ملتقى أحبة القرآن

ملتقى أحبة القرآن (http://www.a-quran.com/index.php)
-   ملتقى الأسرة المسلمة (http://www.a-quran.com/forumdisplay.php?f=66)
-   -   تأثير البيئة المحيطة في تربية الأطفال (http://www.a-quran.com/showthread.php?t=17544)

ام هُمام 01-27-2017 10:17 PM

تأثير البيئة المحيطة في تربية الأطفال
 
:1:
تأثير_البيئة_المحيطة_في_تربية_الأطفال
🍃🍃🌸🌸🍃🍃
إن البيئة التي يعيش فيها الطفل لها تأثير عميق وفعّال في حياته وتكوّن شخصيّته، فالإنسان منذ نعومة أظفاره يتأثر وينفعل بما يجري حوله من ممارسات. إنه يكتسب مزاجه وأخلاقه وممارساته و طريقة تفكيره من المحيط أو البيئة التي يعيش فيها.
🍃وقد تبيّن أنّ للوالدين ولسلوك العائلة و وضعيّة الطفل في العائلة، دوراً كبيراً في تحديد شخصيّته وصقلها وبلورتها وتحديد معالمها.
🍃كما أن للمعلّم والأصدقاء والمجتمع ووسائله الإعلامّية، وعاداته، وأسلوب حياته، الأثر المباشر والكبير على سلوك الطفل وكيفيّة تفكيره.
🍃إلاّ أنّنا نلاحظ انطلاقاً من نظام فلسفة الإسلام العامّة والتربويّة خاصّة، أنْ ليس لعالم الطفل الخارجي بمختلف مصادره ومع شدّة تأثيره، القدرة كلّيّاً وبصورة قاطعة و إلى الأبد في تحديد معالم شخصيّة الإنسان، وتأطير مواقفه،
🍃إنما لإرادة الإنسان الذاتيّة القويّة دور فعّال في تحديد سلوكه ومعتقداته وممارساته. لأنّ الإنسان في ظلّ الاعتقاد بالتعاليم الإسلاميّة الحقّة، فانه يؤمن بان في هذه التعاليم الخير والصلاح والسعادة له ولغيره،
🍃وعليه فانه يتخذ من هذه التعاليم منهجاً لسلوكه في الحياة.
من هنا جاء التأكيد في التربية الإسلاميّة على القيم والأخلاق والمبادئ كحقائق مستقلّة متعالية على تأثيرات الواقع، ليتمكن الإنسان بها أن يصون نفسه من الآثار السلبية خلال تواجده في البيئة المنحرفة من الآثار السلبية.
🍃فبالإرادة الذاتيّة المحصّنة من تأثيرات المحيط، والثابتة على القيم والمبادئ السامية على واقع العالم المحيط بالإنسان، يتمكن الإنسان من الوقوف بوجه الواقع المنحرف.
🍃وهذا التقويم الواقعي السليم لمنطق التأريخ، الذي يعطي الإنسان قيمته الحقيقيّة في هذا العالم الرحب، ويضعه في محلّه المناسب له، هو بعينه تقويم التشريع الإسلاميّ للإنسان، والذي قد جاء صريحاً في القرآن الكريم: "بَلِ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ" (القيامة : 15). وكما يقول الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله: (لا تكن إمّعة تقول أنا مع الناس، إن أحسنوا أحسنت، وإن أساءوا أسأت، بل وطّنوا أنفسكم إن أحسن الناس تحسنوا، وإن أساءوا أن تجتنبوا إساءتهم).
🍃🍃🌸🌸🍃🍃
لكن هذا لايمنع من تأثير العوامل المحيطة بالانسان، فهي بالحقيقة تُعد اسباباً طبيعية ومن سنن الله تعالى في الحياة. فلا يمكن ان نعتب على شاب يحمل طباعاً وصفات لا اخلاقية وهو يعيش في اجواء وظروف كلها تحفيز على الاباحية والتحلل من القيم والالتزامات.
🌷الامر الذي يدعونا لأن نكون منتبهين لهذه العومل:
🌸🍃1ـ المحيط الطبيعي🍃🌸
بالرغم من ان الطبيعة متشكلة من عناصر غير عاقلة مثل الحيوان والنبات، إلا ان لها دور كبير في صقل شخصية الانسان منذ نعومة أظفاره، وربما تكون هذه العناصر وبالاً على الطفل اذا كانت بصور غير محببة للنفس وتلحق به أضراراً كبيرة. فصوت الرعد ووهج البرق ونباح الكلب ودويّ الريح وسعة البحر ووحشة الظلام، كلّها تثير مخاوف الطفل، وتبعث في نفسه القلق والاضطراب والخوف، وتجعله ينظر إليها بحذر وتردّد، هذه الحالة قابلة للتطوّر وقد تأخذ أشكالاً مختلفة مع نموّ الطفل وتدرجه في العمر، فتترسّب حالات الخوف في نفسه، وتنمو شخصيّته على القلق والتردّد والاضطراب والجبن.
وكما أنّ لهذه الظواهر الطبيعيّة وأمثالها، هذا الأثر السلبيّ في نفسيّة الطفل، فإنّ بالامكان ان تتحول الى التأثير الإيجابي والنافع في نفسه، فنجده يفرح ويسرّ بمنظر الماء والمطر، وتمتلئ نفسه سروراً وارتياحاً بمشاهدة الحقول والحدائق الجميلة، ويأنس بسماع صوت الطيور، وترتاح نفسه حين اللعب بالماء والتراب والطين. الى جانب ذلك لا نجده يخشى الكلاب والظلام الى حدٍ ما، بل ويلاعب الحيوانات الاليفة. وهذا بحاجة الى تدريب وتعزيز للثقة في نفسه وطرد كل اسباب الخوف والرعب من قلبه من وجود الكلب او حلول الظلام او اصوات الرعد وغير ذلك.
🌸🍃2- البيئة الاجتماعية🍃🌸
إنّ للوسط الاجتماعي الذي يعيش فيه الطفل تأثيراً كبيراً في بلورة سلوكه وبناء شخصيّته، لأنه سرعان ما يتطبّع بطابع ذلك الوسط ويكتسب صفاته ومقوّماته من عقائد وأعراف وتقاليد ونمط تفكير، وما إلى ذلك. وتمثل البيئة أو الوسط الاجتماعيّ الذي يعيش فيه الطفل بما يلي :
🌸أ ـ الأسرة: هي المحيط الاجتماعيّ الأول الذي يفتح الطفل فيه عينيه على الحياة، فينمو ويترعرع في وسطه، ويتأثّر بأخلاقه وسلوكيّاته ويكتسب من صفاته وعاداته و تقاليده. فالطفل يرى في أبويه وخصوصاّ والده الصورة المثالّية لكّل شيء، ولذا تكون علاقته معه علاقة تقدير وإعجاب وحبّ واحترام من جهة. ومن جهة أخرى علاقة مهابة وتصاغر، ولذا فهو يسعى دائماً إلى الاكتساب منه وتقمّص شخصيّته، ومحاكاته وتقليده، والمحافظة على كسب رضاه. في حين يرى في الأمّ مصدراً لتلبية ما يفتقر إليه من حبّ وعطف وحنان وعناية ورعاية
:2:

ام هُمام 01-27-2017 10:20 PM

واهتمام، لهذا فإن شخصيّة الأم تؤثر تأثيراً بالغاً في نفسية الطفل وسلوكه حاضراً ومستقبلاً.
كما ان علاقة الوالدين مع بعضهما، وكيفيّة تعامل أفراد الأسرة، من إخوة واخوات وأقارب فيما بينهم، توحي إلى الطفل بنوعيّة السلوك الذي يسلكه في الحاضر والمستقبل. فهو حينما يرى أن هذه العلاقة قائمة على الودّ والعطف والتقدير والاحترام والتعاون، فإنه يألف هذا السلوك ويتأثر به، فتكون علاقته بوالديه وإخوته وبقيّة أفراد أسرته والآخرين قائمة على هذا المنحى، وينعكس ذلك في تعامله مع المجتمع مستقبلا. أمّا إذا كان الطفل يعيش في وسط أسرة متفكّكة منهارة، تقوم علاقاتها على الشجار والخلاف وعدم الاحترام والتعاون، فإنّه يبني علاقته مع الآخرين على هذا الأساس.
وفي الوقت الحاضر لا تخلو مجتمعاتنا الاسلامية من النماذج المعقدة والمنحرفة والحقودة على الإنسانيّة، وهذا ما نلاحظه عند المسؤولين في الدولة، فنجد من يريد الانتقام من المجتمع بقراراته واسلوب عمله، وهذا بالتأكيد له تبعات خطيرة على الواقع الاجتماعي والسياسي في آن معاً، وهذا ما نجده في الاضطرابات السياسية التي تشهدها البلاد العربية، فلو كانت التربية صحيحة، لما شهدنا المختلسين واللصوص والمجرمين يتسنّمون مناصب عليا في بلادنا الاسلامية.
🌸ب ـ المجتمع، هو المحيط الثاني الذي يتلّقى الطفل ويحتضنه بعد أبويه وأسرته ويغرس فيه ماهيّته، وينقل إليه عاداته ومفاهيمه وسلوكه. وفي المجتمع يجتمع كل ما يحمله وينتجه الأفراد المعاصرون من أفكار وعادات وتقاليد وأخلاق. كما أنّه يعد الوارث الطبيعيّ للأسلاف والأجيال الماضية، وهو الذي ينقل إلى الجيل الحاضر ما كان عليه آباؤه وأجداده من حالات وأوضاع. لذا فإن للبيئة الاجتماعيّة دوراً كبيراً في قولبة شخصيّة الطفل وسلوكه.
والفرد المسلم في المجتمع الإسلاميّ يبحث دائماً عن البيئة الصالحة والمناسبة لنموّه ونشأته واستقامة شخصيّته، ليوفر بذلك لنفسه وعائلته الأجواء والظروف اللازمة لنموّ شخصيته الإسلاميّة اجتماعيّاً نموّاً صالحاً سليماً.
فالصديق الذي يرافقه الطفل ويلعب معه يؤثر فيه، وينقل إليه الكثير من أنماط السلوك، كذلك الحال بالنسبة لمعاملة الضيوف والأقارب وغيرهم، وذلك من خلال الاختلاط بهم والذهاب إلى المراكز العامة كالاسواق والملاعب والنوادي والمتنزّهات وسائر الأماكن العامّة. كما ان للمظاهر العامّة كالأعياد والمناسبات المختلفة تأثيرها في سلوك الطفل. فكلّ ذلك يزرع في نفسه مفهوماً خاصّاً، ويوجّهه توجيهاً معيّناً، بل حتى القصص والحكايات الشعبية والأمثال والنكت هي أيضاً تترك آثارها على شخصّية الطفل وسلوكه وأخلاقه. والتربية الإسلاميّة تعتمد على المحيط الاجتماعي في التوجيه والإعداد، وتهتمّ بإصلاح الطفل وتوجيهه توجيهاً صحيحاً سليماً.
والجديد بالذكر أنّ الانسجام التامّ وعدم التناقض بين حياة البيت والمدرسة والمجتمع يعد أمراً مهمّا جدّاً في العمليّة التربويّة، لأن له أثره المهمّ والفعّال في سلامة الطفل من التجاذب والتمزق وانفصام الشخصيّة. والمجتمع الإسلاميّ الذي يؤمن بالإسلام فكراً وعملاً وسلوكاً، ينسجم تماماً مع الأسرة والمدرسة، ويلقى الطفل فيه الحياة المتّزنة المستقرّة المنسجمة الهادئة المريحة.
كما أنّ الطفل أينما يولّ وجهه في البيت أو المدرسة أو المجتمع، فإنّه يجد الأمّ والأصدقاء والمؤسّسة والمظهر الاجتماعيّ العامّ، ووسيلة الإعلام وحياة الناس العامّة وسياسة الدولة، كلّها تسير على قاعدة فكريّة وسلوكيّة واحدة، ساعية إلى الخير والإصلاح والعزة والكرامة، وتعمل بانسجام تام وتتعاون بشكل دقيق ومتقن ومنسّق، على أسس من نظام حياة واحدة متكاملة من أجل بناء الفرد الصالح والنافع للمجتمع.
🌸ج ـ المدرسة: والمدرسة هي الحاضنة الأخرى للطفل، ولها التأثير الكبير والمباشر في تكوين شخصيّته، وصياغة فكره وبلورة معالم سلوكه، وفي المدرسة تشترك عناصر أربعة أساس في التأثير على شخصيّة الطفل وسلوكه وهي : المعلم و المنهج الدراسي والمحيط الطلاّبي والنظام المدرسي ومظهره العام. ولكل واحدة من هذه العناصر تفرعاتها في التأثير على سلوك الطفل وشخصيته المستقبلية، إذ ان المدرسة تُعد الحاضنة الفكرية والثقافية الاساس للطفل، فهي تتكفل ببناء الجانب الذهني له، فيأمل الجميع بان يتخرج الطفل من المدرسة عالماً في الطب او الهندسة او الكيمياء او القانون وغيرها، وهذا لن يتحقق اذا اختل أحد هذه العناصر القريبة من بعضها الآخر. فربما تكون الزمالة حسنة واصدقاء المدرسة طيبين وصالحين، لكن المنهج الدراسي غير ذلك، او كان المنهج جيد، لكن الاصدقاء سيئون وهكذا...
🌸3 ـ الاجواء السياسية
بعد أن تطوّرت بنية الدولة ومهماتها، وتعقّدت الحياة البشريّة بمختلف مجالاتها، صارت علاقة الإنسان بالدولة علاقة حيويّة، فما من مرفق من مرافق الحياة إلاّ وللدولة أثر أو علاقة أو مشاركة فيه، مباشرة أو غير مباشرة.
ويظهر أثر الدولة بشكل أكثر وضوحاً في التربية والتعليم والثقافة العامّة فالدولة اليوم لها دور كبير في العملية التربوية ورسم الهوية الثقافية للمجتمع، ولو بنسبة معينة، وذلك من خلال المناهج الدراسيّة، ورسم السياسة التربويّة العامّة، وتوجيه الثقافة عن طريق الإذاعة والتلفزيون ووسائل النشر وأساليب الدعاية التي تؤثر بواسطتها في إعداد الإنسان فكريّاً ونفسيّاً وسلوكيّاً. كل ذلك يجعل الطفل متوازن الشخصية عرضةً للتأثير من جهات كبيرة، فاذا كان التوجيه ايجابياً واخلاقياً، فان الطفل سينمو خلوقاً.
🍃🍃🌸🍃🍃


الساعة الآن 02:15 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع العودة الإسلامي

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009