السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يحضرني هنا قول للحسن البصري رحمه الله فقد قال : يا ابن آدم لا غنى بك عن نصيبك من الدنيا ، وأنت إلى نصيبك من الآخرة أفقر ، والذي نفس الحسن بيده ؛ ما أصبح في هذه القرية مؤمن إلا وقد أصبح مهموما حزينا ، وليس لمؤمن راحة دون الله ، الناس ما داموا في عافية مسرورين ، فإذا نزل البلاء ؛ صاروا إلى حقائقهم ؛ فصار المؤمن إلى إيمانه والمنافق إلى نفاقه ، فسارعوا إلى ربكم ؛ فإنه لا يزال العبد بخير ما كان له واعظ من نفسه ، وكانت المحاسبة من همته .
وأيضا هذا الأثر عن معاذ بن جبل رضي الله عنه :عن أبي قلابة، وعن غير، واحد أن فلانا مر به أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أوصوني، فجعلوا يوصونه وكان معاذ بن جبل في آخر القوم فمر بالرجل فقال: أوصني يرحمك الله، قال: " إن القوم قد أوصوك ولم يألوا، وإني سأجمع لك أمرك بكلمات، فاعلم أنه لا غنى بك عن نصيبك من الدنيا وأنت إلى نصيبك من الآخرة أفقر فابدأ بنصيبك من الآخرة، فإنه يسمو بك على نصيبك من الدنيا فتنتظمه انتظاما ثم يزول معك أينما كنت "
بارك الله فيك على هذا الطرح القيم جعله الله في ميزان حسناتك