ملتقى أحبة القرآن

ملتقى أحبة القرآن (http://www.a-quran.com/index.php)
-   ملتقى الآداب و الأحكام الفقهية (http://www.a-quran.com/forumdisplay.php?f=34)
-   -   الاخلاص معناه واقسامه (http://www.a-quran.com/showthread.php?t=3483)

ابو عبد الرحمن 05-01-2011 12:42 AM

الاخلاص معناه واقسامه
 
[motr1]
:1:


أما بعد :
الإخلاص (1) لله تعالى معناه:

أن يقصد المرء بعبادته التقرب إلى الله سبحانه وتعالى والتوصل إلى دار كرامته.
وإذا أراد العبد بعبادته شيئا آخر ففيه تفصيل، حسب الأقسام التالية:

القسم الأول:

أن يريد التقرب إلى غير الله تعالى في هذه العبادة ونيل الثناء عليها من المخلوقين، فهذا يحبط العمل، وهو من الشرك. وفي الصحيح من حديث أبى هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: قال الله تعالى: (( أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه )) (2).
والرياء من الشرك الأصغر، لأن الإنسان أشرك في عبادته غير الله، وقد يصل إلى الشرك الأكبر، وقد مثل ابن القيم رحمه الله للشرك الأصغر (( بيسير الرياء )) وهذا يدل على أن كثير الرياء قد يصل إلى الشرك الأكبر.
وقال الله تعالى: "إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم اله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا " [سورة الكهف: 110].
والعمل الصالح ما كان صوابا خالصا، والخالص ما قصد به وجه الله، والصواب: ما كان على شريعة الله. فما قصد به غير الله فليس بصالح، وما خرج عن شريعة الله فليس بصواب، ويكون مردودا على فاعله، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد )) (3) وقال: (( إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى )) (4)الحديث. قال بعض العلماء: هذان الحديثان ميزان الأعمال، فحديث النية ميزان الأعمال الباطنة، والحديث الآخر ميزان الأعمال الظاهرة . (5)

واتصال الرياء بالعبادة على ثلاثة أوجه:

الوجه الأول:

أن يكون الباعث على العبادة مراءاة الناس من الأصل كمن قام يصلي لله مراءاة الناس، من اجل أن يمدحه الناس على صلاته، فهذا مبطل للعبادة.

الوجه الثاني:

أن يكون طارئا على العبادة في أثنائها: بمعنى أن يكون الحامل له في عبادته الإخلاص لله، ثم طرأ الرياء في أثناء العبادة فهذه العبادة لا تخلو من حالين:
الحال الأولى:
ألا يرتبط أول العبادة بآخرها فأولها صحيح بكل حال، وآخرها باطل. مثال ذلك رجل عنده مائة ريال يريد أن يتصدق بها فتصدق بخمسين منها صدقة خالصة، ثم طرأ عليه الرياء في الخمسين الباقية، فالأولى صدقه صحيحه مقبولة، والخمسون الباقية صدقه باطلة لاختلاط الرياء فيها بالإخلاص.
الحال الثانية:

أن يرتبط أول العبادة بآخرها فلا يخلو الإنسان حينئذ من أمرين:

1) أن يدافع الرياء ولا يسكن إليه بل يعرض عنه ويكرهه فحينئذ لا يؤثر شيئا لقوله صلى الله عليه وسلم: ((أن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم)) (6).

2) أن يطمئن إلى هذا الرياء ولا يدافعه، فحينئذ تبطل جميع العبادة لان أولها مرتبط بآخرها. مثال ذلك أن يبتدئ الصلاة مخلصا بها لله تعالى، ثم يطرأ عليها الرياء في الركعة الثانية فتبطل الصلاة كلها لارتباط أولها بآخرها.

الوجه الثالث:

أن يطرأ الرياء بعد انتهاء العبادة فهذا لا يؤثر عليها ولا يبطلها لأنها تمت صحيحة فلا تفسد بحدوث الرياء بعد ذلك، وليس من الرياء أن يفرح الإنسان بعلم الناس بعبادته، لان هذا إنما طرأ بعد الفراغ من العبادة، وليس من الرياء أن يسر الإنسان بفعل الطاعة، لان ذلك دليل إيمانه قال النبي عليه الصلاة والسلام: (( من سرته حسنته، وساءته سيئته فذلك الإيمان )) (7) وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: (( تلك عاجل بشرى المؤمن )) (8). (9)
القسم الثاني:
أن يقصد بها الوصول إلى غرض دنيوي كالرئاسة، والجاه، والمال دون التقرب بها إلى الله تعالى فهذا عمله حابط لا يقربه إلى الله تعالى:
"من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون * أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون " [سورة هود: 15، 16].
والفرق بين هذا والذي قبله أن الأول قصد أن يثنى عليه فيقال انه عابد لله تعالى وأما الثاني فلم يقصد أن يثنى عليه فيقال إنه عابد لله، ولا يهمه أن يثني عليه الناس بذلك.

القسم الثالث:

أن يقصد بها التقرب إلى الله تعالى والغرض الدنيوي الحاصل بها، مثل أن يقصد مع نية التعبد لله تعالى بالطهارة وتنشيط الجسم وإزالة فضلاته، وبالحج مشاهدة المشاعر والحجاج، فهذا ينقص أجر الإخلاص، ولكن إن كانت الأعمال على نية التعبد فقد فاته كمال الأجر، ولكن لا يضره ذلك باقتراف إثم أو وزر لقوله تعالى في الحجاج:
" ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم" [سورة البقرة: 198].
وإن كان الأغلب عليه نية غير التعبد فليس له ثواب في الآخر، وإنما ثوابه ما حصله في الدنيا، وأخشى أن يأثم بذلك لأنه جعل العبادة التي هي أعلى الغايات وسيلة للدنيا الحقيرة، فهو كمن قال الله فيهم: (( ومنهم من يلمزك في الصدقات فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون )) [سورة التوبة، الآية: 58]، وفي سنن أبي داود عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال: يا رسول الله، رجل يريد الجهاد وهو يريد عرضا من عرض الدنيا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (( لا أجر له )). فأعاد ثلاثا والنبي صلى الله عليه وسلم ، يقول: (( لا أجر له )) (10). (11)
وإن تساوى عنده الأمران فلم تغلب نية التعبد ولا نية غير التعبد فمحل نظر، والأقرب أنه لا ثواب له كمن عمل لله تعالى ولغيره.
والفرق بين هذا القسم والذي قبله، أن غرض غير التعبد في القسم السابق حاصل بالضرورة، فإرادته إرادة حاصلة بعمله بالضرورة، وكأنه أراد ما يقتضيه العمل من أمر الدنيا.
فان قيل: ما هو الميزان لكون مقصوده في هذا القسم غلبة التعبد أو غير التعبد؟
قلنا: الميزان أنه إذا كان لا يهتم بما سوى العبادة، حصل أم لم يحصل فقد دل على أن الأغلب نية التعبد، والعكس بالعكس.
وعلى كل حال فإن النية التي هي قول القلب أمرها عظيم، وشأنها خطير فقد ترقى بالعبد إلى درجة الصديقين، وقد ترده إلى أسفل السافلين، قال بعض السلف: ما جاهدت نفسي على شئ مجاهدتها على الإخلاص. وأما التلفظ بالنية في الصلاة والوضوء فبدعة، لأنه لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه، فوجب تركه، والنية محلها القلب فلا حاجة مطلقا إلى التلفظ بالنية. (12)
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد ان لا إله إلا أنت، استغفرك وأتوب إليك.
جمع وترتيب
أبو حميد عبد الله بن حميد الفلاسي





:2:

ابو عبد الرحمن 05-01-2011 12:44 AM

__________
(1) مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين ج/1 ص 98-100 .
(2) مسلم في الزهد 2985 .
(3) علقه البخاري في البيوع وفي الاعتصام ووصله مسلم في الأقضية 18-1718 .
(4) البخاري في بدء الوحي 1 ومسلم في الإمارة 1907 .
(5) فتاوى العقيدة ابن عثيمين ص 199 - 200 .
(6) البخاري في الطلاق 5269 ومسلم في الإيمان 127 .
(7) الترمذي في الفتن 2165وأحمد 1/26 .
(8) أخرجه مسلم في كتاب البر والصلة والآداب برقم 2642 .
(9) فتاوى العقيدة - الشيخ ابن عثيمين ص:200-201 .
(10) أبو داود في الجهاد 2516 وأحمد 2/290،366 وفي إسناده يزيد بن مكرز وهو مجهول وانظر تعليق أحمد شاكر على المسند 7887 .
(11) البخاري في بدء الوحي 1 ومسلم في الإمارة 1907 .
(12) فتاوى المرأة الشيخ ابن باز، ص29 .

[/motr1]

أبوالنور 05-01-2011 05:51 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

ان الاخلاص هو تصفية الإنسان عمله بصالح النية عن جميع شوائب الشرك، وذلك بأن تصدر عنه جميع الأقوال والأفعال خالصة لوجه الله، وابتغاء مرضاته، ليس فيها شائبة رياء أو سمعة، أو قصد نفع، أو غرض شخصي، أو الاندفاع للعمل لمحبة شخص أو مذهب أو حزب يستسلم له بغير هدى من الله، قال تعالى: ألا لله الدين الخالص [الزمر: 3]. وقال تعالى: وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين [البينة: 5].
وضد الإخلاص: الشرك والرياء ابتغاء غير وجه الله، فإن فقد العبد أصل الإخلاص فإن الشهادة لا تنفعه قال تعالى: وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثوراً [الفرقان: 23]، فلا ينفعه حينئذ أي عمل يعمله لأنه فقد الأصل. قال تعالى: إن الله لا يغفر أن يُشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثماً عظيماً [النساء: 48].


بارك الله بكم اخي ابو عبدالرحمن
ونفع الله بك المسلمين

القادمون 05-01-2011 06:32 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
بارك الله فيك أخى أبوعبدالرحمن وجزاك الله خيرا

almojahed 05-01-2011 07:34 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسن الله إليك اخي ابو عبد الرحمن و رزقنا الله و إياكم الإخلاص في القول و العمل و جنبنا و إياكم الرياء و الكبر ... أللهم آمين

ابو عبد الرحمن 05-04-2011 11:55 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم على مروركم وتعقيبكم الطيب


الساعة الآن 05:34 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع العودة الإسلامي

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009