ملتقى أحبة القرآن

ملتقى أحبة القرآن (http://www.a-quran.com/index.php)
-   قسم فضيلة الشيخ خالد الدعالسة حفظه الله (http://www.a-quran.com/forumdisplay.php?f=106)
-   -   شرح العقيدة الواسطية " الدرس التاسع " (http://www.a-quran.com/showthread.php?t=6540)

ابو عبد الرحمن 05-15-2012 12:42 AM

شرح العقيدة الواسطية " الدرس التاسع "
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

الإيمان بالرسل
*النبي في اللغة مشتق :
1- ( أما نبأ ( ، 2- وإما أ نبأ ، بمعني: أ خبر فالنبي مخبر عن الله تعالى ومخبر من قبل الله تبارك وتعالى .
وقيل النبي مشتق من ( نبى بمعني على وارتفع) هذا الإشتقاق لأن الأ نبياء هم أشرف الخلق وأعلاهم منزلة عند الله تبارك وتعالى .
*والنبي أصطلاح : هو إ نسان حر ذكر نبأه الله بشرع سابق يعلمه من حوله من الشرع السابق .
* الرسول لغة : هو المتابع لإخبار من يرسله لقولهم في اللغة )جاءت الأبل رسلا( أي متتابقه .
*الرسول اصطلاحا : هو إنسان حر ذكر نبأه الله بشرع (جديد) أمره بتبليغه إلى من لا يعلمه .
*النبوة ليست غاية توصل إليها الطرق فيبلغها البشر بجهدهم ولارتبة تنال كسب وتأتي بالدربة
يعني لو تدرب الإنسان على أذكار أو أوراد معينة لايكون نبيا و إ نما النبوة رتبة خاصة ومنزلة عالية يختار الله
بها بمحض فضله من يشاء من خلقه كما قال الله : (اولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع
نوح ومن ذرية إبرهيم وممن هدينا واجتبينا (،
قال تعالى لموسى ( إني إصطفيتك) اختيار لاتأتي بالجد والإجتهاد والمواظبة على أعمال أو أذكار معينة.
وحكى الله تعالى قول يعقوب عليه السلام لبنه يوسف أنه قال لبنه (وكذلك يجتبيك ربك ( إذا هى أختيار واصطفاء
قال ابن كثير (أي يختارك ويصطفيك للنبوة وأنكر الله تبارك وتعالى في كتابه على من رأى أحقيت أحد الرجلين
العظيمين في مكة والطائف بالنبوة وهما الوليد بن المغيرة و عروة بن مسعود الثقفي لما أوحى الله
إلى محمد (صل الله عليه وسلم ) وبين الله تبارك وتعالى أنه هو الذي يتولى قسميت الأرزاق بين خلقه وهوالذي يحدد من
يسحق النبوة من الخلق قال الله تبارك وتعالى (وقالوا لولا نزل هذا القرآن ) يعني (النبوة) على رجل من القريتين عظيم
أهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا) يعني أهل مكة والطائف لما أرسل الله محمد (صل الله
عليه وسلم ) ماذا قالوا ( لولا انزل هذا القرآن على عروة بن مسعود الثقفي أوعلى الوليد بن المغيرة) هما سيدان في
قبيلتهما.
وأنكرو الله تبارك وتعالى على المتعنتين الذين يقولون لن نؤمن حتى نؤتى مثلما اتي رسل الله قال الله تبارك وتعالى (وإذا
جاءتهم آية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثلما آ تي رسل الله الله أعلم حيث يجعل رسالته .

*الإيمان بالرسل :
هو الإيمان الجازم بأن الله تبارك وتعالى رسلا أرسلهم في كل أمة لإرشاد الخلق في معاشهم ومعادهم وأنهم جميعا من
اولهم إلى آخرهم يدعون إلى عبادة الله تبارك وتعالى وحده لاشريك له ويدعون إلى الكفر بما يدعون مندونه تعالى .
وأنهم جميعا صادقون كرام وأنهم بلغواجميع ما أرسلهم الله به فلم يكتموا ولم يغيروا ولم يبدلوا كما قال الله تبارك وتعالى
(فهل على الرسل غلاالبلاغ المبين) (ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت(
.ارجع إلى الكتاب.
*الرسل بشر ليسوا ملائكة كما قال الله )وما منع الناس ان يؤمنوا إجاءهم الهدى إ لاأن قالواأبعث الله بشرا رسولاقال الله
تبارك وتعالى لنبيه قل لوكان في الا رض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلناعليهم من السماء ملك رسولا(
نبين الله تبارك وتعالى أن النبي يكون من البشرلامن الملائكة لان الرسول مرسل إلى البشر وبا لتالي لابد أن يشعر
بشعورهم يفرح بفرحهم يتألم بآلامهم وإلى غير ذلك من الحكم .
فالرسل بشر مخلوقون ليس لهم من خصائص الربوبية والإلوهية شيء ،
*إذا قلنا أن الرسل مخلوقون يعني أنهم يأكلون ويشربون وينامون ويموتون حالهم كحال البشر قال
الله تعالى (وجعلنا لهم أزواجا وذرية) وقال تعالى (وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون
الطعام ويمشون في الأسواق ) بشر ) ، وقال تعالى : (ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من
قبله الرسل وأمه صديقة كان يأكلان الطعام) إذاً بشر .
وقال صل الله عليه وسلم )لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد أتزوج النساء فمن رغب عن سنتي
فليس مني( .
وقال النبي صل الله عليه وسلم) إنما أنا بشر أرضا كما يرضى البشر و أغضب كما يغضب
البشر) وجاء في وصف النبي صل الله عليه وسلم (وكان بشرا من البشر يفلي ثوبه ويحلب شاته
ويخدم نفسه) بشر )وكان يمرض صل الله عليه وسلم كما جاء بحديث ابن مسعود )دخلت على
النبي صل الله عليه وسلم وهو يوعك وعكاً شديدا ( وثبت عن النبي صل الله عليه
وسلم أنه أغمي عليه وهذا جائز في مقام النبوة والأنبياء يموتون كما قال الله تعالى عن إبراهيم
عليه السلام (والذين يميتني ثم يحسن) وقال الله تعالى لعبده ورسوله صل الله عليه وسلم ( إنك
ميت وإنهم ميتون ( ، وقال تعالى ) وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل ) إذا الأنبياء بما
أنهم بشر وقد تمتد إليهم أيدي الظلمة وينالهم الاضطهاد ويعتري البشر وقد يقتل الأنبياء كما أخبر
الله ( وتقتلون الأنبياء بغير حق ) وقال تعالى عن بني إسرائيل ( أفكلما جاء كم رسول بما لا
تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون ) ، وقد يسجن الرسل عليهم الصلاة والسلام
كما حصل مع يوسف عليه السلام عندما قال الله عنه ) فلبث في السجن بضع سنين) وقد يبتلى
الأنبياء بذهاب الأموال والأولاد كما جرى مع أيوب عليه السلام ( وأيوب إذ نادى ربه إني مسني
الضر و أنت أرحم الراحمين فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر و آتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين )
إن الأنبياء أشد الناس بلاء .
ويعملون فيما يعمل البشر فكل الأنبياء رع الغنم قال النبي صل الله عليه وسلم )( وهل من نبي إلا وقد رعاها ( .
قال ابن حجر : ( والذي قاله الأئمة أن الحكمة في رعاية الأنبياء للغنم ليأخذوا أنفسهم بالتواضع و
تعتاد قلوبهم بالخلوة .ويترقوا من سياستها إلى سياسة الأمم.
وكان زكريا عليه السلام يعمل نجارا و داود عليه السلام كان حدادا كما قال تعالى ( وكلمناه ضعة
لبوس) ،قال تعالى لنبيه في سورة الضحى ) ألم يجدك يتيما فآوى ووجدك ضالاً فهدى ووجدك
عائلا فأغنى )
ما معني ضالا في هذه الآية : حائرا كان يعلم أن قومه ليسوا على الحق بدليل أنه كان لا يشاركهم
فيما كانوا عليه لكنه لا يعلم أين الحق بدليل قوله تعالى( ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان (
قال الله عن خيرهم وصفوتهم صل الله عليه وسلم ( قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا قل إني لن
يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحدا (
امتن الله عليهم بأن صار اقادة البشر بالعبودية قال الله تبارك وتعالى عن نبي صل الله عليه وسلم
) سبحان الذي أسرى بعبده )، وقال الله تبارك تعالى ) وأنه لما قام عبده ( وقال تباك تعالى ( وإن
كنتم في ريب من نزلنا على عبدنا)
*من صفاتهم ) الصدق والأمانة و التبليغ والفطنة و الصبر و أنهم مبعدون عن الكبائر وقد تصدر
منهم الصغائر وعلى الراجح من أقوال العلماء لكنهم يوفقون للتوبة منها(
أكبر دليل على الفطنة التي عند الأنبياء سرعة إجابتهم لأعداء الله تبارك وتعالى وأدل دليل على
ذلك الحوارات التي جرت بين موسى عليه السلام وفرعون .
*الإيمان بالرسول يتضمن أربع أمور :
1_الإيمان بأن رسالتهم حق من الله تبارك وتعالى : فمن كفر برسالة رسول واحد منهم فقد كفر
برسالة جميع الرسل، قال الله تعالى في قوم نوح ( كذبت قوم نوح المرسلين)مع أنهم لم يكذبوا إلا
نوحا ، قال الله تعالى ( إن الذين يكفرون بالله ورسله و يريدون إن يفرقوا بين الله و رسله ويقولون
نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون إن يتخذوا بين ذلك سبيلا أولئك هم الكافرون حقا) ،
قال بن كثير رحمه الله : يتوعد الله تعالى الكافرين به وبرسله من اليهود والنصارى حيث فرقوا
بين الله ورسله في الإيمان فآمنوا ببعض الأنبياء بمجرد التشهي والعادة وما ألقوا عليه آباءهم
لاعن دليل قادهم إلى ذلك فاليهود آمنوا بالأنبياء إلا عيسى ومحمد عليهما الصلاة السلام
والنصارى آمنوا بالأنبياء وكفروا بخاتمهم وأشرفهم محمد صل الله عليه وسلم .
والمقصود أن من كفر بنبي واحد من الأنبياء فقد كفر بسائر الأنبياء ، وقال تبارك وتعالى بسورة
هود عن عاد في عاد قوم هود أنه قال الله منهم ( جحدوا بآيات ربهم وعصوا رسله )
الأمام القرطبي رحمه الله يقول :
وإنما جميع هاهنا فقال رسله لأن من كذب رسولا وأحدا فقد كفر بجميع الرسل .
*الله امتدح هذه الأمة بأنها آمنت بكل الرسل لم تفرق في الإيمان بين رسول ورسول، قال تعالى
) والذين آمنوا بالله ورسله ولم يفرقوا بين أحد منهم أولئك سوف يؤتيهم أجورهم وكان الله غفورا
رحيما ) ، يعني بذلك أمة محمد صل الله عليه وسلم آمنت بكل الرسل آمنت بكل الكتب .
نؤمن بأن أفضلهم على الإطلاق هو محمد صل الله عليه وسلم كيف وجمع بين هذا الذي قارناه
بأن أفضل الرسل كما قال صل الله عليه وسلم ( أنا سيد ولد آدم وأول شافع وأول مشفع( كيف
تجمع هذا ما ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة) استب رجل من المسلمين وجل من
اليهود فقال اليهودي في قسمه الذي يقس به لا و الذي اصطفى موسى على العالمين فرفع المسلم
يده فلطم بها وجه اليهودي وقال أي خبيث (على محمد صل الله عليه وسلم ) منكرا عليه فجاء
اليهودي إلى النبي صل الله عليه وسلم فاشتكى على المسلم فقال صل الله عليه وسلم لا تفضلوني
على الأنبياء فإن الناس يصعقون يوم القيامة فأكون أول من يفيق فأجد موسى باحشا بقائمة العرش
فلا أ دري أفاق قبلي أم جوزي فلا تفضلوني على الأنبياء(وفي رواية لا تفضلوا بين الأنبياء )
الرد على هذا :
1_ قالوا أن هذا كان قبل التفضيل .
2_ أن هذا من باب التواضع قاله صل الله عليه وسلم .
3_ أن هذا انهي عن التفضيل بمثل هذه الحالة التي تحاكموا فيها عند التخاصم والتشاجر .
4_ لا تفضلوني بمجرد الآراء والعصبية والأهواء .
5_ ليس مقام التفضل إليكم إنما هو إلى الله عز وجل .
6_ الذي قال إليه شارح الطحاوية إن المذموم الذي نهى عنه رسول الله صل الله عليه وسلم
هو التفضل على وجه الفخر أو على وجه الانتقاص بالمفضول .

2_الإيمان بأسمائهم التي علمناها :- ذكرهم الله في سورة الأنعام(راجع السورة )
*الرسل الذين لم نعلم أسماؤهم نؤمن بهم أجمالا قال تعالى ) ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم
من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك)
3_ تصديق ما صح من أخبارهم : كأخبار آدم (عليه السلام) وما حصل معه مع إبليس وما لقيه
نوح عليه السلام من قوله من أذن وسخرية وما حصل بين موسى وفرعون .
الثابت نؤمن به الثابت يعني أما أن يكون بكتاب الله تبارك وتعالى أو في سنة النبي صل الله
عليه وسلم لكن الذي في الكتب السابقة لا نصدقه ولا نكذبه نخشى أن يكون حقا نكذب به ونخشى
أن يكون باطلا فنصدق بالباطل وهذا لا يجوز.
4_ الإيمان بشريعة من أرسل إلينا منهم والرضا والتسليم : والعمل بشريعة محمد صل الله عليه
وسلم من الإيمان بالله
ودليل محبة الله وما جاء به النبي صل الله عليه وسلم لا يتعارض بينه وبين العقل حتى لا يمكن
العمل به .
*البعض يظن أن ما جاء به النبي صل الله عليه وسلم لا يمكن العمل به لأنه يتعارض مع الواقع
والتقدم يتعارض مع العقل هذا ليس بصحيح .
قال ابن القيم رحمه الله :
وإذا تعارض نص لفظ وارد والعقل حتى ليس يجتمعان ) عني عندك عقل وتعارض النص مع
العقل ( فالعقل إما فاسد ويظنه الرائي صحيحا وهو ذو بطلاني( الخلل يكون بالعقل) أو أن ذلك
النص ليس بثابت ما قاله المعصوم بالبرهاني .
*فكل من قامت عليه الحجة برسالته )صل الله عليه وسلم(ولم يؤمن به استحق عقاب الله وكان
كافرا لغيره من الكافرين .
قال النبي صل الله عليه وسلم ) والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا
نصراني ثم يموت لم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار ( .

وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين

للأستماع الى هذه المادة من هنا

آمال 05-15-2012 10:08 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
سبحان الله ما اعظم الاسلام , والذي من اركانه الايمان بالرسل
ونحن نرى كيف ينكر الاخرين الانبياء ورسالااتهم!
جزاكم لله خيرا اخ ابو عبد الرحمن على المجهود الطيب

ام هُمام 06-13-2012 11:47 AM

بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
جعلنا الله واياكم من اهل الجنة

حافظة القرآن 02-02-2013 10:51 AM

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بوركت يمناك يا ابو عبد الرحمان وامنا بالله وجميع رسله لانفرق بين احد منهم


الساعة الآن 01:45 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع العودة الإسلامي

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009