ملتقى أحبة القرآن

ملتقى أحبة القرآن (http://www.a-quran.com/index.php)
-   قسم السيرة النبوية (http://www.a-quran.com/forumdisplay.php?f=65)
-   -   من أعمال الرسول صلى الله عليه وسلم (http://www.a-quran.com/showthread.php?t=9936)

حافظة القرآن 02-11-2013 04:20 PM

من أعمال الرسول صلى الله عليه وسلم
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنَّ لرسولنا -صلوات الله وسلامه عليه- أعمالاً كبرى يتمَثَّل فيها نجاحه، وهذه الأعمال يمكن تلخيصُها فيما يلي:
العمل الأول: أنَّه قضى على الوثَنيَّة، وأحلَّ محَلَّها الإيمان بالله واليوم الآخر.
والعمل الثاني: أنه قضَى على رذائل الجاهلية ونقائِصِها، وأقام مقامها الفضائل والمكارم والآداب.
العمل الثالث: أنه أقام الدِّين الحقَّ الذي يَصِل بالإنسان إلى أقْصى ما قُدِّر له من كمال.
العمل الرابع: أنه أحدث ثَوْرة كبرى غيَّرَت الأوضاع والعقول والقلوب، ونظام الحياة الذي درَجَ عليه أهل الجاهلية.
العمل الخامس: أنه وَحَّد الأُمَّة العربية، وأقام دولةً كُبرى تحت راية القرآن.
هذه هي الأعمال التي تمثِّل نجاح الرسول في مُهمَّته، وهي -كما تَبْدو- كلُّها أمور كبيرة، وإقامتها -بل إقامة واحدٍ منها- من الخطورة بمكان.
وإنه لا يمكن أن يتأتَّى النجاح لفرد في بعض هذه الأعمال، فضلاً عن توَفُّر النجاح في كل ناحية من هذه النواحي.
إن القيام بهذه الأعمال والنجاح فيها على هذا النحو، لَهُو المعجزة الكبرى لحضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا كان عيسى له معجزة إحياء الموتى، وموسى له معجزة العصَا، فإنَّ هاتين المعجزتين في جانب هذه المعجزات تُعَدُّ شيئًا ضئيلاً.
دلائل صدقه:
ومن دلائل الصِّدق على أنَّ الرسول إنما هو مرْسَل من عند الله - ما يأتي:
أوَّلاً: أنه كان زاهدًا في الدنيا، فلم يكن يَطْلب على عمَلِه أجرًا، فقد كان زاهدًا في المال، وفي كلِّ ما هو مادِّي، كما كان زاهدًا في الجاه والمنصب.

أمَّا زُهْده في المال فإنَّ طبيعة حياته تدلُّ على ذلك أبْلغَ دلالة، فهو لم يَفْترش الحرير، ولم يلبس الدِّيباج، ولم يتزَيَّن بالذَّهب، كان بيته كأبسَطِ بيوت الناس، وكان يمرُّ عليه الشهران، ولا يُوقَد في بيته نار، قال عروة وهو يَسْمع خالته عائشة تتحدَّث بهذا إليه: "يا خالتي، ما كان يعيشكم؟" قالت: "إنما هُمَا الأسودان؛ التَّمْر والماء".
وذات مرَّة رأى عُمَر بن الخطاب الرسولَ صلى الله عليه وسلم نائمًا على حصير بالٍ، وقد أثَّر في جِسْمه، فبكى، فقال له الرسول: «ما يُبْكِيك؟» فقال: ما بالُ كِسْرى وقَيْصر ينامان على الدِّيباج والحرير، وأنت رسول الله يؤثِّر في جَنْبك الحصير. فقال: «يا عُمَر، أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة؟».
ولقد جاءت الغنائم إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بعد انتصار المسلمين، فرَأَى نساؤه أن يَسْتمتعن بشيء من هذه الغنائم، وطلَبْنَ منه أن يكون لهنَّ نصيب منها، فإذا بالآية الكريمة ترد على سؤال هؤلاء النسوة: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلاً * وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 28، 29].
فجمع الرسول نساءه، وقال لهن: «هل تُرِدن الله ورسوله والدار الآخرة، أم تُرِدْن الدنيا وشهواتها؟»، فاختارت كلُّ واحدة منهنَّ الله ورسولَه والدَّار الآخرة، فمدحهن الله وأنزل في حقِّهن: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفًا} [الأحزاب: 32].
ولقد تُوفِّي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ودِرْعه مرهونة عند يهودي، وقد عاش طول حياته، وما شَبِع من خبْز الشَّعير قَطُّ.
أما زُهْده في الجاه، فهو يَتَمَثَّل في كل أحواله:
أراد الصحابة أن يَمْتدحوه، ويُثْنُوا عليه، فقال: «لا تُطْرُوني كما أَطْرَت النصارى المسيحَ ابن مريم».

وجاءه الوليد بن المغيرة مندوبًا عن المشركين؛ لِيُفاوضه، وعرَضَ عليه من كلِّ مُتَع الحياة، فكان جوابه أنْ قرَأَ عليه افتتاحيَّة سورة (حم) فُصِّلت، إلى قوله تعالى: {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ} [فصلت: 13].
هذا هو الزهد الذي كان طبيعة من طبائع الرسول صلى الله عليه وسلم.
ومن دلائل نبوته -عليه السَّلام- أنه كان أُميًّا، وأقام هذه الأعمال الكبار وهو أُمِّيٌّ لم يقرأ، ولم يكتب، ولم يَدْخل معهدًا، ولم يتتَلْمذ على أستاذ، ولكنَّه نجح، وبلغ هذه المرتبة التي لم يَبْلغها أحدٌ قبْلَه، ولا أحد بعده، والقرآن يسجِّل هذه الحقيقة؛ ليجعلها أمَارة صِدْقِه، ودليلَ أمانته، يقول الله سبحانه: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ أَلا إلى اللَّهِ تَصِيرُ الأُمُورُ} [الشورى: 52، 53].
وما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يَعْلم شيئًا من النبوة، ولا ما يتَّصل بالذَّات العَلِيَّة، فجَرَيان هذه الأعمال على يديه إنما هو دليل الإعجاز؛ لأنَّ المتعلِّمين الذين يَنْقطعون للعلم والبحث لَيَعجزون أن يَصنعوا شيئًا مما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم.
ولا ريب أن هذا تأييد وتوفيق من الله تبارك وتعالى، والله تبارك و تعالى يقول: {وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ} [العنكبوت: 48].
ولقد كان ذلك معروفًا لدى خصومه وكان يواجههم به، ولم يستطع أحدٌ منهم أن يشكِّك في هذه الحقيقة السافرة، يقول الله تعالى: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ * قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ} [يونس: 15، 16].
أما الناحية الثالثة فهي الصِّدْق، فلم يُعلم عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه كذب قطُّ قَبْل البعثة ولا بعدها، ولقد جاءه الوحْي، فذهب إلى خديجة، وقال لها: «لقد خَشِيتُ على نفسي». فقالت له: "كلاَّ والله، لا يخزيك الله أبدًا؛ إنك لتَصْدق الحديث، وتَصِل الرَّحِم وتَحْمل الكَلَّ، وتَقْرِي الضيف، وتُكْسِب المعدوم، وتُعِين على نوائب الدهر".
ولقد عرَضَ الرسول صلى الله عليه وسلم في أوَّل عهْدِه بالنُّبوَّة الإسلامَ على أبي بكر -رضي اللَّه عنه- فصدَّقَه لأول وَهْلة، وما توقَّف عن المسارعة إلى الإيمان به؛ لأنَّه كان يعلم صِدْقه وأمانته. ودخل أعرابي عليه، فنَظَر إليه فوجَد الصِّدق يَحُوطه، فقال: "والله ما هذا الوَجْه بِوَجْه كذَّاب".


آمال 02-11-2013 08:32 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك اختي الفاضلة حافظة القرآن على الموضوع القيم
وجعله في ميزان حسناتك
نسأل الله ان يرزقنا واياك الجنة عزيزتي
http://montada.rasoulallah.net/uploa...1301319940.gif

ام هُمام 02-11-2013 11:20 PM

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
بارك الله فيك وزقك صحبة النبي في الفردوس الاعلى اختي الغالية

almojahed 02-12-2013 02:45 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بورك فيكي أختنا و بارك الله في حسناتك الموضوع رائع و كيف لا و هو يتحدث عن سيرة خير البشر و حبيب الرحمن تبارك و تعالى
جزاكي الله خيرا

نمارق 02-12-2013 05:52 PM

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
إن الله أصطفاه وخيره ليكون رسول الله بعثه رحمة للعالمين بشيرا ونذيرا ميسرا لا معسرا مخرج الناس من ظلمات الجاهلية إلى نور الإسلام والهدى والتقى لا منفرا ولا معكرا للأجواء ولا .....وجد المشركين في غبن ووجد اليهود يكيدون للناس فخلص الناس من الجاهلية ومن كيد اليهود وحطم الأصنام بعد أن غرس فيهم العقيدة الصحيحة وبعد أن غرس فيهم الإيمان وبعد أن وحد بينهم وجعلهم متعاونين متحابين متألفين يساعد قويهخم ضعيفهم ..لقد كان رسول الله منارة وسراجا منيرا للبشرية ....جزاك الله خيرا على هذا الموضوع المميز والممتاز

ابو عبد الرحمن 02-13-2013 12:02 AM

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما قال : إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه وابتعثه برسالته ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد صلى الله عليه وسلم فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيه يقاتلون على دينه فما رآن المسلمون حسنا فهو عند الله حسن وما رأوه سيئا فهو عند الله سيئ

اللهم صلي وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا

بارك الله فيكِ اختنا الفاضلة وجزاكِ الفردوس الأعلى مع النبيين والصدقين والشهداء والصالحين وحسن أؤلئك رفيقا


الساعة الآن 08:29 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع العودة الإسلامي

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009