ملتقى أحبة القرآن

ملتقى أحبة القرآن (http://www.a-quran.com/index.php)
-   قسم تفسير القرآن الكريم (http://www.a-quran.com/forumdisplay.php?f=78)
-   -   قصة آية وجوب طاعة الله ورسوله (http://www.a-quran.com/showthread.php?t=17486)

ام هُمام 01-11-2017 08:01 PM

قصة آية وجوب طاعة الله ورسوله
 
:1:
قصة آية وجوب طاعة الله ورسوله
(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا (36) وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا (37) مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا (38) الأحزاب)
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. حيّاكم الله أيها الإخوة المشاهدون الكرام في برنامجكم قصة آية، هذا البرنامج الذي يأتيكم من وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية. الوقوف مع آيات القرآن الكريم نعمة عظيمة لا يعرفها حق المعرفة إلا من وفّقه الله إليها وذاقها وتدبرها وعاش في ظلالها ونسأل الله أن يجعلنا وإياكم أيها الإخوة المشاهدون وجميع من معنا أن يجعلنا من هؤلاء فهذا محضُ فضلٍ وتوفيق من الله سبحانه وتعالى. سنتوقف اليوم مع آية من آيات سورة الأحزاب، وهي قصة طريفة وقعت لزينت بنت رضي الله عنها، وهي ابنة عمة النبي صلى الله عليه وسلم .عندما خطبها النبي صلى الله عليه وسلم وظنّت زينب أنه يخطبها لنفسه، فلما علمت أنه يخطبها لزيد بن حارثه رفضت. كيف أقنعها النبي صلى الله عليه وسلم؟ وما هي الآيات التي نزلت فيها؟
النبي صلى الله عليه وسلم قبل الإسلام وهو رجل معروف بأمانته، ومعروف بنَسَبِه عليه الصلاة والسلام .وهذا الشاب الصغير زيد بن حارثة قد جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وجاء إلى مكة فتبنّاه النبي صلى الله عليه وسلم حتى أصبح يقال له زيد بن محمد وهو أهل الطائف تقريباً .فلما بلغ والده وعمه أنه موجود في مكة، وأنه عنده محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم يريدون ابنهم زيد، فالنبي صلى الله عليه وسلم نادى زيد وقال هل تعرف هؤلاء؟ قال نعم هذا والدي وهذا عمي، ففرحوا وقالوا سيقبلنا .لأنهم جاءوا الي النبي صلى الله عليه وسلم يقولون ما نعطيك ما تشاء من المال نريد ابننا.


:2:

ام هُمام 01-11-2017 08:06 PM

فقال النبي صلى الله عليه وسلم تذهب مع أبيك ومع عمك، أو تبقى معي؟ طبعاً هم ما شكّوا أنه سيختارهم .فقال لا، أبقى معك. فالنبي صلى الله عليه وسلم قال طبعاً بعد هذه الحادثة قال لقريش وقال للناس أشهدكم أن زيد ابني يرثني وأرثه، وأصبح يعرف بزيد بن محمد .وهذا كان معروفاً قبل الإسلام مسألة التبني، أن يتبنى الرجل الابن فيصبح ابنه يرثه ويرثه. فزيد بن حارثة رضي الله عنه أصبح يُنسَب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعاش سنين طويلة وهو مع النبي صلى الله عليه وسلم. أراد الله سبحانه وتعالى أن يُبطِل هذه العادة الاجتماعية، عادة متأصلة عند العرب، وهي التبني .عادة قديمة وهذه العادة متأصلة، والناس يتبنون الأطفال ثم يعيشون بينهم، وهم ليسوا من أبنائهم، وليسوا من أصلابهم، ويختلطون ببناتهم. كيف يُبطِل الله هذه العادة؟ انظر سبحان الله العظيم! كيف المنهج التشريعي كيف أنه يـأتي فيُبطل التشريع المخالِف بواسطة النبي صلى الله عليه وسلم ويصبح هو يكون هو القدوة في إبطال هذه العادة الجاهلية .ولذلك حتى النبي صلى الله عليه وسلم كان يمارس هذا عندما قال في الحجّ “ألا إن كل ربا موضوع، إلا أن ربا الجاهلية موضوع، وأول رباً أضعه ربا عمي العباس” يبدأ بنفسه. وعندما قال “لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها” ما في مجاملات .فالله سبحانه وتعالى أمر النبي صلى الله عليه وسلم بأن يزّوج زينب بنت الأسدية بنت عمة النبي صلى الله عليه وسلم وكانت امرأة جميلة وشريفة ونسيبة، أن يزوجها بزيد مولاه. فلما خطب النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت ظنت أنه يخطبها لنفسه فلما علمت أنه يخطبها لزيد امتنعت، قالت كيف أتزوجه وأنا أرفع منه حسباً ونسباً؟! فأنزل الله هذه الآية (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِينًا) لو نظرنا في القصة نفسها بظاهرها، الحقيقة فيها نوع من الإهانة لزينب رضي الله عنها وأرضاها، كيف أتزوج مولى؟! وليس من رؤوس العرب، وليس نسبه من نسبها؟! ولكن العاقبة عظيمة وحميدة. الله سبحانه وتعالى أراد أن يبطل هذه العادة الجاهلية، فاستخدم فيها زينب وزيد والنبي صلى الله عليه وسلم .فلما تزوجت زينب، لما نزلت هذه الآية رضخت لأمر الله، وهذه فائدة الصحابة رضي الله عنهم كانوا ينقادون لأمر الله وقّافين عند حدود الله، وإلا هذه أن تقبل امرأة أسدية نسيبة شريفة، بنت عمة النبي صلى الله عليه وسلم أنها تتزوج مولى، ما هي سهلة والله! لا هي عليها ولا على أهلها وسبحان الله! الناس اليوم يرفضون أنهم يزوجون من قبيلة أخرى أو في كذا، أو في كذا

ام هُمام 01-11-2017 08:10 PM

النبي صلى الله عليه وسلم مستجيب لأمر الله، لما نزلت الآية سمعتها زينب قالت سمعاً وطاعة رضي الله عنها وأرضاها وتزوجت زيداً. فلما تزوجت زيد وبقيت معه مدة شعر زيد أنها تتعالى عليه وساءت العشرة بينهما، فكان زيد يشكو للنبي صلى الله عليه وسلم فهو بمثابة والده، وأسرّ للنبي صلى الله عليه وسلم أنه لم يبقَ له رغبة في الاستمرار مع زينب بنت ، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول له اتق الله وأمسك عليك زوجك، ولذلك الآية (وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ) الحقيقة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أخبره جبريل أنه سوف يُطلق زيد زينب، وسوف يزوّجه بها، سوف يتزوج صلى الله عليه وسلم بزينب بنت عمته بأمر من الله سبحانه وتعالى. طبعاً النبي صلى الله عليه وسلم يعني سيكون لهذا الفعل ردة فعل عنيفة في المجتمع لأسباب، ليس لأنه تزوج زينب بنت عمته فهذا شيء طبيعي، لكن أنه يتزوج زوجة مولاه وهو أصبح يُعرف عند الناس بأنه زيد بن محمد، كيف تتزوج زوجة ابنك؟!
أولاً هذا ليس ابن النبي صلى الله عليه وسلم وإنما هو متبنيه تبنياً والله يريد أن يُبطِل عادة التبني تماماً، ويقول للناس ابنك هذا من التبني هذا أجنبيٌ عنك، يحلّ لك أن تتزوج زوجته إذا طلّقها .طبعاً الحقيقة كان هذا فيه شدة على النبي صلى الله عليه وسلم وشعر أنه سيكون لها ردّة فعل في المجتمع. فهذا معنى قوله (وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ) متخوف النبي صلى الله عليه وسلم من ردة الفعل هذه وإلا ما زال بعض الذين يذهبون مذهباً خاطئاً في فهم هذه الآية يقولون أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب زينب بنت ، وأنه كان يتمنى أن تتطلق من زيد ويتزوجها، أبداً، فهو الذي خطبها لزيد ابتداءً عليه الصلاة والسلام ولو شاء لخطبها ابتداءً وهي بِكر. لكن النبي صلى الله عليه وسلم ما يريدها كان يريدها لزيد، فلما طلقها زيد فعلاً، ولاحظ سبحان الله العظيم، القرآن الكريم عجيب، يعني لم يُذكر أحدٌ من الصحابة الكرام باسمه في القرآن الكريم، إلا زيد رضي الله عنه وأرضاه إكراماً له في هذه الآية (فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا). فلِأن زيد شعر بنوع من الإهانة من تصرفات زينب وأنه هو أقل منها نسباً، فالله سبحانه وتعالى إكراماً له ماذا صنع؟ ذكره في القرآن الكريم، وذكره باسمه، لم يذكر في القرآن أبا بكر، ولم يذكر عمر، ولم يذكر عثمان، ولم يذكر عليّ، أبداً، كل هؤلاء لم يذكروا وذكر زيداً رضي الله عنه وأرضاه لأن الله سبحانه وتعالى إبتلاه في هذه القصة، لكي يبطل هذه العادة الجاهلية، وإلا زيد تزوج بعد ذلك. فلما طلقها زيد وتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بأمر الله ولذلك نصّ الآية (فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا) ماذا فعلنا؟ (زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا)، هذا الهدف. ولذلك حتى من مقاصد نكاح النبي صلى الله عليه وسلم لزوجات أكثر من زوجة، لها مقاصد تشريعية، يعني مثلاً نكاحه لزينب كان لهذا المقصد العظيم، أولاً جبر الله فيه خاطر زينب رضي الله عنها أنها بعد أن تزوجت زيداً من هو الذي تزوجها بعده؟ الرسول عليه الصلاة والسلام، ليس أكرم على الله منه لا نسباً ولا مكانة.

ام هُمام 01-11-2017 08:14 PM

ولذلك هي كانت تفخر على زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وتقول زوّجكن أهاليكنّ وأنا زوّجني الله. الأمر الثاني أن الله جبر خاطر زيد أيضاً عندما ذكره وصرّح باسمه في القرآن. الأمر الثالث أن الله سبحانه وتعالى أبطل عادة التبني هذه تماماً، تسامع الناس ونزل القرآن بشأنها فبطلت تلك العادة بطلاناً وما أجمل أنك تبطل العادة بواسطة القدوة التي يقتدي الناس به. يعني لو كان الله ذكر هذا تشريعاً فقط مجرداً، وجاءت آية وقالت ما ينبغي لكم أنكم تتبنون، ويجوز لكم أن تنكحوا أزواجهم، آية في القرآن، ولكنه لم يفعل ذلك وإنما ابتلى النبي صلى الله عليه وسلم وابتلى زينب بنت عمته، ومولاه زيد، وكانت هذه القصة بهذه الطريقة فرسخت .
قد يسأل أحدهم سؤالاً في هذا الجانب بالنسبة يعني زينب رضي الله تعالى عنها وابتليت وكون الأمر يأتيها من الله سبحانه وتعالى بأن تقبل بزيد، لكنها يعني ترددت أو كانت في معاشرتها لزيد كان فيها نوع من قسوة ما قد يأتي إنسان يدخل من هذا المدخل والعياذ بالله، فيقول حتى زينت صحيح رضيت به زوجاً، لكنها ما أحسنت معه العشرة! فهنا ممكن نقول أن هذا طبع النساء، فبالعكس استوصوا بهن خيراً، لهن الحق ذلك رضي الله عنهم يعني سبحان الله العظيم تعامل النبي صلى الله عليه وسلم هو مدرسة أولاً يعني حال المرأة وغيرة المرأة وتصرفات المرأة، وسلوك المرأة، يعني يكاد يكون متطابق، ولذلك كان يعاني النبي صلى الله عليه وسلم من غيرتهن، ومن أحياناً نزاعات تقع بينهن، وذكرها الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم في سورة التحريم. زينب أيضاً عندما كانت تتعامل مع زيد مثل هذا التعامل لحكمة يريدها الله سبحانه وتعالى وإلا زينب رضي الله عنها، من خيرة زوجات النبي صلى الله عليه وسلم لكن لحكمة أرادها الله سبحانه وتعالى ساءت العشرة بينها وبين زيد لهذه الحكمة التي أرادها الله وذكرها في القرآن الكريم .
ما هي ذريعة أن النساء يسئن العشرة لا قدّر الله مع أزواجهن .والمرأة دائماً تمدح بحسن عشرتها، وتبعلها لزوجها، وطاعتها لزوجها، ويكفي زينب يعين شرفاً، أنها استجابت لأمر الله عندما رأت أمراً. ولذلك قال الله سبحانه وتعالى نعود للآية (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ)

ام هُمام 01-11-2017 08:18 PM

أولاً عندما يذكر الله سبحانه وتعالى بالوصف هنا، ما قال “وما كان لإنسان مؤمن” وإنما قال ( وما كان لمؤمن ) فدل هذا على أن كمال الإيمان يقاس بمدى انقيادك لأوامر الله فكلما كنت أيها الإنسان أكثير إنقياداً لأوامر الله كنت أكثر اتصافاً بصفة الإيمان .وهذه المقصود به هنا تحديداً في الآية زينب رضي الله عنها كونها سمعت وانقادت لأمر الله سبحانه وتعالى واستجابت لأمر النبي صلى الله عليه وسلم .وتزوجت بزيد ورضيت بهذا أنها تتزوج مولى، وهي امرأة حسيبة شريفة، استجابة ً لأمر الله سبحانه وتعالى، وقد تكرر هذا في حياة الصحابة رضي الله عنهم، عندما أمر النبي صلى الله عليه وسلم إحدى الأسر الشريفة، إما من قريش أو من غيرهم فزوجوا بلالاً أيضاً .وجليبيب رضي الله عنهم فانكسرت هذه العادات الجاهلية، والتمايز الطبقي، بناءاً على اللون أو على الجنس، لا، الله سبحانه وتعالى يقول (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) الحجرات)
ولذلك الآن الطبقية الموجودة في المجتمعات الإسلامية هي من الجاهلية، وليست من الإسلام في شيء .وهذا المنهج الذي أرساه الدين هو المنهج الصحيح في التعامل وأنه يقاس الإنسان بدينه وبتقواه وباستقامته، ولا يقاس لا بحسبه ولا بنسبه ولا بماله. أذكر في هذا بيت شعر : –
الناس من جهة التكوين أكفاءُ أبوهم آدم والأم حواء
فإن يكن لهم من أصلهم شرفٌ يتفاخرون به فالطين والماء
والحقيقة نحن أحوج ما نكون إلى الوقوف مع هذه الآيات وجعلها قواعد، وما أجملها كيف ترسخ أكثر عندما نطبقها واقعاً في حياتنا، ولذلك عائشة رضي الله عنه عندما سئلت عن أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم فقالت للسائل هل تقرأ القرآن؟ قال نعم، قالت كان خُلُقُه القرآن .يعني لو تأتي الآن عند هذه الآية وتذكرها للنساء الآن وأنها تتزوج من رجل ترى أنه أقل منها نسباً ولكنه رجل صاحب طاعة وصاحب ودين، فترضى بذلك، تطبِّق هذا واقعاً عملياً .
الحمد لله المجتمع ما شاء الله فيه بصراحة نماذج رائعة ومشرفة، ولكن أيضاً عندنا صور أخرى بخلاف ذلك، تدل على أن ما زال هناك بقايا من الجاهلية في نفوس بعض الناس، ولكن نسأل الله سبحانه وتعالى ان يرزقنا وإخواننا المسلمين الانقياد بأوامر الله والاستجابة والاستسلام لأوامر الله سبحانه وتعالى، إذا سمعناه سمعنا وأطعنا، ولذلك قال (إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (51) النور) نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا وإياكم من المفلحين وأن يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته في الدنيا والآخرة .


الساعة الآن 11:28 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع العودة الإسلامي

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009