ملتقى أحبة القرآن

ملتقى أحبة القرآن (http://www.a-quran.com/index.php)
-   ملتقى عقيدة أهل السنة و الجماعة (http://www.a-quran.com/forumdisplay.php?f=83)
-   -   سبب اختلاف أحكام التوراة والقرآن (http://www.a-quran.com/showthread.php?t=7861)

almojahed 09-11-2012 02:36 PM

سبب اختلاف أحكام التوراة والقرآن
 
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

أما اليهودية التي شرعها الله ، والتوراة التي أنزلها الله ، فالإسلام واليهودية متفقان في عبادة الله وحده لا شريك له ، وتحريم عبادة غيره أياً كان ، وكذلك متفقون في قضايا الإيمان بالأنبياء والرسل ، واليوم الآخر والحساب والجنة والنار .... إلخ .
أما الأحكام كالحلال والحرام ، وتفاصيل العبادات ، فهذا هو الذي يختلف فيه الإسلام عن اليهودية ، ويختلف فيه القرآن عن التوراة ، وقد قال الله تعالى في القرآن الكريم : ( لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ) المائدة/48 ، فكل أمة لها شريعتها في الحلال والحرام ، ولها عبادتها التي تعبد الله بها .
وشبه نبينا صلى الله عليه وسلم اتفاق الأنبياء جميعاً على أصل الدين وهو التوحيد والعقائد وعبادة الله وحده لا شريك له ، واختلافهم في الشرائع بقوله : ( الْأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلَّاتٍ أُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ ) رواه البخاري ومسلم .
والإخوة لعلات هم الإخوة من أب واحد ، وأمهات مختلفة .

إذاً فأصل دين الأنبياء واحد ، وهو التوحيد ، وعبادة الله وحده لا شريك له ، لكن تفاصيل الشرائع والأحكام هي التي تختلف .
وهذا هو الموافق للحكمة .
فآدم عليه السلام كانت له شريعته التي تناسبه ، وتناسب أولاده ، وتلائم الزمان الذي هم فيه ؛ فكان من شريعته ـ مثلا ـ أن الأخ يتزوج من أخته ، لأنه لا يمكن حصول التناسل ووجود الذرية في هذا الوقت إلا بذلك .
ثم طال الزمان ، وتغيرت الشرائع بما يناسب الأمم الجديدة والأزمنة الجديدة ، ولذلك كان من شريعة اليهود تحريم نكاح الأخ لأخته ، مع أنه كان مباحاً في شريعة آدم .
ويعقوب عليه السلام كان كل الطعام حلالاً له ، وهو الذي حرم على نفسه بعض الأشياء ، وثبت ذلك التحريم ، وصار شرعاً له ولأولاده ، وفي هذا يقول الله تعالى في القرآن الكريم : (كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ) آل عمران/93 .
ثم جاءت شريعة عيسى عليه السلام ، وكانت أخف من شريعة موسى ، فأحل الله للنصارى (أتباع المسيح عليه السلام) بعض المحرمات التي كانت في شريعة موسى ، وفي هذا يقول الله تعالى على لسان عيسى عليه السلام : (وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ) آل عمران/50 .
ثم جاءت شريعة القرآن ، شريعة محمد صلى الله عليه وسلم ، فخالفت الشرائع السابقة ـ أيضا ـ في بعض الأحكام ؛ كما حدث ذلك من قبل في اليهودية ، والنصرانية .

ولما كانت شريعة القرآن هي الشريعة الخاتمة الباقية إلى يوم القيامة ، كانت أكمل الشرائع وأحسنها ، وأخفها ، وفيها من المرونة ما يتناسب مع كل زمان ومكان إلى قيام الساعة .
وهذا هو السبب في اختلاف أحكام التوراة مع أحكام القرآن ، حيث كانت التوراة خاصة ببني إسرائيل فقط ، ولم تكن أحكامها مستمرة ثابتة إلى يوم القيامة ، وإذا كانت أكثر أحكام التوراة معتمدة بعد ذلك في المسيحية ، وإنما تغير ذلك في تحليل بعض ما كان محرما ، فقد كانت أحكام التوراة والإنجيل من بعده مقيدتين بزمن ، ينتهي ذلك كله عنده ، وهو مجيء النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، الذي أخذ العهد على الأنبياء من قبله : أنه متى بعث وأحدهم حي : أن يترك ما عنده ، ويتبعه . قال الله تعالى : ( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ * فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) آل عمران/81-82

وشريعة القرآن خالفت كل الشرائع قبلها حتى تكون متناسبة مع كل أجناس البشر ، في كل وقت إلى آخر الدنيا .

أما إذا كان حديثك عن التوراة الموجودة الآن ، فلا بد من مصارحتك بالحقيقة التي نعتقدها ـ وإن كان ذلك سيؤلمك ـ غير أننا نرجو أن يكون عندك من قوة العقل ، وحسن التدبير ما تميز به بين الحق والباطل ، وأن يكون ذلك دافعاً لك لمزيد من البحث حتى تصل إلى الحق .
وهذه الحقيقة هي أن هذه التوراة الموجودة الآن ليست هي التي أنزلها الله على موسى عليه السلام ، بل دخلها التحريف بكل أنواعه ، بالزيادة ، والنقصان ، وتغيير المعنى ، وليس هذا موضع البسط في هذا الموضوع ، ولكن هذه إشارة فقط ، لعلها تكون دافعاً لك لمزيد من البحث .
فالتوراة الموجودة اليوم تشتمل على ما يجب القطع بأنه ليس من كلام الله ، وإنما هو من تحريف المحرفين ، الذين نسبوه زوراً إلى الله تعالى .
فمن ذلك مثلاً :
1- اشتمالها على تنقص الرب جل وعلا وتشبيهه بالمخلوقين ، ومن ذلك قولهم : " إن الله تصارع مع يعقوب ليلة كاملة فصرعه يعقوب ! " ، ومن ذلك قولهم : " إن الله ندم على خلق البشر لما رأى من معاصيهم ، وأنه بكى حتى رمد فعادته الملائكة ! " ، تعالى الله عما يقول الظالمون علوّاً كبيراً .
2- اشتمالها على سبِّ الأنبياء والطعن فيهم ، ومن ذلك قولهم : " إن نبي الله هارون صنع عجلاً وعبده مع بني إسرائيل ! " ، وقولهم : " إن لوطاً شرب خمراً حتى سكر ، ثم قام على ابنتيه فزنى بهما الواحدة تلو الأخرى ! " ، وقولهم : " إن سليمان عليه السلام ارتد في آخر عمره ، وعَبَدَ الأصنام ، وبنى لها المعابد ! " .
3- اشتمالها على المغالطات والمستحيلات والمتناقضات .
ومن الكتب التي تكلمت عن هذا الموضوع كتابان هما : " أصل الإنسان " و " التوراة والإنجيل والقرآن بمقياس العلم الحديث " للعالم الفرنسي الطبيب " موريس بوكاي " حيث أثبت وجود أخطاء علمية في التوراة والإنجيل ، وأثبت في الوقت نفسه عدم تعارض القرآن مع العلم الحديث وحقائقه .
وقد قال في مقدمة كتابه الثاني صـ 29 : "ولقد قمت بفحص ودراسة نصوص القرآن الكريم بهذا الصدد ، بروح موضوعية تماماً وبدون أية أفكار وأحكام مسبقة . ولقد كنت أبحث في حقيقة الأمر عن مدى اتفاق نصوص القرآن الكريم مع معطيات العلم الحديث ، ولقد كنت قد عرفت من ترجمة معاني القرآن الكريم أن القرآن الكريم فيه كثير من الإشارت إلى الظواهر الطبيعية ، ولكن لم أحظ إلا بإشارة موجزة إلى ذلك . وعندما فحصت نصوص القرآن كما هي باللغة العربية ، فقط استطعت أن أحتفظ بقائمة للظواهر الطبيعية الكثيرة التي أشار إليها القرآن الكريم ، ويتعين علي في النهاية وبعد هذا الفحص الدقيق الشامل أن أعلن النتيجة الحاسمة التي وجدتها أمامي وهي أن : القرآن الكريم لا تتضمن نصوصه خبراً واحداً يمكن نقضه من وجهة نظر العلم الحديث ، ولقد كررت نفس الاختبار فيما يتعلق بالعهد القديم ، وفيما يتعلق بالأناجيل ، محتفظاً بنفس النظرة الموضوعية في البحث والفحص والتدقيق .
وفيما يتعلق بشأن التوراة لم أحتج أن أذهب إلى أكثر من السفر الأول من أسفار التوراة وهو "سفر التكوين ، لكي أجد أحكاماً ومعطيات توراتية لا تتسق إطلاقاً مع الحقائق العلمية المسلم بصحتها تمام التسليم في العلم الحديث" انتهى .

وبناء على هذا يكون عندنا سببان لاختلاف التوراة الموجودة الآن مع القرآن :
1- اختلاف شرائع الأنبياء .
2- التحريف الذي امتد إلى التوراة والتلاعب الذي حصل فيها على مر الزمان .

نسأل الله تعالى أن يـرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ، وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه.
والله أعلم

فارس العدالة 09-11-2012 04:04 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

الله يعطيك العافيه ع الموضوع الرائع والمفيد


اقتباس:

وبناء على هذا يكون عندنا سببان لاختلاف التوراة الموجودة الآن مع القرآن :
1- اختلاف شرائع الأنبياء .
2- التحريف الذي امتد إلى التوراة والتلاعب الذي حصل فيها على مر الزمان .

وهذا اكثر شي غلط عندهم وخاصه صارت لهم اسماء ومؤلفين للتوراة !!

جزاك الله الف خير ووفقك الى ما يحب ويرعاه

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

almojahed 09-11-2012 08:17 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
و جزاك الله خيرا أخي فارس العدالة على المرور و التعقيب

المؤمنة بالله 09-11-2012 10:01 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جــــــــــزاك الرحمن كل خير اخي الفاضل المجاهد الموضوع القيم

اقتباس:

إذاً فأصل دين الأنبياء واحد ، وهو التوحيد ، وعبادة الله وحده لا شريك له ، لكن تفاصيل الشرائع والأحكام هي التي تختلف

بالفعل هذا هو اصل الدين بارك الله بك
انا اسأل الله ان يهدي كل من هو في ضلال وولد على ديانه او عقيده فاسد
وادعوا مثلك اخي الفاضل

اقتباس:

نسأل الله تعالى أن يـرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ، وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه.

حفظك الله وسدد خطاك وزادك علما

almojahed 09-11-2012 10:57 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
و فيكي بارك الله و حفظك من كل سوء أختنا المؤمنة بالله و جزاكي الله خيرا على المرور و التعقيب

آمال 09-12-2012 12:19 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
انما القرآن الكريم شريعة فيها المرونة والملائمة لتقدم العقل البشري
والمانع الاساسي في عدم اتباعه انما هو التعصب , بل وان فكرة التشويه والتحريف جاءت لتلائم حياتهم الدنيوية !
ونلاحظ ان الرسالات السماوية انما هي متسلسلة فالاخيرة دائما كانت تحوي السابقات! مصداقا لقوله تعالى "قال تعالى: {وأنزلنا إليك الكتاب بالحقِّ مُصدِّقاً لما بين يديهِ من الكتابِ ومُهيمناً عليه.."
وليس علينا الا اتباع الاخير لانه اعم واشمل واكثر مرونة وملائم لحياتنا!
جزاكم الله خيرا اخي الفاضل المجاهد على الموضوع القيم وجعله في ميزان حسناتكم
ورزقكم الله الجنة


الساعة الآن 05:33 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع العودة الإسلامي

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009