ملتقى أحبة القرآن

ملتقى أحبة القرآن (http://www.a-quran.com/index.php)
-   قسم فضيلة الشيخ فؤاد ابو سعيد حفظه الله (http://www.a-quran.com/forumdisplay.php?f=105)
-   -   خطبة: نبي الله صلى الله عليه وسلم وغيرة عائشة رضي الله عنها (http://www.a-quran.com/showthread.php?t=10194)

أسامة خضر 03-09-2013 10:42 AM

خطبة: نبي الله صلى الله عليه وسلم وغيرة عائشة رضي الله عنها
 
نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وغيرة عائشة رضي الله عنها

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُه
ُ، مَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ رَشَدَ، وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ غَوَى، حَتَّى يَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ.
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } (النساء: 1)
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (آل عمران: 102)
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا* يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} (الأحزاب: 70، 71)
نَسْأَلُ اللهَ رَبَّنَا أَنْ يَجْعَلَنَا مِمَّنْ يُطِيعُهُ وَيُطِيعُ رَسُولَهُ، وَيَتَّبِعُ رِضْوَانَهُ، وَيَجْتَنِبُ سَخَطَهُ، فَإِنَّمَا نَحْنُ بِهِ وَلَهُ.
عباد الله! لنأخذَ اليومَ في هذه الخطبة ما نُقِل إلينا يبينُ لنا بيتَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم من داخله، وما يجري فيه ليلاً مع إحدى نسائه أمهات المؤمنين رضي الله عنهنَّ كلِّهن، أمُّ المؤمنين هذه هي عائشة رضي الله تعالى عنها، تروي الحديثَ بنفسها، وتنقلُ مجريات الأمور داخل البيت النبوي، وبأمانة تحدِّثُ بما لها وما عليها رضي الله تعالى عنها، ففي صحيح مسلم رحمه الله تعالى، بسنده عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ الْمُطَّلِبِ، أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ قَيْسٍ بْنِ مَخْرَمَةَ بْنِ الْمُطَّلِبِ، يَقُولُ: (أَلَا أُحَدِّثُكُمْ عَنِّي وَعَنْ أُمِّي!) قَالَ =عَبْدِ اللهِ بْنِ كَثِيرِ=: (فَظَنَنَّا أَنَّهُ يُرِيدُ أُمَّهُ الَّتِي وَلَدَتْهُ)، =فإذا به يريد أمَّ المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها=، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: (أَلَا أُحَدِّثُكُمْ عَنِّي وَعَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ!) قُلْنَا: (بَلَى!) قَالَ: قَالَتْ: (لَمَّا كَانَتْ لَيْلَتِي الَّتِي كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا عِنْدِي، انْقَلَبَ فَوَضَعَ رِدَاءَهُ، وَخَلَعَ نَعْلَيْهِ، فَوَضَعَهُمَا عِنْدَ رِجْلَيْهِ، وَبَسَطَ طَرَفَ إِزَارِهِ عَلَى فِرَاشِهِ، فَاضْطَجَعَ، فَلَمْ يَلْبَثْ إِلَّا رَيْثَمَا =أي قدر ما= ظَنَّ أَنْ قَدْ رَقَدْتُ، =ونمت= فَأَخَذَ رِدَاءَهُ رُوَيْدًا، =أي بهدوء؛ لئلا ينبهها ويقلقها في نومها= وَانْتَعَلَ رُوَيْدًا، وَفَتَحَ الْبَابَ [رويدا] فَخَرَجَ، ثُمَّ أَجَافَهُ رُوَيْدًا، =أي أغلقه بهدوء، وإنما فعل ذلك صلى الله عليه وسلم في خفية؛ لئلا يوقظَها ويخرج عنها؛ فربما لحقتها وحشة في انفرادها في ظلمة الليل، قالت:= فَجَعَلْتُ دِرْعِي فِي رَأْسِي، وَاخْتَمَرْتُ، وَتَقَنَّعْتُ إِزَارِي، =(فجعلت درعي في رأسي) أي لبست ثوبها للخروج وراء زوجها لتعلم أين هو ذاهب، (واختمرتُ) أي ألقَت على رأسها الخمار وهو ما تستر به المرأة رأسها، (وتقنعت إزاري) أي لبست إزارها= ثُمَّ انْطَلَقْتُ عَلَى إِثْرِهِ، =أي أسرَعَت خلفه صلى الله عليه وسلم= حَتَّى جَاءَ =عليه الصلاة والسلام مقبرة= الْبَقِيعَ، =التي تضم خيرة أصحابه رضي الله تعالى عنهم= فَقَامَ، فَأَطَالَ الْقِيَامَ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، =يدعو ويستغفر لأهل البقيع، قالت:= ثُمَّ انْحَرَفَ فَانْحَرَفْتُ، =أي أراد الرجوع إلى بيته، فرجعت=، فَأَسْرَعَ =في مشيته فلعله رآها، قالت:= فَأَسْرَعْتُ، فَهَرْوَلَ فَهَرْوَلْتُ، =أي فزاد من سرعته، فزادت هي من سرعتها= فَأَحْضَرَ فَأَحْضَرْتُ، =أي فجرى هو صلى الله عليه وسلم، فجرت هي حتى لا يعرفَ أنها كانت تراقبه، قالت:= فَسَبَقْتُهُ =إلى البيت= فَدَخَلْتُ، فَلَيْسَ إِلَّا أَنِ اضْطَجَعْتُ فَدَخَلَ)، =أي فما إنْ دخلَتْ البيتَ واضطجعتْ في فراشها وغطَّت نفسها، وتناومَت دخل، ولكنَّ آثارَ الجري وتواردَ أنفاسها، وحركةَ بطنها في صعود وهبوط كشف أمرها= فَقَالَ: «مَا لَكِ يَا عَائِشُ حَشْيَا رَابِيَةً؟» =أَي مالَكَ قد وَقَعَ عَلَيْك الحَشَى، وَهُوَ الرَّبْو والنَّهيجُ وارْتِفاعُ النَّفَسِ وتَواتُره= قَالَتْ: (قُلْتُ: لَا شَيْءَ [يا رسول الله])، قَالَ: «لَتُخْبِرِينِي أَوْ لَيُخْبِرَنِّي اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ!». قَالَتْ: قُلْتُ: (يَا رَسُولَ اللهِ! بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي)، فَأَخْبَرْتُهُ [الخبر]، قَالَ: «فَأَنْتِ السَّوَادُ =أي الشخص= الَّذِي رَأَيْتُ أَمَامِي؟» قُلْتُ: (نَعَمْ!) (فَلَهَدَنِي فِي صَدْرِي لَهْدَةً أَوْجَعَتْنِي)، =أي دفعها بجمع كفه في صدرها، لأنها ظنت -من غيرتها عليه- أنه يظلمها، فيذهب إلى إحدى نسائه في ليلتها، وفي هذا ظلم وجور=، ثُمَّ قَالَ: «أَظَنَنْتِ أَنْ يَحِيفَ اللهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ؟» =من الحيف بِمَعْنى الْجور؛ أَي بِأَن يدْخلَ الرَّسُولُ فِي نوبتك على غَيْرك، وَذِكْرُ اللهِ لتعظيم الرَّسُول صلى الله عليه وسلم ،وَالدّلَالَة على أَن الرَّسُول لَا يُمكن أَن يفعلَ بِدُونِ إذن من الله تَعَالَى، وَلَو كَانَ مِنْهُ جور؛ لَكَانَ بِإِذن الله تَعَالَى لَهُ فِيهِ، وَهَذَا غير مُمكن... من حاشية السندي على سنن النسائي (7/ 74)= قَالَتْ: (مَهْمَا يَكْتُمِ النَّاسُ يَعْلَمْهُ اللهُ؟! [قال]: "نَعَمْ!" قَالَ: "فَإِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي حِينَ رَأَيْتِ، فَنَادَانِي، فَأَخْفَاهُ مِنْكِ، فَأَجَبْتُهُ، فَأَخْفَيْتُهُ مِنْكِ، =فلم تسمعي صوت ولا صوت جبريل، حتى لا تنزعجي وتخافي= وَلَمْ يَكُنْ يَدْخُلُ عَلَيْكِ وَقَدْ وَضَعْتِ ثِيَابَكِ، =هذه من شيما الملائكة عموما ورئيسهم جبريل خصوصا، لا يدخلون بيوت المؤمنين، عند انكشاف العورات، وقضاء الحاجات، قال:= وَظَنَنْتُ أَنْ قَدْ رَقَدْتِ، فَكَرِهْتُ أَنْ أُوقِظَكِ، وَخَشِيتُ أَنْ تَسْتَوْحِشِي، فَقَالَ =جبريل عليه السلام=: إِنَّ رَبَّكَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَأْتِيَ أَهْلَ الْبَقِيعِ فَتَسْتَغْفِرَ لَهُمْ"، قَالَتْ: قُلْتُ: (كَيْفَ أَقُولُ لَهُمْ يَا رَسُولَ اللهِ؟) قَالَ: "قُولِي: السَّلَامُ عَلَى أَهْلِ الدِّيَارِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَيَرْحَمُ اللهُ الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنَّا وَالْمُسْتَأْخِرِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لَلَاحِقُونَ" صحيح مسلم (974)، قال الألباني في أحكام الجنائز (1/ 183): [أخرجه مسلم (3 / 14) والسياق له والنسائي (1/ 286، 2/ 160، 160- 161) وأحمد (6/ 221) والزيادات له إلا الأولى والثالثة فإنها للنسائي].
حديث عظيم، فيه فوائدُ جليلة، وحِكمٌ جزيلة، وأحكام جليلة، فلا بد من إعطاء كلَّ ذي حقَّه؛ من الزوجات وغيرهن، وعدمِ الظلم والحيف والجور بينهن، فمن كان عنده أكثر من زوجة فلا بد من العدل في الليالي، بأن تأخذَ كلُّ واحدةٍ منهن حظَّها ونصيبها في توزيع الليالي، ولو كانت حائضَ أو نفساء، إلاَّ إن تنازلت برضاها عن ليلتها لضرتها.
ورحمةُ الزوجة والأطفال ومن هم تحت إمرتك وولايتك، مما تدعو إليه شريعة الإسلام، وتحثُّ عليه، ليسودَ والحبُّ والوئام، والأمن والسلام، فلا تسبب لهم إزعاجا في دخولك وخروجك، فترفَّق بهم وارحمهم، والزم الهدوء وقت نومهم وراحتهم.

ألا واعلموا أن التأديبَ مطلوبٌ، والتعذيبَ مرفوضٌ، فالتأديبُ بضرب الحبيب ضربا لا يكسر عظما، ولا يمزِّق لحما، ولا يسيل دما، ولا يترك أثرا، هذا هو التأديب المطلوب والمشروع، عند الحاجة إليه، وحصول السبب الداعي إليه، خصوصا عند المخالفات الدينية، كترك صلاة، وخطأٍ في الاعتقاد والكلام وما شابه، وما لهدها في صدرها فأوجعها إلا لظنها أنه صلى الله عليه وسلم ظلمها بانتهاك ليلتها.

أو التأديب يكون عند مخالفات أخلاقية، كالكذب وخلف الوعد ونحو ذلك.

إنَّ خروجَ المرأة من بيتها لا بدَّ وأن يكونَ بلبس ما يستر الجسم، من رأس وشعر وسائر الأعضاء، ولو كان ذلك ليلا ولا يراها ولا يعرفها أحد، فإن في ذلك حفظا لها من ذئاب البشر ووحوشه، وصونا لعيون الصالحين والأتقياء من نظرة الفجأة.

إن زيارة المقابر والدعاءَ للأموات، وتذكُّرَ الآخرة أمرٌ مشروع إن خلا من البدع والمحرمات، للرجال والنساء، واسْتِحْبَابُ إِطَالَةِ الدُّعَاءِ هناك وَتَكْرِيرِهِ، وَرَفْعِ الْيَدَيْنِ فِيهِ، وَفِيهِ أَنَّ دُعَاءَ الْقَائِمِ أَكْمَلُ مِنْ دُعَاءِ الْجَالِسِ فِي الْقُبُورِ.

ومن السنة لزائر القبور أن يقول: (السَّلَامُ عَلَى أَهْلِ الدِّيَارِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَيَرْحَمُ اللَّهُ الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَمِنَّا وَالْمُسْتَأْخِرِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى بِكُمْ لَلَاحِقُونَ). فلا فاتحة ولا قرآن على المقابر، فالقرآن: {لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ } (يس: 70)

نسأل الله أن يعصمنا من الزلل، ومن الفتن ما ظهر منها وما بطن، وتوبوا إلى الله واستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن ولاه إلى يوم الدين وبعد،
هذه هي عائشة رضي الله تعالى عنها التي تغار على زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولنا في كل حدث وحديث معها عبرةٌ وحكمة، عن ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: (كَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ فِي الرُّكُوعِ؟) قَالَ: (أَمَّا سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ). فَأَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: (افْتَقَدْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ ذَهَبَ إِلَى بَعْضِ نِسَائِهِ، فَتَحَسَّسْتُ ثُمَّ رَجَعْتُ، فَإِذَا هُوَ رَاكِعٌ أَوْ سَاجِدٌ) يَقُولُ: «سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ». فَقُلْتُ: (بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، إِنِّي لَفِي شَأْنٍ =تعني أمر الغيرة= وَإِنَّكَ لَفِي آخَرَ). =تعني من نبذ متعة الدنيا الإقبال على الله عز وجل= صحيح مسلم (485)
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: فَقَدْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً مِنَ الْفِرَاشِ فَالْتَمَسْتُهُ فَوَقَعَتْ يَدِي عَلَى بَطْنِ قَدَمَيْهِ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ وَهُمَا مَنْصُوبَتَانِ وَهُوَ يَقُولُ: «اللهُمَّ أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ» صحيح مسلم (486). {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (الزمر: 53).

اللهُمَّ إنا نَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْكَ لَا نُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ.

«اللهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ وَرَبَّ الْأَرْضِ وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ، فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى، وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ، نَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْءٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ، اللهُمَّ أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ، اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ، وَأَغْنِنَا مِنَ الْفَقْرِ».

«اللَّهُمَّ أَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِنَا، وَأَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِنَا، وَاهْدِنَا سُبُلَ السَّلَامِ، وَنَجِّنَا مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ، وَجَنِّبْنَا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَبَارِكْ لَنَا فِي أَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُلُوبِنَا وَأَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا، وَتُبْ عَلَيْنَا، إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ، وَاجْعَلْنَا شَاكِرِينَ لِنِعْمَتِكَ، مُثْنِينَ بِهَا، قَابِلِيهَا وَأَتِمَّهَا عَلَيْنَا». «اللَّهُمَّ اهْدِنَا، وَيَسِّرْ هُدَاكَ لَنَا، اللَّهُمَّ يَسِّرْنَا لِلْيُسْرَى، وَجَنِّبْنَا الْعُسْرَى، وَاجْعَلْنَا مِنْ أُولِي النُّهَى، اللَّهُمَّ لَقِّنَا نَضْرَةً وَسُرُورًا، وَاكْسُنَا سُنْدُسًا وَحَرِيرًا، وَحَلِّنَا أَسَاوِرَ إِلَهَ الْحَقِّ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا شَاكِرِينَ لِنِعْمَتِكَ مُثْنِينَ بِهَا قَائِلِيهَا، وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ». و{اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} (العنكبوت: 45)

ألقاها: أبو المنذر فؤاد بن يوسف أبو سعيد
بمسجد الحمد بالسطر الغربي- خانيونس- غزة
26 ربيع الآخر 1434 هلالية
وفق 8 مارس 2013 شمسية.

ام هُمام 03-09-2013 09:56 PM

«اللَّهُمَّ أَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِنَا، وَأَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِنَا، وَاهْدِنَا سُبُلَ السَّلَامِ، وَنَجِّنَا مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ، وَجَنِّبْنَا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَبَارِكْ لَنَا فِي أَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُلُوبِنَا وَأَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا، وَتُبْ عَلَيْنَا، إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ، وَاجْعَلْنَا شَاكِرِينَ لِنِعْمَتِكَ، مُثْنِينَ بِهَا، قَابِلِيهَا وَأَتِمَّهَا عَلَيْنَا». «اللَّهُمَّ اهْدِنَا، وَيَسِّرْ هُدَاكَ لَنَا، اللَّهُمَّ يَسِّرْنَا لِلْيُسْرَى، وَجَنِّبْنَا الْعُسْرَى، وَاجْعَلْنَا مِنْ أُولِي النُّهَى، اللَّهُمَّ لَقِّنَا نَضْرَةً وَسُرُورًا، وَاكْسُنَا سُنْدُسًا وَحَرِيرًا، وَحَلِّنَا أَسَاوِرَ إِلَهَ الْحَقِّ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا شَاكِرِينَ لِنِعْمَتِكَ مُثْنِينَ بِهَا قَائِلِيهَا، وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ»

آمال 03-09-2013 10:34 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل وسلم على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه الى يوم الدين
قصص رائعة من حياته وعبر اروع
بارك الله فيكم اخونا الفاضل اسامة خضر على نقلها وجعلها في ميزان حسناتكم
ونسأل الله ان يجزي الشيخ ابو المنذر خيرا على خطبه المفيدة والقيمة والشيقة
رزقنا الله جميعا الجنة


الساعة الآن 06:31 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع العودة الإسلامي

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009