ملتقى أحبة القرآن

ملتقى أحبة القرآن (http://www.a-quran.com/index.php)
-   قسم التراجم والأعلام (http://www.a-quran.com/forumdisplay.php?f=91)
-   -   حبيب بن زيد شهيد من عظماء الأمة (http://www.a-quran.com/showthread.php?t=17149)

ام هُمام 09-27-2016 06:30 PM

حبيب بن زيد شهيد من عظماء الأمة
 
:1:
قصة شهيد من عظماء الأمة :

حبيب بن زيد.. الصحابي الذي استقبل الموت وهو متطلع إلي الفردوس الأعلي

هو حبيب بن زيد بن عاصم بن عمرو الأنصارى المازنى, أخو عبدالله بن زيد, وهو أحد السبعين الذين بايعوا المصطفى "صلى الله عليه وسلم" على الإسلام والطاعة عند العقبة.

أمه نسيبة بنت كعب، إحدى السيدتين اللتين بايعتا النبى, وأما الثانية فهي خالته, لذلك ينطبق عليهم قول الله تعالى (ذرية بعضها من بعض)، ومنذ أسلم لازم الرسول, لا يتخلف عن غزوة أو سرية ولا يتهاون فى أمور دينه, وفى فترة من سني حياته حدث فى جنوب الجزيرة حدث عظيم, إذ إن شخصين ارتدا وزعما أن الوحى يأتيهما من السماء، أحدهما الأسود بن كعب العنسى، ظهر بصنعاء, وثانيهما مسيلمة الكذاب باليمامة, ولم يكتف الكذابان بما أدعيا بل راحا يحرضان الناس على الإسلام والمسلمين ويعيثان فى الأرض فسادا.
من عجائب القدر ونوائب الزمن أن تجرأ على الرسول مسيلمة فأرسل له رسالة يقول فيها (من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله.. سلام عليك.. أما بعد فإنى قد اشتركت معك فى الأمر, وإن لنا نصف الأرض ولقريش نصفها, ولكن قريشا قوما، وعلى الفور دعا الرسول أحد الكاتبين وأملى عليه رده على مسيلمة (بسم الله الرحمن الرحيم: من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب (السلام على من اتبع الهدى, أما بعد, فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين)، وبهذه الكلمات التى تشع نورا وتتألق بقوة أخزى الله الكافر اللعين الذى توهم أن النبوة ملك يناله بالزعم أو العناد, مع أنها رحمة يهبها الله عز وجل لمن أحب من عباده المؤمنين, وتتأكد تلك المعانى من قوله تعالى: (وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم، أهم يقسمون رحمة ربك، نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا، ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات، ليتخذ بعضهم بعضا سخريا، ورحمة ربك خير مما يجمعون). ولم يزدد الكذاب برد المصطفى "صلى الله عليه وسلم" إلا عنادا وضلالا, وراح يكذب ما جاء به القرآن الحكيم ويحرض على المؤمنين.
وقد اقتضت رحمة الرسول أن يرسل إليه رسالة يدعوه إلى الحق وينهاه عن الباطل لعله أن يعود إلى صوابه, ووقع اختيار النبي على حبيب بن زيد ليحمل تلك الرسالة إلى عدو الله مسيلمة.
وحمل حبيب الرسالة مغتبطا بهذا الشرف الكريم وشعاره قول المصطفي- صلى الله عليه وسلم- (ولأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك مما طلعت عليه الشمس وغربت).
وقد أراد الرسول "صلوات الله وسلامه عليه" أمرا والله تعالى يريد أمرا آخر!! فما أن وصل حبيب بالرسالة وأطلع عليها الكذاب إذ فقد صوابه وجن جنونه فشرع في فعل لا تعرفه الإنسانية ولا العرب في جاهليته!!!
ونادى قومه ليشهدوا تلك المحادثة بين الحق والباطل وقد منى نفسه أن يشهد حبيب بأنه رسول الله أمام الجمع العظيم.
لم يكن من السهل على واحد من أصحابه- صلوات الله وسلامه عليه- أن يضعف أو تميل قناته أمام حزب الشيطان وإن كثر جمعهم واشتد تهديدهم!!
لقد أنزل المجرمون بحببيب عذاباً لا طاقة له به إلا أن روحه كانت أقوى من أن تعطيهم كلمة الكفر ولو من طرف اللسان.
وقد حفته، رحمة الله تعالى وشملته عنايته، فراح يستقبل الموت البطيء وهو متطلع إلى الفردوس الأعلى.
لقد قطعوا بدنه إربا إربا وأهل الشؤم ينظرون، وما زاد الشهيد إلا إيمانا وتسليما، وهذه المحادثة التي تمت بين حبيب واللعين ناطقة بذلك...
يقول الكذاب لحبيب:
أتشهد أن محمداً رسول الله؟
يقول حبيب: نعم أشهد أن محمداً رسول الله.
يظهر الخزي والهوان على اللعين ثم عاد متسائلا:
وتشهد أنى رسول الله؟
أجاب حبيب بسخرية شديدة: إني لا أسمع شيئا!!
تحولت خيبة اللعين وسواد وجهه إلى حقد مخبول!!! ولم يجدوا بدا من مضاعفة التمثيل بجسده الطاهر وهو يعاين حتى صعدت روحه العالية إلى الملأ الأعلى.
إن موقف حبيب، رضي الله عنه، يذكرنا بسحرة فرعون حينما رسخ الإيمان في قلوبهم وهددهم الطاغوت فلم ينل الوعسد من عزيمتهم بل ازدادت إيمانا وتطلعا إلى ما أعده الله للمؤمنين الصابرين من عباده.

:2:

ام هُمام 09-27-2016 06:37 PM

قصة توبة سكير :

‎ كَانَ لأبي حنيفة جار بالكوفة إسكاف، يعمل نهاره أجمع، حَتَّى إذا جنه الليل رجع إلى منزله، وقد حمل لحمًا فطبخه، أَوْ سمكة فيشويها، ثُمَّ لا يزال يشرب، حَتَّى إِذَا دب الشراب فيه غنى بصوت، وَهُوَ يَقُولُ: أضاعوني وأي فتى أضاعوا ليوم كريهة وسداد ثغر ـ فلا يزال يشرب ويردد هَذَا البيت حَتَّى يأخذه النوم، وَكَانَ أَبُو حنيفة يسمع جلبته كل يوم، وَكَانَ أَبُو حنيفة يصلي الليل كله، ففقد أَبُو حنيفة صوته، فسأل عَنْهُ، فَقِيلَ: أخذه العسس منذ ليال، وَهُوَ محبوس، فصلى أَبُو حنيفة صلاة الفجر من غد، وركب بغلته، واستأذن عَلَى الأمير، قَالَ الأمير: ائذنوا لَهُ، وأقبلوا بِهِ راكبًا، ولا تدعوه ينزل حَتَّى يطأ البساط، ففعل، فلم يزل الأمير يوسع لَهُ من مجلسه، وَقَالَ: ما حاجتك؟ قَالَ: لي جار إسكاف أخذه العسس منذ ليال، يأمر الأمير بتخليته، فَقَالَ: نعم، وكل من أخذ في تِلْكَ الليلة إلى يومنا هَذَا، فأمر بتخليتهم أجمعين، فركب أَبُو حنيفة والإسكاف يمشي وراءه، فَلَمَّا نزل أَبُو حنيفة مضى إِلَيْهِ، فَقَالَ: يا فتى، أضعناك؟ فَقَالَ لا، بل حفظت ورعيت، جزاك الله خيرًا عن حرمة الجوار ورعاية الحق، وتاب الرجل ولم يعد إلى ما كان.


الساعة الآن 04:41 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع العودة الإسلامي

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009