سيرة_الأئمة_الأربعة_
الإمام_أبو_حنيفة_النعمان_
➖➖➖➖➖➖➖➖
9- أمانته :
قال ابن عيينة:
((ما رأيت أحسن أمانة من أبي حنيفة، مات وعنده ودائع بخمسين ألفاً، فما أضاع منها دينارًا واحدًا))
وقد تشعر أن فلاناً إن استودعته مالك, فكأنه في جيبك، هذا شعور دقيق، بأنه لا يمكن أن يخون الأمانة، هذا الإيمان .
فأخواننا التجار يكون عندهم موظفون، يقول لك: هذا الموظف أخطاؤه كبيرة، ولكن له ميزة كبيرة جداً، أنه أمين، هذه تُنسِي كل سيئة، أنا من باب التعليقات أقول لمن عنده عمل تجاري، أو عمل صناعي، وعنده موظفون: إذا عندك رجل أمين وذكي، فمهما أغدقت عليه، فأنت الرابح، أمّا إذا كان ضمن العمل موظف قليل أمانة, فهذه مشكلة كبيرة جداً .
10- حلمه :
يقول ابن المبارك:
((ما رأيت رجلاً أحلم من أبي حنيفة، ولا أحسن سمتاً منه))
لقد كاد الحليم أن يكون نبياً، لأنّ الحلم سيد الأخلاق، وإنّه مهما اُسْتُفِزَّ الحليمُ لم يُسْتَفَزَّ، أحياناً تجد إنساناً كالسفينة في عباب الماء، كأنها جبل، الأمواج الصغيرة تتكسر على جدرانها، أما القارب الصغير فأقلُّ موجة تقلبه، فهناك إنسان كالقارب الصغير، وهناك إنسان كالسفينة الشامخة، كأنها جبل في البحر، هناك شخص لا تهزه الأحداث، ولا تستخفه التقلُّباتُ، وهناك إنسان تستخفه الدنيا، إذا آتاه الله منها شيئاً فوق طاقة تحمله, اختلَّ توازنُه .
|