12-10-2016, 04:53 PM
|
#5
|
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
5-حــقــيــقــة الخـســـــــــــــائــر
حدث أثناء الحرب العالمية الثانية أن أخذت أجهزة الدعاية و الإعلام اليابانية تروج أخبار مبالغاً فيها عن خسائر الأمريكيين في الإشتباكات البحرية.
و أحست الحكومة الأمريكية بأن إذاعة هذه الأنباء خلقت موقفاً معقداً داخل الولايات المتحدة و أحدثت تأثير سيئاً في معنويات الشعب الأمريكي , فلم يسع الحكومة الأمريكية أمام هذا الموقف الخطير الا أن تطمئن جماهيرها و ترفع من روحهم المعنوية , فتصورت أن نشر الحقائق عن خسائرها هو العمل المضاد الوحيد لإفساد هذه الخطة اليابانية المدمرة.
و كان هذا بالضبط ما أراده اليابانيون للوصول اليه فلقد كانوا حتى ذلك الوقت لا يعرفون حقيقة خسائر أعدائهم الأمريكيين .
و ما أن نشرت السلطات الأمريكية هذه الحقائق حتى إستطاع اليابانيون أن يعرفوها .
و الخدعة في هذه القصة من أنجح الأساليب المستخدمه في الحرب النفسية بوجه عام
فمن العوامل التي تساعد أفراد الشعب على مقاومة الشائعات و تحصنهم ضد الحرب النفسية هي إيقافهم على الأخبار و المعلومات الأساسية في حينها , و عدم ترك الأمورغامضة غير محددة في أذهانهم حتى تتكون لديهم الثقة دائماً فيما يذاع من أخبار وحتى لا يجد العدو الفجوة الناتجة عن الجهل و التي يتطيع أن ينفذ منها بأساليبه المختلفة .
غير أن كثير من الأخبار تعتبر إذاعتها إفشاء لأسرار يتلهف العدو لسماعها و معرفة الكثير عنها , و لهذا ينبغي أن تكون الأخبار التي تذاع على أفراد الشعب من النوع الذي لا ينتج ضرر من إذاعته
والعدو لا ينتظر حتى ينتظر حتى يتلقى أخبار الطرف الآخر بل يذيع أخبار كاذبة مهولة تدعو الى إنخفاض الروح المعنويه للشعي المعادي له , و يضمنها جزءً بسيط من الحقيقة حتى يصدقها الشعب , و في هذه الحالة قد ينزلق المسئولون في الفخ الذي نصبه العدو , فرغبة منهم في رفع الروح المعنوية من جديد يضطرون الى ذكر الحقائق التي تحسن موقفهم أمام أفراد شعبهم فيحقق العدو بذلك هدفه في معرفة أخبار حقيقية لم يستطع الوصول اليها بالطرق العادية .
فالعدو دائماً في لهفة لمعرفة أي خبر مهما كان صغيراً .. والشيء الذي نظنه تافهاً لا يفيد , قد يستفيد العدو منه فائدة لم نعمل لها حساب
|
من مواضيعي في الملتقى
|
|
|