ملتقى أحبة القرآن

ملتقى أحبة القرآن (http://www.a-quran.com/index.php)
-   قسم فضيلة الشيخ فؤاد ابو سعيد حفظه الله (http://www.a-quran.com/forumdisplay.php?f=105)
-   -   حكم قيام رمضان في جماعة في غير رمضان (http://www.a-quran.com/showthread.php?t=9845)

أسامة خضر 02-03-2013 03:51 PM

حكم قيام رمضان في جماعة في غير رمضان
 
حكم قيام الليل في غير رمضان جماعة
أخ فاضل جزاه الله خيرا، يسأل صاحب الفضيلة الشيخ: فؤاد بن يوسف أبو سعيد حفظه الله تعالى سؤالا؛ يقول فيه:
ما حكم قيام الليل جماعة في غير رمضان مع الأدلة والشرح المفصل، ﻷن بعض الفرق المبتدعة تستدل على أحاديث تحريم قيام الليل في جماعة في غير رمضان، على أنها حلال، فكيف يتم تفسير هذه الأحاديث؟ وبارك الله فيكم.
فأجاب فضيلة الشيخ جزاه الله خيرا:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه، ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، وبعد؛
العبادات كلها؛ الاقتداء فيها بما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصلاة الجماعة من العبادة التي بينها صلى الله عليه وسلم، فكان من هديه المداومة على الجماعة في صلاة الفرائض، في الحضر والسفر، وأثناء الخوف والأمن.
ولأهميتها؛ شرع الجمع بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء، جمع تأخير أو تقديم حسب العذر والحاجة. وكذلك الجماعة شرط لصلاة الجمعة..
أما غير الفرائض؛ فالجماعة مطلوبة في صلاة العيدين، والاستسقاء، والكسوف والخسوف، وكذلك صلاة القيام من شهر رمضان (أي صلاة التراويح).
أما صلوات الرواتب التي مع الفرائض، وصلاة النوافل كالضحى، وتحيةِ المسجد، وسنةِ الوضوء، فلم يثبت أنه صلاها جماعة ولو مرة واحدة..
أما قيام الليل في غير رمضان، ومنه صلاة الوتر؛ فالأصل ألا تصلَّى جماعة إلا عن غير قصد أو تحضير واستعداد، لأنه لم يواظب عليها وما جاء أنه فعلها فبغير اتخاذها عادة.
والخلاصة؛ أنه لا تصلَّى غير الفريضة في جماعة إلا قيام رمضان، أما الجماعة في القيام في ليالي غيره فليس من هديه صلى الله عليه وسلم المداومة عليها، أو اتخاذها عادة.
فقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله عن صلاة الوتر جماعة فأجاب:
[لا حرج في ذلك، إذا أدى الجماعة صلاة الوتر في غير رمضان، لكن لا يتخذ ذلك عادة، إذا اتفقوا أو اجتمعوا في بيت أحد أو في أي مكان، وصلوا جماعة فلا بأس، أما اتخاذه عادة كل ليلة، يجتمعون لأداء الوتر هذا ليس بمشروع، إلا في رمضان، لكن إذا زار بعضهم بعضا، وصلوا في جماعة هذا حسن إن شاء الله، مثلما زار سلمان أبا الدرداء، وصلى معه جماعة في الليل رضي الله عنهما =ونص الحديث: كما في صحيح البخاري (عن عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: آخَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ سَلْمَانَ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، فَزَارَ سَلْمَانُ أَبَا الدَّرْدَاءِ، فَرَأَى أُمَّ الدَّرْدَاءِ مُتَبَذِّلَةً، فَقَالَ لَهَا: (مَا شَأْنُكِ؟) قَالَتْ: (أَخُوكَ أَبُو الدَّرْدَاءِ لَيْسَ لَهُ حَاجَةٌ فِي الدُّنْيَا)، فَجَاءَ أَبُو الدَّرْدَاءِ فَصَنَعَ لَهُ طَعَامًا، فَقَالَ: (كُلْ؟) قَالَ: (فَإِنِّي صَائِمٌ)، قَالَ: (مَا أَنَا بِآكِلٍ حَتَّى تَأْكُلَ)، قَالَ: (فَأَكَلَ)، فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ ذَهَبَ أَبُو الدَّرْدَاءِ يَقُومُ، قَالَ: (نَمْ)، فَنَامَ، ثُمَّ ذَهَبَ يَقُومُ فَقَالَ: (نَمْ)، فَلَمَّا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ قَالَ: (سَلْمَانُ قُمِ الآنَ)، فَصَلَّيَا فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ: (إِنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ)، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صَدَقَ سَلْمَانُ»، ولكن ليس فيه، ولا في غيره أنهما صليا جماعة.
ولكن جاء ذلك في (رياض الصالحين) قال ابن عثيمين:
[وقوله: (صليا جميعاً): ظاهره أنهما صليا جماعة، ويحتمل أنهما صليا جميعاً في الزمن وكل يصلي وحده.
وهذه المسألة -أعني الصلاة جماعة في صلاة الليل- جائزة، لكن لا تفعل دائماً، وإنما تفعل أحياناً، فقد صلى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الليل جماعة مع ابن عباس رضي الله عنهما، ومع حذيفة بن اليمان، ومع عبد الله بن مسعود، ولكن العلماء يقولون: إن هذا يفعل أحياناً لا دائماً]. من شرح رياض الصالحين (2/ 233)
نرجع إلى إكمال فتوى الشيخ ابن باز=:
ومثلما زار النبي صلى الله عليه وسلم جدة أنس، فصلى بأنس جماعة والمرأة خلفهم، كل هذا لا بأس به؛ لأنه ليس بمعتاد، أما عند الصدفة والزيارة يصلونها جماعة، لا بأس، أما اتخاذها عادة في كل شهر، أو في كل يوم، أو كل أسبوع فهذا غير مشروع]. من فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الشويعر (10/ 192)
و[سئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين: عن حكم صلاة قيام الليل جماعة في غير رمضان؟
فأجاب فضيلته بقوله: الشفع والوتر والتهجد تجوز فيه الجماعة أحياناً لا دائماً، ودليل ذلك أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى جماعة ببعض أصحابه، فمرة صلى معه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما =رواه البخاري في العلم، باب: السهر في العلم ح (117)، ورواه مسلم في صلاة المسافرين باب: الدعاء في صلاة الليل ح181 (763)=.
ومرة صلى معه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه =رواه البخاري في التهجد باب: طول القيام في صلاة الليل ح (1135)، ومسلم في صلاة المسافرين باب: استحباب تطويل القراءة، ح204 (773)=.
ومرة صلى معه حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، =رواه مسلم في الموضع السابق ح203 (772)= ..
لكن؛ هذا ليس راتباً أي لا يفعله كل ليلة، ولكن أحياناً: فإذا قام الإنسان بتهجد وقد نزل به ضيف وصلى معه هذا الضيف جاء في تهجده ووتره فلا بأس به، أما دائماً، فلا، وهذا في غير رمضان.
أما في رمضان؛ فإنه تسن فيه الجماعة من أوله إلى آخره من التراويح ومنها الوتر]. مجموع فتاوى ورسائل العثيمين (14/ 160، سؤال 785، 786)
والله تعالى أعلم
وصلى الله وسلم وبارك عليى نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين

حافظة القرآن 02-03-2013 04:33 PM

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بوركت يمناك اخي اسامة وبالشيخ فؤاد بن يوسف وحفظه الله واطال عمره

ام هُمام 02-03-2013 09:23 PM

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
جزاكم الله كل خير

المحبة في الله 02-03-2013 09:36 PM

بارك الله فيكم اخي الكريم ,, على الموضوع المفصل

جزاكم الله عنا كل خير و شيخنا الكريم

آمال 02-04-2013 12:18 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيكم اخونا الفاضل اسامة خضر على النقل القيم وجعله في ميزان حسناتكم
وبارك الله في الشيخ فؤاد ابو سعيد على جهده القيم
نسال الله ان يرزقنا جميعا الجنة
حبذا لو يكون هناك تفصيل في قضة الجمع بين الصلوات وخاصة ان هناك من يتتبع الرخص ويتذمر عند عدم الجمع بين الصلوات خاصة في المطر!
نسال الله ان يجعلنا جميعا من اهل الجنة

أسامة خضر 02-04-2013 06:57 AM

اختي الفاضلة عناك موضوع منشور للشيخ عن الجمع بين صلاتين
عبر المواقع،، أم أنك تقصدين كتابة موضوع آخر
بارك الله فيكم


الساعة الآن 04:00 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع العودة الإسلامي

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009