تتحدث سورة الأنبياء حديث السورة المكية حول تأسيس العقيدة والدعوة إلى توحيد الله ونبذ الشرك وأيضًا مناقشة المشركين في شبهاتهم ومجادلتهم في حججهم التي يحتجون بها على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيان أن دعوة الأنبياء واحدة وأن كل ما دعا إليه محمد صلى الله عليه وسلم هذا الرسول الخاتم الذي جاءكم أيها المشركون قد جاء به إخوانه من قبله وأنه لا فرق بين دعوة هؤلاء الأنبياء في اصول الدعوة وفي أصول العقيدة لأن العقيدة لا تتغير. وبيّ، الله عز وجلّ في هذه السورة أن هؤلاء الأنبياء الذين قاموا بهذه الدعوة لم يدعهم ربهم بل أعطاهم وأكرمهم ومكّنهم وصارت لهم الغلبة وصاروا هم أصحاب الشأن وآل الأمر إلى أن تعاقب هذه الأمم التي بعث فيها هؤلاء الأنبياء فيهلكها الله عز وجلّ كما سيأتي خبرها في هذه السورة. فانتبهوا يا أهل مكة هؤلاء الأنبياء إن استهنتم بهموإن رأيتموهم ضعافًا وإن رأيتموهم بشرًا كسائر البشر لكن الله معهم لن يدعهم ولن يخليكم تتمكنون منهم وسيدعون إلى الله على بصيرة وسيقيمون شأن التوحيد وستكون العاقبة لهم فاختاروا ما شئتم ولذلك قال الله عز وجلّ هنا في بداية السورة (مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ) جديد كالقرآن (إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ) غير مبالين (لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ) كيف بشر مثلنا يكون نبيًا؟! لا بد أن يكون النبي من غير البشر، هكذا يفترضون. ثم رد الله عليهم بقوله (وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ) كل الرسل الذين سبقوك هم من البشر وهم من الرجال دون النساء(فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)
|