عرض مشاركة واحدة
قديم 02-15-2017, 05:41 PM   #3
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة


الصورة الرمزية ام هُمام
 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 542

ام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond repute

افتراضي

      

فمن فوائد هذه الآيات في قوله سبحانه وتعالى (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ) ونسب الخوف والوجل، والوجل هنا هو الخوف والاضطراب إلى القلوب ولو تأملت القلب في القرآن الكريم وكيف ذكره الله سبحانه وتعالى أنه أنزل القرآن على قلب النبي صلى الله عليه وسلم قال (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ (194) الشعراء) وذكر الله سبحانه وتعالى القلب في مواطن كثيرة من أعمال القلوب قال (فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ (18) الفتح) علم ما في قلوبهم من الإخلاص. عندما تتأمل في هذا الحقيقة أن الواحد منا يخاف ويُغلّب هذا الجانب الذي ذكره الله (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ) ألا يقبل الله منهم لأن الله سبحانه وتعالى ليس بينه وبين أحد من الخلق نسب فلا مجاملة فإذا أشرك الإنسان أو رآءى بعمله تركه الله سبحانه وتعالى وشرك ولذلك قال: ” أنا أغنى الشركاء عن الشرك فمن عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه” ولهذا ينبغي على الواحد دائماً وهو يعمل وهو يدعو وهو يخطب وهو يصلي بالناس وهو يكتب ويؤلّف أن يراعي هذه المسألة الحساسة “إنما الأعمال بالنيات” وهذا الحديث العلماء رحمهم الله يقدّمونه في كتبهم وفي أعمالهم “إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى” والحقيقة أن هذا نبراس وهو مكرر في القرآن الكريم كثيرة الأمور بمقاصدها وبالنيات وكم يتفاوت العمل! أحياناً يصلي الاثنان بجانب بعض وبين عمليهما كما بين السماء والأرض بسبب النية، يعلم الله من نية هذا ومن الاقبال والخشوع والانكسار ويعلم من نية هذا من الغرور والاستكبار وفرّقت بينها النيّة (وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ (51) الأحزاب) (وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ (26) محمد) (وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ (1) الممتحنة) المسألة محط نظر الله عز وجل. ولذلك من فوائد التفسير الموضوعي عندما تأتي إلى الآيات التي تتحدث عن القلب في القرآن الكريم والأعمال فتجمعها في مكان واحد ثم تنظر حجمها الكبير وكيف ركّز الله عليها سبحانه وتعالى وكأنه يريد أن يجعلها أمامك في كل مكان حتى تنتبه أن عملك لا يُقبل إذا كان مفتقداً لعنصر الإخلاص مهما عملت إذا كان لا يوجد الإخلاص في هذا العمل باطل وأيضاً فوق الإخلاص لا بد أن يكون منهج النبي صلى الله عليه وسلم وعلى السنة وعلى المتابعة فلا بد أن يكون خالصاً لوجه الله وصواباً على منهج النبي صلى الله عليه وسلم ويمكن أن يُقبل! ولذلك عائشة رضي الله فهمت وهي الفصيحة العالمة قال: يا رسول الله هم الذين يسرقون ويزنون ويشربون الخمر؟ قال: لا، بل هم الذين يصومون ويصلّون ويتصدقون ولكن بالرغم من كل هذا ينفقون ويخافون ألا يُقبل منهم. ما أجمل أن يكون الخوف بقلوب المؤمنين من ألا يقبل الله تعالى لهم في هذه الدرجة التي يبالغون فيها في محاسبة النية وفي مراجعة النية وفي النظر فيها وأعجبتني كلمة لأحد السلف عندما قال: ما عالج المرء شيئاً أشد عليه من نيّته. لأن الإنسان يدخل أحياناً في العمل وينهمك في العمل وينسى النية وينسى الاحتساب وينسى ما ينبغي عليه ألا ينساه من حسن التوجه والقصد إلى الله سبحانه وتعالى وأن يقصد بكلمته وجه الله تعالى وأن يراعي هذا في كلامه ويراعي هذا في كتابته ويراعي هذا في عمله لعل الله أن يقبل.
التوقيع:
بسم الله الرحمن الرحيم
  1. وَالْعَصْرِ
  2. إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ
  3. إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ
( رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ )

من مواضيعي في الملتقى

* فضل صلاة التراويح
* هل ينكر على من رآه يأكل ناسيا في رمضان
* أعلام من السلف
* إبن القيم رحمه الله
* أبوالدرداء - أيّ حكيم كان
* سلمان الفارسي -الباحث عن الحقيقة
* فتاوى ورسائل يوم الجمعة

ام هُمام متواجد حالياً   رد مع اقتباس