله يبغضه ويمقت أهله وهذا كالإنكار على الملوك والولاة بالخروج عليهم فإنه أساس كل شر وفتنة إلى آخر الدهر وقد استأذن الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في قتال الأمراء الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها وقالوا أفلا نقاتلهم فقال لا ما أقاموا الصلاة- وفي رواية ما صلوا - وقال من رأى من أميره ما يكرهه فليصبر ولا ينز عن يدا من طاعته ومن تأمل ما جرى على الإسلام في الفتن الكبار والصغار رآها من إضاعة هذا الأصل وعدم الصبر على منكر فطلب إزالته فتولد منه ما هو اكبر منه فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم - يرى بمكة أكبر المنكرات ولا يستطيع تغييرها بل لما فتح الله مكة وصارت دار إسلام عزم على تغيير البيت ورده على قواعد إبراهيم ومنعه من ذلك مع قدرته عليه خشية وقوع ما هو أعظم منه من عدم احتمال قريش لذلك لقرب عهدهم بالإسلام وكونهم حديثي عهد بكفر ولهذا لم يأذن في الإنكار على الأمراء باليد لما يترتب عليه من وقوع ما هو أعظم منه . " اعلام الموعقين 3/ 4
*- هل هؤلاء الشباب يدركون أن أمة الاسلام غير قادرة – اليوم – على المواجهة ، أم لا ؟ هل هؤلاء الشباب يسلِّمون بأن الجهاد ضرب من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وإذا كان سيؤول أمره إلى شر أكبر ، فهو فساد وليس بجهاد ؟!!!
*- أربع درجات للإنكار
فإنكار المنكر أربع درجات الأولى أن يزول ويخلفه ضده الثانية أن يقل وإن لم يزل بجملته الثالثة أن يخلفه ما هو مثله الرابعة أن يخلفه ما هو شر منه فالدرجتان الأوليان مشروعتان والثالثة موضع اجتهاد والرابعة محرمة فإذا رأيت أهل الفجور والفسوق يلعبون بالشطرنج كان إنكارك عليهم من عدم الفقه والبصيرة إلا إذا نقلتهم منه إلى ما هو أحب إلى الله ورسوله كرمي النشاب وسباق الخيل ونحو ذلك وإذا رأيت الفساق قد اجتمعوا على لهو ولعب أو سماع مكاء وتصدية فإن نقلتهم عنه إلى طاعة الله فهو المراد وإلا كان تركهم على ذلك خيرا من أن تفرغهم لما هو أعظم من ذلك فكان ما هم فيه شاغلا لهم عن ذلك وكما إذا كان الرجل مشتغلا بكتب المجون ونحوها وخفت من نقله عنها انتقاله إلى كتب البدع والضلال والسحر فدعه وكتبه الأولى وهذا باب واسع . " اعلام الموقعين 3/4-5 "
*- وهنا وقفة مع فقه وفطنة أمير علي رضي الله عنه لما جاء بعض الصحابة إليه طالبين منه إقامة حد القتل على قتلة عثمان فماذا قال :
*- جاء في تاريخ الطبري " واجتمع إلى علي بعد ما دخل طلحة والزبير في عدة من الصحابة فقالوا يا علي إنا قد اشترطنا إقامة الحدود وإن هؤلاء القوم قد اشتركوا في دم هذا الرجل – أي عثمان رضي الله عنه - وأحلوا بأنفسهم فقال لهم يا إخوتاه إني لست أجهل ما تعلمون ولكني كيف أصنع بقوم يملكوننا ولا نملكهم ها هم هؤلاء قد ثارت معهم عبدانكم وثابت إليهم أعرابكم وهم خلالكم يسومونكم ما شاؤوا فهل ترون موضعا لقدرة على شيء مما تريدون قالوا لا قال فلا والله لا أرى إلا رأيا ترونه إن شاء الله
تاريخ الطبري - ومن كتاب روح المعاني تفسير الألوسي –
*- البعض يقول إلى متى ننتظر ؟ الجواب : من لم يسعه ما وسع النبي وأصحابه فيوليه الله ما تولى ويصليه جهنم وبئس المصير .
*- ومن استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه .
*- نحن لسنا أغير على دين الله من الله لما استعجل يونس عليه السلام اسلام قومه وتذمر منهم حبسه الله في سجن لم يحبس أحد قبله ولن يحبس أحد بعده إلا أن يشاء الله حتى أعطاه الله درساً في الصبر لم ينسه عليه الصلاة والسلام .
*- نوح عليه السلام بقي يدعو إلى الله ألف سنة إلا خمسين عاما ولم يسلم معه إلا قليل ثم جاء النصر من الله فجعل ذريته هم الباقين .
*- قد يكون بين النبي والنبي مئات السنين والناس على شرك وكفر وضلال والله هو الصبور علمنا الصبر .
*- وقبل أن أختم رسالتي هذه أتوجه للمتحمسين لفعل الخيرات بهذه الباقة العطرة من الأعمال الصالحة التي تعدل الجهاد في سبيل الله كي يعملوا بها ، مع عدم نسيانهم للجهاد الحقيقي وليس الجهاد الذي يدنن حوله كثير ممن لا يفقونه وينتسبون إليه وهم بعيدون عنه ، فالجهاد الحقيقي لا محالة آت ، فلنبدأ من الآن أن نعد أنفسنا له والله معنا وهو نص
يرنا ولن يخذلنا قال تعالى {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} *- أعمال تعادل الجهاد في سبيل الله وأخرى ثوابها يعادل الشهادة .
1- قوله عليه الصلاة والسلام " إن من ورائكم أيام الصبر للمتمسك فيهن يومئذ بما أنتم عليه أجر خمسين منكم . قالوا يا نبي الله أو منهم قال بل منكم ] الصحيحة
*- فالصبر على تبليغ الدعوة للناس هو أعظم الجهاد - قال ابن القيم رحمه الله "
قوام الدين بالعلم والجهاد ولهذا كان الجهاد نوعين جهاد باليد والسنان وهذا المشارك فيه كثير والثاني الجهاد بالحجة والبيان وهذا جهاد الخاصة من اتباع الرسل وهو جهاد الائمة وهو افضل الجهادين لعظم منفعته وشدة مؤنته وكثرة اعدائه قال تعالى في سورة الفرقان وهي مكية { ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا فلاتطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا } فهذا جهاد لهم بالقرآن وهو أكبر الجهادين وهو جهاد المنافقين ايضا فإن المنافقين لم يكونوا يقاتلون المسلمين بل كانوامعهم في الظاهر وربما كانوا يقاتلون عدوهم معهم ومع هذا فقد قال تعالى { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ } (التوبة:73) } ومعلوم ان جهاد المنافقين بالحجة والقرآن والمقصود ان سبيل الله هو الجهاد وطلب العلم ودعوة الخلق به الى الله . – مفتاح دار السعادة 1/73 –
وقال أيضاً " وكذلك جهاد المنافقين إنما هو بتبليغ الحجة إلى أن قال فجهاد المنافقين أصعب من جهاد الكفار وهو جهاد خواص الأمة وورثة الرسل والقائمون به أفراد في العالم والمشاركون فيه والمعاونون عليه وإن كانوا هم الأقلين عددا فهم الأعظمون عند الله قدرا" - زاد المعاد (3/5)
*- وقال أيضاً رحمه الله في مدارك السالكين " ( 3/196
فأهل الإسلام في الناس غرباء والمؤمنون في أهل الإسلام غرباء وأهل العلم في المؤمنين غرباء وأهل السنة الذين يميزونها من الأهواء والبدع فهم غرباء والداعون إليها الصابرون على أذى المخالفين هم أشد هؤلاء غربة ولكن هؤلاء هم أهل الله حقا فلا غربة عليهم وإنما غربتهم بين الأكثرين الذين قال الله عز وجل فيهم وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله فأولئك هم الغرباء من الله ورسوله ودينه وغربتهم هي الغربة الموحشة وإن كانوا هم المعروفين المشار إليهم
*- قال الامام أبو عبيد القاسم بن سلام " المتبع للسنة كالقابض على الجمر وهو اليوم عندي أفضل من الضرب بالسيوف في سبيل الله .0
*- وفي (( جامع بيان العلم )) لابن عبد البر – ( 1/31 ) قول بعضهم
ومِداد ما تجري به أقلامهم أزكى وأفضل من دم الشّهداء
يا طالبي عِـلـم النّبيّ محـمـد مــا أنتـمُ وسـواكــمُ بسـواء
*- فلولا هؤلاء الواقفون درعاً واقيا وسداً منيعا أمام أهل الأهواء والبدع والضلال ممن يدخلون الأحاديث الموضوعة والمكذوبة على النبي - صلى الله عليه وسلم - وأهل الخرافات والزيف والتأويل من النافين والمعطلين لصفاة الرحمـن ، لذهب هذا الدين ولم يبق من الاسلام إلا اسمه ومن القرآن إلا رسمه ، فالله جل وعلا هو الذي وفقهم لذلك وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء من عباده قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين " . رواه البيهقي .
2- وكذلك من الأعمال التي تعادل الجهاد في سبيل الله ، قوله – صلى الله عليه وسلم - أيضاً " أحب الأعمال إلى الله الصلاة لوقتها ثم بر الوالدين ثم الجهاد في سبيل الله " . ‌ رواه البخاري
3- وقوله أيضاً " نعم الجهاد الحج " البخاري
4- وقوله " أفضل الجهاد أن يجاهد الرجل نفسه وهواه أي لله تعالى -صحيح الجامع. ‌
5- وأنه سئل- عليه الصلاة والسلام - أي المؤمنين أكمل إيمانا قال رجل يجاهد في سبيل الله بنفسه وماله ورجل يعبد الله في شعب من الشعاب قد كفى الناس شره صحيح أبي داود
6- وقوله عليه الصلاة والسلام لأحدهم " أحي والداك – ففيهما فجاهد
7 – قال عليه الصلاة والسلام " ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشرة قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء " . رواه البخاري .
8- وقال " من سأل الله الشهادة صادقا بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه " - صحيح أبي داود
9- وقال " ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأرضاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إعطاء الذهب والورق ومن أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم قالوا وماذاك يا رسول الله قال ذكر الله وقال معاذ بن جبل ما عمل امرؤ بعمل أنجى له من عذاب الله عز وجل من ذكر الله " صحيح الترغيب
10- السعي في طلب العمل حيث قال عليه الصلاة والسلام " من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع رواه الترمذي وقال حديث حسن
*- وقال " من جاء مسجدي هذا لم يأته إلا لخير يتعلمه أو يعلمه فهو بمنزلة المجاهدين في سبيل الله " صحيح ابن ماجه
11- وقال " العامل على الصدقة بالحق كالغازي في سبيل الله حتى يرجع إلى بيته " - صحيح أبي داود
12- وقال الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله أو القائم الليل الصائم النهار . ‌ رواه البخاري ومسلم .
*- ختاماً :
أخي المسلم اعلم علم اليقين إن الله تعلى ما خلق الكون من عرشه إلى فرشه إلا لعبادته وعلى هذا الأساس قام الولاء والبراء ، وعلى هذا الأساس يُجاهَد في سبيل الله ، فالجهاد لم يشرع لذاته كما أسلفنا وإنما شُرع لهذا الغرض – كي تكون كلمة الله هي العليا – والنصر والتمكين الذي وعد الله عباده المؤمنين لم يحققه الله لذاته وإنما كي يُعبد الله في الأرض ولا يُشرَك بعبادته أحد ، قال تعالى {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ }(الحج: من الآية41) .
*- أخي المسلم هيِّء نفسك للجهاد ابتداءَ من مجاهدة نفسك ومجاهدة الشيطان فإذا انتهيت من هذين العدوين الداخلين تفرغت للعدو الخارجي قال ابن القيم " ولما كان جهاد أعداء الله في الخارج فرعا على جهاد العبد نفسه في ذات الله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : [ المجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه ] كان جهاد النفس مقدما على جهاد العدو في الخارج وأصلا له فإنه ما لم يجاهد نفسه أولا لتفعل ما أمرت به وتترك ما نهيت عنه ويحاربها في الله لم يمكنه جهاد عدوه في الخارج فكيف يمكنه جهاد عدوه والانتصاف منه وعدوه الذي بين جنبيه قاهر له متسلط عليه لم يجاهده ولم يحاربه في الله بل لا يمكنه الخروج إلى عدوه حتى يجاهد نفسه على الخروج – زاد المعاد – 3/5 - .
*- أخي المسلم هذه رسالتي أضعها بين يديك لعل الله ينفعك بها ، وما كتبته في هذه الرسالة ليس إلا ذكرى لنفسي أولاً ولإخواني ثانيا وللأمة كلها ثالثا فإن أصبت فمن الله وحده ، وإن زللت فمني ومن الشيطان ، وأستغفر الله أولاً وأخيراً سراً وعلانية ظاهرا وباطنا ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

وكتبه
الفقير إلى عفو الله
أحمد رزوق
التوقيع:

من مواضيعي في الملتقى

* العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني
* حقوق المرأة في الإسلام
* ما معنى ‏{‏وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ‏}‏‏؟‏
* تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل
* تلاوة القرآن بالمقامات الموسيقية
* من فضائل الأعمال
* النصيحة و الموعظة اليوم لمعشر الشباب

almojahed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس