ملتقى أحبة القرآن

ملتقى أحبة القرآن (http://www.a-quran.com/index.php)
-   ملتقى عقيدة أهل السنة و الجماعة (http://www.a-quran.com/forumdisplay.php?f=83)
-   -   القول العطر من القرآن والسنة والأثر في وجوب طاعة ولي الأمر (http://www.a-quran.com/showthread.php?t=2350)

almojahed 02-03-2011 03:42 AM

القول العطر من القرآن والسنة والأثر في وجوب طاعة ولي الأمر
 
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
فقد ورد العديد من الأحاديث الشريفة التي تبين أن طاعة ولاة الأمر لازمة ، وهي فريضة في المعروف ، ومن هذه الأحاديث ما يلي:

1- عن عُبَادة بن الصامت رضي الله عنه قال: « دعانا رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فبايعنا ، وكان فيما أخذ علينا أن بايعنا على السمع والطاعة ، في مكرهنا ومنشطنا ، وعسرنا ويسرنا ، وأثرة علينا ، وألا ننازع الأمرَ ، قال : " إلا أن تروا كفرا بواحا ، عندكم فيه من الله بُرْهان » رواه البخاري ومسلم .
2- وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم ، أنه قال: « من أطاعني فقد أطاع الله ، ومن عصاني فقد عصى الله ، ومن أطاع أميري فقد أطاعني ، ومن عصى أميري فقد عصاني » البخاري ومسلم .
3- وعن ابن عمر رضي الله عنه قال: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: « على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره إلا أن يؤمر بمعصية ، فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة » البخاري ومسلم
4- وعن أنس رضي الله عنه قال: " قال رسول الله صلى الله عليه و سلم « اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي كان رأسه زبيبة » البخاري ومسلم .
5 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم : أنه قال: « من خرج من الطاعة ، وفارق الجماعة ، فمات ، مات مِيْتَة جاهلية ، ومن قاتل تحت راية عميّة ، يغضب لعصبية ، أو يدعو لعصبية ، أو ينصر عصبية ، فقتلته جاهلية ، ومن خرج على أمتي يضرب بَرها وفاجرها ولا يتحاشى عن مؤمنها ولا يفي لذي عهد عهده فليس مني ولست منه » البخاري ومسلم .
6 - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: « الغزو غزوان: فأما من ابتغى به وجه الله ، وأطاع الإمام وأنفق الكريمة ، وياسر الشريك ، فإن نومه ونبهته ، أجر كله ، وأما من غزا فَخْرا ، ورياءَ وعصى الإمام وأفسد في الأرض ، فإنه لم يرجع بالكفاف » صحيح الترغيب .
7- و عن أبي بكرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم - « من أهان سلطان الله في الأرض أهانه الله " (حسن) انظر حديث رقم: 6111 في صحيح الجامع.
8- وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم « من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر عليه ، فإنه من فارق الجماعة شبرا فمات إلا مات ميتة جاهلية » البخاري ومسلم .
9- وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : « ثلاثة لا تسأل عنهم ، منهم : رجل فارق الجماعة وعصى إمامه ومات عاصيا » صحيح الجامع .
10- وعن وائل بن حجر رضي الله عنه قال: « قلنا يا رسول الله : أرأيت إنْ كان علينا أمراء يمنعونا حقنا ويسألونا حقهم؟ فقال: " اسمعوا وأطيعوا ، فإنما عليهم ما حُمِّلوا وعليكم ما حُمِّلتُم » مسلم .
11- خمس من فعل واحدة منهن كان ضامنا على الله من عاد مريضا أو خرج غازيا أو دخل على إمامه يريد تعزيره وتوقيره أو قعد في بيته فسلم الناس منه وسلم من الناس . ‌ رواه أحمد عن معاذ
12- عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما قال لما خرج أبو ذر إلى الزبدة لقيه ركب من أهل العراق فقالوا يا أبا ذر قد بلغنا الذي صنع بك فاعقد لواء يأتيك رجال ما شئت قال مهلا يا أهل الإسلام فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سيكون بعدي سلطان فاعزوه من التمس ذله ثغر ثغرة في الإسلام ولم يقبل منه توبة حتى يعيدها كما كانت " أبو عاصم في السنة ، وصححه الألباني في ظلال الجنة
13- وقال " من أهان سلطان الله في الأرض أهانه الله . الترمذي وقال " ‌ من أجل سلطان الله أجله الله يوم القيامة " صحيح الجامع .
*- وهذه بعض أقوال العلماء المحققين قديما وحديثا في وجوب السمع والطاعة لولي الأمر:
1- يقول الحافظ بن رجب : " وأما السمع والطاعة لولاة أمور المسلمين ففيها سعادة الدنيا ، وبها تنظيم مصالح العباد في معاشهم ، وبها يستعينون على إظهار دينهم وطاعة ربهم " جامع العلوم والحكم .
2- ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية " فطاعة الله والرسول واجبة على كل أحد ، وطاعة ولاة الأمور واجبة لأمر الله بطاعته ، فمن أطاع الله ورسوله بطاعة ولاة الأمر فأجره على الله ، ومن كان لا يطيعهم إلا لما يأخذه من الولاية والمال ، فإن أعطوه أطاعهم وإن منعوه عصاهم فما له في الآخرة من خلاق – أي لا أجر له في الآخرة - " مجموع الفتاوى .
*- فوائد السمع والطاعة لولي الأمر لكل من الفرد والمجتمع
1- امتثال أمر الله تعالى وابتدار طاعته ، فإن مَنْ أطاع بالمعروف فقد أطاع الله كما قال تعالى: { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ } النساء .

وفي الحديث الصحيح: « من أطاعني فقد أطاع الله ، ومن عصاني فقد عصى الله ، ومن أطاع أميري فقد أطاعني ، ومنى عصى أميري فقد عصاني » البخاري ومسلم .
ولا شك أن هذا الامتثال لأوامر الله من أعظم الأدلة على عبودية الإنسان لله ، وخضوعه وإيمانه به ربا وإلها شارعا
2- بطاعة ولي الأمر في المعروف تنتظم أمور الدولة وأحوالها كلها .
3- بالطاعة لولي الأمر تتماسك الأمة وتتحد كلمتها وتقوى الصلة بين أفرادها .
4- في طاعة ولي الأمر عموم الأمن والاستقرار في ربوع الدولة الإسلامية ، وهذا أمر واضح ، فالطاعة لأولي الأمر تعني سيطرة الشرع على كل التصرفات ، والتغلب على الهوى والنفس اللذين يَجُران إلى الجريمة والتمرد والعصيان ، وهذا يصل بإذن الله من تحقيق الأمن والاستقرار والطمأنينة في النفس والمجتمع والبلاد .
5- بالطاعة لولي الأمر تظهر الأمة المسلمة بمظهر الهيبة والقوة والرهبة أمام الأعداء ، فإذا كانت هذه الأمة تأتمر بأوامر قيادتها العُليْا في غير معصية الله ، فإن هذا سيكون له أثره على الأعداء بلا شك ، لما فيه من معاني الاتحاد والائتلاف والتماسك بين أفراد الأمة ، ولهذا يقول سبحانه: { وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ } الأنفال . ومعلوم أن لوازم طاعة الله ورسوله طاعة أولي الأمر .
6- بالطاعة لولي الأمر يستقر الأمن وتتفرغ الأمة للبناء والتعمير وتحقيق أهدافها التنموية لبناء الإنسان المسلم .
*- في المقابل الأضرار والمفاسد التي تترتب على عصيان ولي الأمر والتمرد عليه
1- التمرد على ولي الأمر يعد معصية لله جل وعلا ومخالفة لأمره سبحانه وتعالى بالطاعة لولي الأمر في غير معصية
2- التمرد على ولي الأمر فيه تمزيق لوحدة الأمة وتهديد لأمنها واقتصادها .
3- التمرد على ولي الأمر يعكر الأمن والاستقرار ويسبب الخوف والقلق لأفراد المجتمع
4- التمرد على ولي الأمر يفتح الباب واسعا لشتى الجرائم من سفك للدماء وقطع للطرق وغير ذلك .
*- إن السمع والطاعة لولاة أمر المسلمين أصل من أصول العقيدة السلفية ، قل أن يخلوَ كتاب فيها من تقريره وشرحه وبيانه ، وما ذاك إلا لبالغ أهميته وعظم شانه ، إذ بالسمع والطاعة لهم تنتظم مصالح الدين والدنيا معاً ، وبالافتيات عليهم قولاً أو فعلاً فساد الدين والدنيا ، وقد علم بالضرورة من دين الاسلام : أنه لا دين إلا بجماعة ولا جماعة إلا بإمامة ، ولا إمامة إلا بسمع وطاعة ، جاء في سنن الدارمي عن عُمَرُ أنه قال : إِنَّهُ لاَ إِسْلاَمَ إِلاَّ بِجَمَاعَةٍ ، وَلاَ جَمَاعَةَ إِلاَّ بِإِمَارَةٍ ، وَلاَ إِمَارَةَ إِلاَّ بِطَاعَةٍ ،
*- قال الحسن البصري في الأمراء : والله ما يستقيم الدِّين إلاَّ بهم ، وإنْ جاروا وظلموا ، والله لَمَا يُصْلحُ الله بهم أكثرُ ممَّا يُفسدون ، مع أنَّ - والله - إنَّ طاعتهم لغبطة، وإنَّ فرقتهم لكفرٌ " جامع العلوم والحكم
*-قال حنبلا في ولاية الواثق : اجتمع فقهاء بغداد إلى أبي عبد الله ، أبو بكر بن عبيد ، وإبراهيم بن علي المطبخي ، وفضل بن عاصم ، فجاءوا إلى أبي عبد الله ، فاستأذنت لهم ، فقالوا : يا أبا عبد الله ، هذا الأمر قد تفاقم وفشا ، يعنون إظهاره لخلق القرآن وغير ذلك ، فقال لهم أبو عبد الله : « فما تريدون ؟ قالوا : أن نشاورك في أنا لسنا نرضى بإمرته ، ولا سلطانه ، فناظرهم أبو عبد الله ساعة ، وقال لهم : » عليكم بالنكرة بقلوبكم ، ولا تخلعوا يدا من طاعة ، ولا تشقوا عصا المسلمين ، ولا تسفكوا دماءكم ودماء المسلمين معكم ، انظروا في عاقبة أمركم ، واصبروا حتى يستريح بر ، أو يستراح من فاجر « ، ودار في ذلك كلام كثير لم أحفظه ومضوا ، ودخلت أنا وأبي على أبي عبد الله بعدما مضوا ، فقال أبي لأبي عبد الله : نسأل الله السلامة لنا ولأمة محمد ، وما أحب لأحد أن يفعل هذا ، وقال أبي : يا أبا عبد الله ، هذا عندك صواب ، قال : لا ، هذا خلاف الآثار التي أمرنا فيها بالصبر » ، ثم ذكر أبو عبد الله قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : « إن ضربك فاصبر ، وإن . . . وإن فاصبر » ، فأمر بالصبر ، قال عبد الله بن مسعود : وذكر كلاما لم أحفظه « الخلال في السنة »
*- قال سهل بن عبد الله رحمه الله: لا يزال الناس بخير ما عظموا السلطان والعلماء، فإذا عظموا هذين أصلح الله دنياهم وأخراهم، وإذا استخفوا بهذين أفسد دنياهم " القرطبي
*- نقل بدر الدين ابن جماعة عن الطرطوشي في قوله تنعالى { وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ } قال : " قيل معناه : لولا أن الله تعالى أقام السلطان في الأرض يدفع القوي عن الضعيف ، وينصف المظلوم من ظالمه ؛ لتواثب الناس بعضهم على بعض ؛ فلا ينتظم لهم حال ولا يستقر لهم قرار فتفسد الأرض ومن عليها ، ثم امتن الله على عباده بإقامة السلطان لهم بقوله { وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ } تحرير الأحكام في تدبير أهل الاسلام
قال الألوسي في تفسير هذه الآية " وفي هذا تنبيه على فضيلة المُلك ، وأنه لولاه ما استتب أمر العلم
ولهذا قيل : الدين والملك توأمان ، ففي ارتفاع أحدهما ارتفاع الآخر ، لأن الدين أسُّ والملك حارس ، وما لا أس له فمهدوم ، وما لا حارس له فضائع " روح المعاني
*- قال الفقيه أبو عبد الله القلعي الشافعي في كتابه التهذيب " لو خلا عصر من إمام ، لتعطلت فيه الأحكام ، وضاعت الأيتام ، ولم يحج البيت الحرام
- لولا الأئمة والقضاة والسلاطين والولاة ، لما نكحت الأيامى ولا كفلت اليتامى
- لولا السلطان ؛ لكان الناس فوضى ولأكل بعضهم بعضا " .
* - قال علي بن أبي طالب " لا يصلح الناسَ إلا أمير بر أو فاجر " أخرجه البيهقي
*- وأورد الخلال عن أحمد قوله " لا بد للمسلمين من حاكم ، أتذهب حقوق الناس ؟!
*- وقال " الفتنة إذا لم يكن إمام يقوم بأمر الناس "
*- و الانقياد لمن والاه الله عز و جل أمركم لا تنزع يدا من طاعته و لا تخرج عليه بسيف حتى يجعل الله لك فرجا و مخرجا و لا تخرج على السلطان و تسمع و تطيع و لا تنكث بيعته فمن فعل ذلك فهو مبتدع مخالف مفارق للسنة للجماعة " حادي الأرواح
*- أدلة الطاعة من الآيات والأحاديث
1- قال تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }النساء59
2- وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وأكره ما لم يؤمر بمعصية فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة . متفق عليه
قوله " فيما أحب وكره " أي فيما وافق غرضه أو خالفه
قال المباركفوري في شرح الترمذي " وفيه أن الإمام إذا أمر بمندوب أو مباح وجب
قَالَ الْمُظْهِرُ : يَعْنِي سَمَاعُ كَلَامِ الْحَاكِمِ وَطَاعَتُهُ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ سَوَاءٌ أَمَرَهُ بِمَا يُوَافِقُ طَبْعَهُ أَوْ لَمْ يُوَافِقْهُ بِشَرْطِ أَنْ لَا يَأْمُرَهُ بِمَعْصِيَةٍ ، فَإِنْ أَمَرَهُ بِهَا فَلَا تَجُوزُ طَاعَتُهُ ، وَلَكِنْ لَا يَجُوزُ لَهُ مُحَارَبَةُ الْإِمَامِ . – تحفة الأحوذي
وَقَالَ النَّوَوِيُّ فِي شَرْحِ مُسْلِمٍ : قَالَ جَمَاهِيرُ أَهْلِ السُّنَّةِ مِنْ الْفُقَهَاءِ وَالْمُحَدِّثِينَ وَالْمُتَكَلِّمِينَ : لَا يَنْعَزِلُ الْإِمَامُ بِالْفِسْقِ وَالظُّلْمِ وَتَعْطِيلِ الْحُقُوقِ وَلَا يُخْلَعُ وَلَا يَجُوزُ الْخُرُوجُ عَلَيْهِ لِذَلِكَ ، بَلْ يَجِبُ وَعْظُهُ وَتَخْوِيفُهُ ، لِلْأَحَادِيثِ الْوَارِدَةِ فِي ذَلِكَ . قَالَ الْقَاضِي : وَقَدْ اِدَّعَى أَبُو بَكْرِ بْنُ مُجَاهِدٍ فِي هَذَا - الْإِجْمَاعَ -
*- ولا يفهم من ذلك أنه إذا أمر بمعصية ؛ فلا يسمع له مطلقا في كل أوامره ، بل يسمع له ويطاع مطلقا إلا في المعصية فلا سمع ولا طاعة " تهذيب الرياسة للقلعي
3- " عليك السمع والطاعة في عسرك ويسرك ومنشطك ومكرهك وأثرة عليك " رواه مسلم عن أبي هريرة . ‌ أي عليك بالسمع والطاعة في حالة الرضى والسخط ، والعسر واليسر ، والخير والشر . قاله ابن الأثير
*- " قَالَ الْعُلَمَاء : مَعْنَاهُ تَجِب طَاعَة وُلَاة الْأُمُور فِيمَا يَشُقّ وَتَكْرَههُ النُّفُوس وَغَيْره مِمَّا لَيْسَ بِمَعْصِيَةٍ ، فَإِنْ كَانَتْ لِمَعْصِيَةٍ فَلَا سَمْع وَلَا طَاعَة " قاله النووي في شرح مسلم ،
وقال " والأثرة : الاستئثار والاختصاص بأمور الدنيا عليكم " أي اسمعوا وأطيعوا وإن اختص الأمراء بالدنيا ، لوم يوصلوكم حقكم مما عندهم " شرح مسلم
4- سَأَلَ سَلَمَةُ بْنُ يَزِيدَ الْجُعْفِيُّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ قَامَتْ عَلَيْنَا أُمَرَاءُ يَسْأَلُونَا حَقَّهُمْ وَيَمْنَعُونَا حَقَّنَا فَمَا تَأْمُرُنَا فَأَعْرَضَ عَنْهُ ثُمَّ سَأَلَهُ فَأَعْرَضَ عَنْهُ ثُمَّ سَأَلَهُ فِي الثَّانِيَةِ أَوْ فِي الثَّالِثَةِ فَجَذَبَهُ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ وَقَالَ اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِمْ مَا حُمِّلُوا وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ
5- قَالَ حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا بِشَرٍّ فَجَاءَ اللَّهُ بِخَيْرٍ فَنَحْنُ فِيهِ فَهَلْ مِنْ وَرَاءِ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ هَلْ وَرَاءَ ذَلِكَ الشَّرِّ خَيْرٌ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ فَهَلْ وَرَاءَ ذَلِكَ الْخَيْرِ شَرٌّ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ كَيْفَ قَالَ يَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ لَا يَهْتَدُونَ بِهُدَايَ وَلَا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِي جُثْمَانِ إِنْسٍ قَالَ قُلْتُ كَيْفَ أَصْنَعُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ قَالَ تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلْأَمِيرِ وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ وَأُخِذَ مَالُكَ فَاسْمَعْ وَأَطِعْ
6- عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ خِيَارُ أَئِمَّتِكُمْ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمْ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا نُنَابِذُهُمْ بِالسَّيْفِ فَقَالَ لَا مَا أَقَامُوا فِيكُمْ الصَّلَاةَ وَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْ وُلَاتِكُمْ شَيْئًا تَكْرَهُونَهُ فَاكْرَهُوا عَمَلَهُ وَلَا تَنْزِعُوا يَدًا مِنْ طَاعَةٍ " رواه مسلم
7- مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَمَنْ يُطِعْ الْأَمِيرَ فَقَدْ أَطَاعَنِي وَمَنْ يَعْصِ الْأَمِيرَ فَقَدْ عَصَانِي وَإِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ فَإِنْ أَمَرَ بِتَقْوَى اللَّهِ وَعَدَلَ فَإِنَّ لَهُ بِذَلِكَ أَجْرًا وَإِنْ قَالَ بِغَيْرِهِ فَإِنَّ عَلَيْهِ مِنْهُ " رواه البخاري
8- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَإِنْ اسْتُعْمِلَ حَبَشِيٌّ كَأَنَّ رَأْسَهُ زَبِيبَةٌ " رواه البخاري
9- عن عبادة بن الصامت ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « اسمع وأطع في عسرك ويسرك ، ومنشطك ومكرهك ، وأثرة عليك ، وإن أكلوا مالك وضربوا ظهرك ، إلا أن يكون معصية » صحيح ابن حبان – صحيح ظلال الجنة-
10- عن معاوية ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « إن السامع المطيع لا حجة عليه ، وإن السامع العاصي لا حجة له » السنة لابن أبي عاصم بسند جيد
11-عن عدي بن حاتم قال قلنا يا رسول الله لا نسألك عن طاعة من اتقى ولكن من فعل وفعل فذكر الشر فقال اتقوا الله واسمعوا وأطيعوا " صحيح ظلال الجنة
12- عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « ليس السمع والطاعة فيما تحبون ، فإذا كرهتم أمرا تركتموه ، ولكن السمع والطاعة ، فيما كرهتم وأحببتم ، فالسامع المطيع لا سبيل عليه ، والسامع العاصي لا حجة له » أخرجه ابن زنجويه في كتاب الأموال وفيه ابن لهيعة وهو صدوق خلط بعد احتراق كتبه ، ولمتن هذا الحديث شواهد كثيرة
13- عن عبد الله بن الصامت ، يقول : قدم أبو ذر على عثمان من الشام ، فقال : يا أمير المؤمنين ، افتح الباب حتى يدخل الناس ، أتحسبني من قوم يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم ؟ يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية ، ثم لا يعودون فيه حتى يعود السهم على فوقه ؟ هم شر الخلق والخليقة ، والذي نفسي بيده ، لو أمرتني أن أقعد لما قمت ، ولو أمرتني أن أكون قائما لقمت ما أمكنتني رجلاي ، ولو ربطتني على بعير لم أطلق نفسي حتى تكون أنت الذي تطلقني ، ثم استأذنه أن يأتي الربذة ، فأذن له فأتاها ، فإذا عبد يؤمهم ، فقالوا : أبو ذر فنكص العبد ، فقيل له : تقدم ، فقال : أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث : « أن أسمع وأطيع ، ولو لعبد حبشي مجدع الأطراف " صحيح ابن حبان
14- روى المقدام أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « أطيعوا أمراءكم مهما كان ، فإن أمروكم بشيء مما لم آتكم به ، فهو عليهم ، وأنتم منه براء ، وإن أمروكم بشيء مما جئتكم به فإنهم يؤجرون عليه ، وتؤجرون عليه ، ذلكم بأنكم إذا لقيتم ربكم قلتم : ربنا لا ظلم . فيقول : لا ظلم . فتقولون : ربنا ، أرسلت إلينا رسلا فأطعناهم ، واستخلفت علينا خلفاء فأطعناهم ، وأمرت علينا أمراء فأطعناهم . فيقول : صدقتم ، هو عليهم ، وأنتم منه براء » رواه ابن أبي عاصم في السنة وهو في صحيح ظلال الجنة بنحوه
15- عن أبي أمامة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « إنه لا نبي بعدي ، ولا أمة بعدكم ، ألا فاعبدوا ربكم ، وصلوا خمسكم ، وصوموا شهركم ، وأدوا زكاة أموالكم طيبة بها أنفسكم ، وأطيعوا أمراءكم ، تدخلوا جنة ربكم » صحيح ظلال الجنة
16- قال شيخ الاسلام ابن تيمية مجموع الفتاوى 35/12 ما نصه " وأما أهل العلم و الدين و الفضل فلا يرخصون لأحد فيما نهى الله عنه من معصية و لاة الأمور و غشهم والخروج عليهم بوجه من الوجوه كما قد عرف من عادات أهل السنة و الدين قديما و حديثا و من سيرة غيرهم وقد ثبت فى الصحيح عن ابن عمر رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه و سلم أنه قال ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة عند أسته بقدر غدره قال و إن من أعظم الغدر يعنى بإمام المسلمين و هذا حدث به عبد الله بن عمر
- وقال أيضاً " و فى صحيح مسلم عن نافع قال جاء عبد الله بن عمر الى عبد الله بن مطيع حين كان من أمر الحرة ما كان زمن يزيد بن معاوية فقال اطرحوا لأبي عبد الرحمن و سادة فقال إنى لم آتك لأجلس أتيتك لأحدثك حديثا سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من خلع يدا لقي الله يوم القيامة و لا حجة له و من مات و ليس فى عنقه بيعة مات ميتة جاهلية و فى الصحيحين عن ابن عباس رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر عليه فإنه ليس أحد من الناس يخرج من السلطان شبرا فمات عليه إلامات ميتة جاهلية و فى صحيح مسلم عن أبى هريرة رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال من خرج من الطاعة و فارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية و من قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبية أو يدعو الى عصبية أو ينصر عصبية فقتل فقتله جاهلية و فى لفظ ليس من أمتى من خرج على أمتى يضرب برها و فاجرها و لا يتحاشا من مؤمنها و لا يوفي لذي عهدها فليس منى و لست منه
فالأول هو الذي يخرج عن طاعة و لي الأمر و يفارق الجماعة
*- قال الامام أحمد لا يتعرض للسلطان فإن سيفه مسلول – الأداب الشرعية –
*- جاء عن أنس بن مالك قال " نهانا كبراؤنا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا تسبوا امراءكم ولا تغشوهم ولا تبغضوهم واتقوا الله واصبروا فإن الأمر قريب "
*- جاء عن سويد بن غفلة قال : قال لي عمر بن الخطاب رضي الله عنه " لعلك تخلف بعدي فأطع الإمام وإن كان عبداً حبشياً ، وإن ضربك فاصبر ، وإن حرمك فاصبر ، وإن دعاك إلى أمر منقصة من دنياك فقل سمعاً وطاعة ، دمي دون ديني " رواه الآجري في الشريعة (7. ،71 ) . قال محمد بن الحسين : فان قال قائل : أين الذي يحتمل عندك قول عمر رضي الله عنه فيما قاله ؟ قيل له : يحتمل - والله تعالى أعلم - أن نقول : من أمر عليك من عربي أو غيره أسود أو أبيض أو أعجمي فأطعه فيما ليس لله عز وجل فيه معصية وإن ظلمك حقا لك وإن ضربك ظلما لك وانتهك عرضك وأخذ مالك فلا يحملك ذلك على أنه يخرج عليه سيفك حتى تقاتله ولا تخرج مع خارجي حتى تقاتله ولا تحرض غيرك على الخروج عليه ولكن اصبر عليه
وقد يحتمل به أن يدعوك إلى منقصة في دينك من غير هذه الجهة ويحتمل أن يأمرك بقتل من لا يستحق القتل أو بقطع عضو من لا يستحق ذلك أو بضرب من لا يحل ضربه أو بأخذ مال من لا يستحق أن يؤخذ ماله أو بظلم من لا يحل له ولا لك ظلمه فلا يسعك أن تطيعه فإن قال لك : إن لم تفعل ما امرك به قتلتك أو ضربتك فقل : دمي دون ديني لقول النبي صلى الله عليه وسلم : [ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق عز وجل ] ولقوله صلى الله عليه وسلم : [ إنما الطاعة في المعروف
*- وجاء عن حذيفة رضي الله عنه قال " ليس من السنة أن ترفع السلاح على إمامك
وجاء عن سفيان الثوري أنه قال لشعيب بن حرب موصياً له " يا شعيب لا ينفعك ما كتبت - أي من العلم وتدوين الحديث - حتى ترى الصلاة خلف كل بر وفاجر ، والجهاد ماضٍ إلى يوم القيامة ، والصبر تحت لواء السلطان جار أم عدل
*- قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله " من خرج على إمام من أئمة المسلمين وقد كان الناس اجتمعوا عليه ، وأقروا له بالخلافة بأي وجه كان : بالرضا أو بالغلبة ، فقد شق هذا الخارج عصا المسلمين ، وخالف الآثار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإن مات الخارج عليه ، مات ميتة جاهلية ، ولا يحل قتال السلطان ، ولا الخروج عليه لأحد من الناس ، فمن فعل ذلك فهو مبتدع على غير السنة والطريق
*- قال الحسن البصري رحمه الله " اعلم أن جور الملوك من نقم الله تعالى ونِقَم الله لا تُلاقى بالسيوف وإنما تُتَّق وتُستَدفَع بالتوبة والإنابة والاقلاع عن الذنوب ، إنَّ نِقَم الله متى لُقَيَت بالسيف كان السيف أقطع ، وقال أيضاً : لقد حدَّثني مالك بن دينار أن الحجاج كان يقول : اعلموا أنكم كلما أحدثتم ذنباً أحدث الله في سلطانكم عقوبة 0
*-ولقد حُدِّثت أن قائل قال للحجاج إنك تفعل بإمة رسول الله صلى الله عليه وسلم " كيت وكيت " فقال الحجاج أجل إنما أنا نقمة على أهل العراق لمَّا أحدثوا في دينهم ما أحدثوا وتركوا من شرائع دينهم ما تركوا
*- وقيل أن الحسن البصري سمع رجلاً يدعو على الحجاج فقال لا تفعل رحمك الله إنهم من أنفسكم أوتيتم إنما أخاف إن عُزِلَ الحجاج أو مات أن تليكم القردة والخنازير 0
*- وقال رحمه الله تعالى : والله لو أنَّ الناس إذا ابتلوا من قبل سلطانهم صبروا ما لبثوا أن يرفع الله عز وجل عنهم ذلك ، وذلك إنهم يفزعون إلى السيف فيوكلون إليه ووالله ما جاؤوا بيوم خير قط ثم تلا {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ }الأعراف137 0
*- وقال أيضاً " إن الحجاج عذاب الله فلا تدفعوا عذاب الله بأيديكم ولكن عليكم بالاستكانة والتضرع ، فإن الله تعالى يقول : {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ} " الأنعام 42 " 0
*- وقال : بلغني أن رجلاً كتب إلى بعض الصالحين يشكو إليه جور العمال ، فكتب إليه إنه ليس ينبغي لمن عمل بالمعصية أن ينكر العقوبة ، وما أظن الذي أنتم فيه إلا من شؤم الذنوب " من كتاب آداب الحسن البصري لابن الجوزي (ص 119-120 )
*- قال ابن القيم رحمه الله : وتأمل حكمته تعالى في أن جعل ملوك العباد وأمرائهم وولاتهم من جنس أعمالهم ، بل كأن أعمالهم ظهرت في صورة ولاتهم وملوكهم :
- فإن استقاموا استقاموا ملوكهم
- وإن عدلوا عدلت عليهم . - أي إذا حكموا بالعدل فيما بينهم ، حكمت ملوكهم وأمراؤهم بينهم بالعدل .- يحضرني هنا مسألة ألا وهي : ويا للأسف تجد في مجالس لكبراء البلد من مخاتير وغيرهم ، يجلسون للصلح بين عائلتين أو غير ذلك ، فلا يحكِّموا شرع الله فيما بينهم ، بل قد يصل الحال ببعضهم بل أكثرهم أن يكرم فلان كبير العشيرة ويتنازل عن حقه فيقول : لوجه فلان أتنازل عن حقي ، علماً يكون قد توجهوا إليه قبل هذا بالله العظيم رب السموات ورب والأرض رب العرش العظيم فلم يتنازل عن حقه ؟! سبحان ذي العزة والجبروت أنظروا إلى هذا النقيد هم لا يحكِّمون شرع الله فيما بينهم ويريدون من حكامهم أن يحكموا بينهم بشرع الله ، فتامَّل ! أما علموا أن الجزاء من جنس العمل ، والذي يزرع الشوك لا يحصد العنب وكما تدين تدان .
نتابع قول ابن القيم رحمه الله - وإن جاروا - أي ظلموا - جارت - أي ظلمت - ملوكهم وولاتهم .
- وإن ظهر فيهم المكر والخديعة فولاتهم كذلك .
- وإن منعوا حقوق الله لديهم - إي كالزكاة والصدقات وغير ذلك - وبخلوا بها ؛ منعت ملوكهم وولاتهم ما لهم عندهم من حق وبخلوا بها عليهم .
- وإن أخذوا ممن يستضعفونه ما لا يستحقونه في معاملتهم أخذت منهم الملوك ما لا يستحقونه ، وضربت عليهم المكوث - أي الضرائب - والوظائف ، وكل ما يستخرجونه من الضعيف يستخرجه الملوك منهم بالقوة ، فَعُمَّالُهم ظهرت في صورة أعمالهم .
وليس في الحكمة الإلهية أن يولي على الأشرار الفجار إلا من يكون من جنسهم .
ولمَّأ كان الصدر الأول خيار القرون وأبرها كانت ولاتهم كذلك ، فلما شابوا شيبت لهم الولاة ، فحكمةالله تأبى أن يولي علينا ، في مثل هذا الزمان مثل معاوية ، وعمر بن عبد العزيز فضلاً عن مثل أبي بكر وعم ، بل ولاتنا على قدرنا ، وولاة من قبلنا على قدرهم ، وكل من الأمرين موجب الحكمة ومقتضاها . "
عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : اسمعوا لهم وأطيعوا في عسركم ويسركم ومنشطكم ومكرهكم وأثرة عليكم ولا تنازعوا الأمر أهله وإن كان لكم " مسند الشاميين للطبراني
*- وجاء عن علقمة بن وائل الحضرمي عن أبيه رضي الله عنه قال : سأل يزيد بن سلمة الجعفي رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أرأيت إن قامت علينا أمراء فسألونا حقهم ومنعونا حقنا فما تأمرنا ؟ فأعرض عنه ثم سأله الثانية والثالثة فجبذه الأشعث بن قيس الكندي رضي الله عنه وقال : اسمعوا واطيعوا فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم " صحيح الترمذي
*- قال عليه الصلاة والسلام : خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم فقلنا : يارسول الله أفلا ننابذهم على ذلك ؟ قال : لا ما أقاموا فيكم الصلاة ألا من ولي عليكم منهم فرآه يأتي شيئا من معصية الله عز وجل فلينكر ما ياتي من معصية الله عز وجل ولا تنزعن يدا من طاعة الله عز وجل ] صحيح الجامع
*- قال ابن تيمية في منهاج السنة " 3 / 391 - 392 " كان المشهور من مذهب أهل السنة أنهم لا يرون الخروج على الأئمة وقتالهم بالسيف وإن كان فيهم ظلم كما دلت على ذلك الأحاديث الصحيحة المستفيضة عن النبي صلى الله عليه وسلم لأن الفساد في القتال والفتنة أعظم من الفساد الحاصل بظلمهم بدون قتال ولا فتنة فلا يدفع أعظم الفسادين بالتزام أدناهما ولعله لا يكاد يعرف طائفة خرجت على ذي سلطان إلا وكان في خروجها من الفساد ما هو أعظم من الفساد الذي أزالته
ثم قال " وفي صحيح مسلم عن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سيكون أمراء فتعرفون وتنكرون فمن عرف برىء ومن أنكر سلم ولكن رضي وتابع قالوا أفلا نقاتلهم قال لا ماصلوا "
وفي الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إنكم سترون بعدي أثرة وأمورا تنكرونها قالوا فما تأمرنا يا رسول الله قال تؤدون الحق الذي عليكم وتسألون الله الذي لكم
*- وفي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر عليه فإنه من فارق الجماعة شبرا فمات إلا مات ميتة جاهلية وفي لفظ فإنه من خرج من السلطان شبرا فمات مات ميتة جاهلية واللفظ للبخاري وقد تقدم قوله صلى الله عليه وسلم لما ذكر أنهم لا يهتدون بهديه ولا يستنون بسنته قال حذيفة كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك قال تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع فهذا أمر بالطاعة مع ظلم الأمير وتقدم قوله صلى الله عليه وسلم من ولى عليه وال فرآه يأتي شيئا من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يدا عن طاعة وهذا نهي عن الخروج عن السلطان وإن عصى
*- قال النووي " هَذَا مِنْ مُعْجِزَات النُّبُوَّة ، وَقَدْ وَقَعَ هَذَا الْإِخْبَار مُتَكَرِّرًا ، وَوُجِدَ مُخْبَره مُتَكَرِّرًا . وَفِيهِ : الْحَثّ عَلَى السَّمْع وَالطَّاعَة ، وَإِنْ كَانَ الْمُتَوَلِّي ظَالِمًا عَسُوفًا ، فَيُعْطَى حَقّه مِنْ الطَّاعَة ، وَلَا يُخْرَج عَلَيْهِ وَلَا يُخْلَع ؛ بَلْ يُتَضَرَّع إِلَى اللَّه تَعَالَى فِي كَشْف أَذَاهُ ، وَدَفْع شَرّه وَإِصْلَاحه " – شرح صحيح مسلم –
*- قال الحافظ في الفتح " 13/ 7 وقد أجمع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتغلب والجهاد معه وأن طاعته خير من الخروج عليه لما في ذلك من حقن الدماء وتسكين الدهماء
*- قال النووي في شرح مسلم 12 / 222 " باب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية ( وتحريمها في المعصية ) أجمع العلماء على وجوبها في غير معصية وعلى تحريمها في المعصية نقل الاجماع على هذا القاضي
قال السيوطي في شرح سنن النسائي " إنما الإمام جنة أي كالترس قال القرطبي أي يقتدى برأيه ونظره في الأمور العظام والوقائع الخطرة ولا يتقدم على رأيه ولا ينفرد دونه بأمر مهم يقاتل من ورائه قال النووي أي يقاتل معه الكفار ولا ينفرد دونه بأمر يقاتل من ورائه قيل المراد أنه يقاتل قدامه فوراء ها هنا بمعنى أمام ولا يترك يباشر القتال بنفسه لما فيه من تعرضه للهلاك وفيه هلاك الكل
*- قال أبو محمد المقدسي في لمعة الاعتقاد " ونرى الحج والجهاد ماضيا مع كل إمام برا كان أو فاجرا وصلاة الجمعة خلفهم جائزة 1/173
*- قال الآجري في الشريعة " باب في السمع والطاعة لمن ولي أمر المسلمين والصبر عليهم وإن جاروا وترك الخروج عليهم ما أقاموا الصلاة
*- أخبرنا أبو زكريا يحيى بن محمد البحتري الجبائي قال : عن عمرو بن يزيد صاحب الطعام قال : سمعت الحسن أيام يزيد بن المهلب يقول : - وأتاه رهط - فأمرهم أن يلزموا بيوتهم ويغلقوا عليهم أبوابهم ثم قال : والله لو أن الناس إذا ابتلوا من قبل سلطانهم صبروا ما لبثوا أن يرفع الله عز وجل ذلك عنهم وذلك أنهم يفزعون الى السيف فيوكلون إليه ووالله ما جاؤوا بيوم خير قط ثم تلا : { وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون }
*- وأما ما يقع من ظلمهم وجورهم بتأويل سائغ أو غير سائغ فلا يجوز أن يزال لما فيه من ظلم وجور كما هو عادة أكثر النفوس تزيل الشر بما هو شر منه وتزيل العدوان بما هو أعدى منه الخروج عليهم يوجب من الظلم الفساد من ظلمهم فيصبر عليه كما يصبر عند الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، قال تعالى { وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ } لقمان17 – مجموع الفتاوى-
*- وقال عليه الصلاة والسلام " إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني غدا علي الحوض " متفق عليه .
*- قال أبو الدرداء " وإن أول نفاق المرء طعنه على إمامه » البيهقي
*- جاء عن أبي الدرداء ، قال : إياكم ولعن الولاة ، فإن لعنهم الحالقة ، وبغضهم العاقرة . قيل : يا أبا الدرداء ، فكيف نصنع إذا رأينا منهم ما لا نحب ؟ قال : اصبروا ، فإن الله إذا رأى ذلك منهم حبسهم عنكم بالموت " السنة لابن أبي عاصم
*- من كتاب التاريخ للبخاري " رجل شتم الحجاج بعد حرقه الكعبة عند ابن عباس فقال له " لا تكن عوناً للشيطان "
*- جاء في كتاب التمهيد عن أبي اسحاق السَّبَيْعي أنه قال " ما سب قوم أميرَهم ، إلا حرموا خيره "
*- جاء عن أبي مجلز ، قال : « سب الإمام الحالقة ، لا أقول : حالقة الشعر ، ولكن حالقة الدين » - الأموال لابن زنجويه
*- جاء عن إدريس الخولاني ، وهو يقص في زمان عبد الملك ، يقول : « إياكم والطعن على الأئمة ؛ فإن الطعن عليهم هي الحالقة ، حالقة الدين ليس حالقة الشعر ، ألا إن الطعانين هم الخائبون ، وشرار الأشرار » الأموال لابن زنجويه
*- جاء عن ابن المبارك قال من استخف بالعلماء ذهبت آخرته ومن استخف بالامراء ذهبت دنياه ومن استخف بالاخوان ذهبت مروءته – تاريخ دمشق لابن عساكر.

تم بحمد الله
جمعه و رتبه فضيلة شيخنا أبو محمود أحمد رزوق حفظه الله

:2:

أبو خطاب 02-03-2011 01:55 PM

بارك الله فيك وجزاك كل خير موضوع رائع
أثابك الله

ابو عبد الرحمن 02-03-2011 07:39 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا اخي ابو جبريل على هذا الطرح وبارك الله فيك وفي شيخنا ابو محمود

كم نحن بحاجة الى مراجعة أنفسنا وخاصة في هذا الوقت وقت الفتن ونعمل بوصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم

بوركت وسلمت يداك

ابو احمد قنديل 02-09-2011 09:33 AM

بارك الله فيك وجزاك كل خير

أبوالنور 04-09-2011 01:50 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها
وبارك الله بك اخي ابوجبريل

mohamed sa 11-24-2011 02:48 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لن اطول الحديث عن هذا الموضوع سوف اقول كلمتين ولكنهم بهم الدلاله لاءنه موضوع لا يحتاج الكثير من التفكير وهذا الذى ضعف امتنا التفكير فى اشياء سهلة المنال وسهل جدا ان نقول راءينا لانه من كتاب الله وسنة رسوله المهم لن ازيد فى الكلام لاءن هذا الموضوع يضيق له صدرى خصوصا كلمة الظلم واسماء الظالمين عليهم لعنة الله اجمعين فلا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق فهمنى طبعا فاءذا كان الامير او الحاكم ظالم فقد عصى الله اذا لا طاعة له ولن ازيد فهم من فهم وابى من ابى والله الموفق وهذا كلام من الاخر وواضح ومن ظلم نفسه للناس اصبح اظلم الناس موضوع ليس محتاج لفتوى ولا تفكير ولا فلسفه عمياء عمياء عمياء وسلام على من اتبع الهدى وبارك الله فيكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الساعة الآن 10:53 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع العودة الإسلامي

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009