ملتقى أحبة القرآن

ملتقى أحبة القرآن (http://www.a-quran.com/index.php)
-   قسم فضيلة الشيخ احمد رزوق حفظه الله (http://www.a-quran.com/forumdisplay.php?f=104)
-   -   رد الحقوق في الذب عن أحمد رزوق (http://www.a-quran.com/showthread.php?t=6463)

almojahed 05-08-2012 08:12 PM

رد الحقوق في الذب عن أحمد رزوق
 
:1:

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه و سلم و بعد،
استوقفني هذا الرد من أحد المشايخ في معرض رده على بعض ناقديه ممن أخذ عليه أنه لم يطلب العلم عند العلماء بالجلوس إليهم و اعتبار ذلك نقيصة في حقه و مدخلاً للنيل منه و التقليل من شأنه و تبادر إلى ذهني حينها ما سمعناه من بعض الدعاة من طلبة العلم عندنا أن ما يؤخذ على الشيخ أحمد رزوق أنه لم يطلب العلم عند العلماء و لم يجلس إليهم و ليس له مشايخ ينتسب إليهم في علمه و قد آثرت أن أنقل رد الشيخ آنف الذكر على اعتبار أنه يكفي للرد على من انتقد الشيخ أحمد رزوق و أشار إليه ببنان النقص و الانتقاص بل و ذهب إلى أكثر من ذلك فأصبح يحذر من الجلوس إليه و طلب العلم على يديه .. يقول الشيخ :
أنا لا أقلل من ميزة التعلم على أيدي المشايخ لكنه ليس شرطا في تحصيل العلوم بل شرط كمال وليس شرط صحة كما يقول الأصوليون , وإنما ذم الأخذ من الكتب لأمور قد تلاشت الآن , ولكل مقام كلام ولكل موقف رجال.
فقد ذم القدماء الأخذ عن الكتب أو الصحف لأسباب :
الأول :خوفا من التصحيف والتحريف حيث لم يكن هناك شكل للكلام ولا إعجام كما ورد عن الذهبي في ذم الوجادات
الثاني :إن التحمل من فم الشيخ أرفع أنواع التحمل لذا كانوا يريدون الأعلى والأكمل وذلك لأنهم حملة الدين , أما الآن فليس من راو ولا رواية بل من قديم صار التعويل على الوجادات الصحيحة كما هو مذكور في بحث الوجادة في المصطلح .
الثالث: إن في القديم كانت الرحلة للمشايخ لتفردهم بروايات ففي عدم الالتقاء بهم تعريض لفقد أحاديث وسنن وهذا مفقود في عصرنا بل ومن قرون متطاولة .
الرابع :إن المشيخة مختلفة عما نراه ونسمع عنه فقد صار التمشيخ والإجازات من قبيل التزين وطلبها للعمل بها في الهيئات والحكومات .
وكم سمعنا أن فلانا ذهب لبلد ما ومكث يوما أو بعض يوم مع أحد المشايخ فصار شيخه ويكرر:شيخنا شيخنا !!
فهذا تشبع ممقوت ,ولابس مشيخة زور بلا ريب.
وإنما كان التتلمذ بخلاف ذلك عند القدماء فصار الأمر إلى الأخذ من الكتب أعني الأخذ الحقيقي ولا يعدو أن يكون دور الشيخ سوى دور روحي إرشادي فقط أما التعلم فمن الكتب
والآن زال ما يخشى من التحريف والتصحيف والزلل
وليس من أحد يشترط المشيخة الحية التي لا تفهم ويدع الكتب التي فيها العلم الصحيح الحي
وصدق الشاعر حيث قال :
وخير جليس في الزمان كتاب
بل لعل أجر من يأخذ من الكتب أكثر كما ورد في الحديث عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة والذي يقرؤه وهو عليه شاق فله أجران.)
أضف إلى ذلك السمعيات والمرئيات وغرف التعلم والمحادثة بين الطلاب والمشايخ فهذا كله يجعل التتلمذ له مفهوم مختلف عن الماضي ولابد بحكم التطور الزمني فمن يقف عند مصطلحات الماضي فقط لا شك في غلطه بل الواجب الاستفادة منها مع تعصيرها كما هو مشهور يعني يجمع بين الأصالة والمعاصرة .
وقد أجاب الذهبي عن هذه الشبهة من قديم فقال في ((سير أعلام النبلاء )) (7/114( قال الوليد- يعني ابن مسلم - : كان الأوزاعي: يقول كان هذا العلم كريما يتلقاه الرجال بينهم فلما دخل في الكتب دخل فيه غير أهله وروى مثلها ابن المبارك عن الأوزاعي .
ولا ريب أن الأخذ من الصحف وبالإجازة يقع فيه خلل ولاسيما في ذلك العصر حيث لم يكن بعد نقط ولا شكل فتتصحف الكلمة بما يحيل المعنى ولا يقع مثل ذلك في الأخذ من أفواه الرجال وكذلك التحديث من الحفظ يقع فيه الوهم بخلاف الرواية من كتاب محرر.
وقال الأبناسي في ((الشذا الفياح) 1/326 ) )(وأما جواز العمل اعتمادا على ما يوثق به منها فقد روينا عن بعض المالكية أن معظم المحدثين والفقهاء من المالكيين وغيرهم لا يرون العمل بذلك وحكي عن الشافعي وطائفة من نظار أصحابه جواز العمل به. قلت :قطع بعض المحققين من أصحابه في أصول الفقه بوجوب العمل به عند حصول الثقة به وقال: لو عرض ما ذكرناه على جملة المحدثين لأبوه وما قطع به هو الذي لا يتجه غيره في الأعصار المتأخرة فإنه لو توقف العمل فيها على الرواية لانسد باب العمل بالمنقول لتعذر شرط الرواية فيها على ما تقدم في النوع الأول انتهى)).
وقال البدر الزركشي في ((النكت على مقدمة ابن الصلاح)) (3 /555 ) : (( ولم يبق في زماننا إلا مجرد وجادات )).
بل إن الأخذ الصحيح من كتاب موثق يعادل السماع والتلقي من الشيوخ , قال أبو عبد الله ابن رشيد الفهري في (( السنن الأبين )) (ص 73 ) ((عن بقية قال :سمعت شعبة يقول :كتب إلي منصور بأحاديث فقلت :أقول حدثني؟. قال :نعم. إذا كتبت إليك فقد حدثتك. قال شعبة:فسألت أيوبا عن ذلك. فقال: صدق إذا كتب إليك إذاً حدثك)).
ويقول الشاذلي تلميذ السيوطي في ((بهجة العابدين بترجمة حافظ العصر جلال الدين))(ص62(
)) واتفق اجتماع الشيخ جلال الدين والشيخ برهان الدين الكركي-رحمة الله عليهما-بجامع السلطان قايتباي بالروضة لصلاة الجمعة، كان كلّ منهما بجانب الآخر في الصف الأول خلف الإمام، وكنت أنا خلفهما، فتكلما في مسألة، وإذا بالشيخ برهان الدين احمرّ وجهه وهزّ رأسه، وقال للشيخ جلال الدين- وهو في شدة حنقه وغيظه-: نحن سبقناك للاشتغال بالعلم على المشايخ، وأنت تأخذ العلم بقوة الذكاء من الكتب! فقال الشيخ- وهو في غاية الرياضة-: العلم نور يقذفه الله في قلب من يشاء من عباده. وقام الشيخ برهان الدين ولم يتبعه أحد من الخلائق الذين صلوا الجمعة، وحضروا مجلسهما((.
ومع ذلك فالشيخ الألباني– رحمه الله – عند التحقيق تجده ما تلقى إلا عن الكتب فقد عُرِفَ بقلة شيوخه، وبقلة إجازاته , وكان أعداؤه يستغلون ذلك منهم السَّقَّاف كما قرأتُ في بعض كتبه فهو يفخر على الشيخ بأنه لم يجز إلا من الطَّبَّاخ، فقط أما هو فمن مشايخ كثيرين .
و على هذا فإن مجرد انتقاد العالم أو الداعية لأنه لم يطلب العلم على يد مشايخ كبار يجيزونه هو أمر أصبح في عصرنا هذا محل نظر و إن كنا نؤكد أن الجلوس إلى العلماء لا يعني فقط طلب العلم و لكن يعني أيضا التأثر بسمت العلماء و طرقهم في التعليم و التأثير و ما إلى ذلك و لا أقول ذلك تناقضا و لكن أقوله لكي ينظر في علم الشيخ و قوله و نقله فإن كان فيه خلل ناتج عن قلة علم أو ما شابه كان واجب نصيحته فإن لم يستجب كان واجبا أن يحذر منه .. أسال الله العلي العظيم أن يحفظ علمائنا و أن يسدد خطانا على طريق الحق و أن يجعل هذه الكلمات لنا لا علينا و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

و نقله / أبو جبريل إسماعيل نوفل
:2:


الساعة الآن 01:01 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع العودة الإسلامي

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009