ملتقى أحبة القرآن

ملتقى أحبة القرآن (http://www.a-quran.com/index.php)
-   ملتقى فيض القلم (http://www.a-quran.com/forumdisplay.php?f=47)
-   -   ثقافة الاختلاف! (http://www.a-quran.com/showthread.php?t=10219)

آمال 03-12-2013 06:06 PM

ثقافة الاختلاف!
 
بسم الله الرحمن الرحيم

أصيب وأخطئ ،أجرب وأتعلم ، أفكر وأقرأ واناقش
فهكذا الحياة ولكل إنسان الحرية فى اتخاذ موقف تجاه قضية ما ولا يحق لأحد مصادرة هذا الحق أو الإعتداء عليه
فقد يكون معقولا أن تعادى شخصا أو جماعة لتعديهم على حقوقك أو مصالحك
ولكن أن تعادي شخصاً لأن له رأياً يخالف رأيك في قضية علمية أو سياسية، فذلك موقف لا يسوّغه لك الشرع ولا العقل.

ففى شريعتنا الإسلامية قال الله تعالى فى كتابه العزيز " لا إكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغى"


فلم يجبرنا الله على التدين بدين ولا الاعتقاد بشئ ولكنه أعطانا العقل الذى نميز به وترك لنا حرية الإختيار وإذا كان هذا منهاج الله مع خلقه فكيف بخلقه أن يخالفوا سنن الله الكونية.

ولم يسمح الله تعالى حتى لأنبيائه أن يصادروا من الإنسان حرية رأيه واختياره
فهم يعرضون رسالة الله على الناس، دون فرض أو إكراه
{ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين}.

حينما تعتقد أحقية رأي معين، وتجد آخرين يخالفون هذا الرأي الحق -في نظرك- فإن عليك قبل أن تتهمهم بالعناد والجحود وأن تتخذ منهم موقفاً عدائياً
عليك أن تتفهم ظروفهم وخلفية مواقفهم،فلعل لديهم أدلة مقنعة على ما يذهبون إليه
أو لعلهم يجهلون الرأي الحق، لقصور في مداركهم ومعلوماتهم أو لعلهم يعيشون ضمن بيئة وأجواء تحجب عنهم الحقائق أو لعلّ هناك شبهات تشوّش على أذهانهم وأفكارهم.

وتجاه مثل هذه الاحتمالات فإن المطلوب منك هو دراسة موقف الطرف الآخر، ومعرفة وجهة نظره، والدخول في حوار موضوعي معه، ومساعدته على الوصول إلى الحقيقة.

وأيا كانت النتيجة لابد أن نحترم آراء الآخرين ويكون لدينا ثقافة الإختلاف مع الآخر فربما كان رأيه هو الأصوب
ولابد أن أضع فى ذهنى ما قاله الإمام الشافعي كما نقل عنه:
إن رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب .

وإذا كنا ندرك حد اليقين أن آراءنا هى الصحيحة وأردنا اقناع الآخر بها وجب علينا تعلم فن وثقافة الإختلاف التى تجعل من الآخر يعيد النظر فى وجهة نظره والتفكير فيما نقوله أو نطرحه وربما اقتنع بما نقول أما أسلوب المصادرة فقد يجعل الآخر يتمسك برأيه من باب العناد ويصر مستكبرا على اتباع الرأى المخالف لا لشئ إلا لأننا لم نستطع احترام آراء الآخرين .

علينا جميعا ألا نصدر أحكاما إعدامية على الرؤى المختلفة ، والآراء المبتكرة
بل نربي أنفسنا - ومن حولنا – على ثقافة الاختلاف فيما بيننا وهكذا –
وبهذه الروح ، وبهذا الفكر تهرب السلبية والتبعية من حياتنا و تظلل الإيجابية مجتمعاتنا
إيجابية يستفيد منها ويسعد بها المجتمع بأسره وعندها نستطيع أن نصدر أحكامنا على أي من الأمور التي تهم مجتمعاتنا بكل شجاعة وإقدام وبعدها نستطيع أن ندلي بآرائنا , وتصوراتنا, واجتهاداتنا لنغير أو نعدل
لنبدع أو نطور كل جديد يفيد مجتمعاتنا في ظل ثوابتنا العظيمة و في ظل ثقافة الاختلاف




المحبة في الله 03-13-2013 12:16 AM

موضوع قيم اختي الفاضلة , خصوصا في وقتنا هذا
فليس الغرض من التشبث بالاراء هو اثبات الشخص نفسه بقدر ان يتأكد من صواب رايه ..و من بعد ينظر لوجهة النظر الاخرى لعلها تتوافق معه في جزئية ما , و حتى ان لم يكن هناك توافق لابد ان نحترم الاراء

اسمحي لي انقل بعض الاقوال في هذا الامر :

قال الشافعي : ” ألا يستقيم أن نكون إخواناً وإن لم نتفق في مسألة ”

يقول الحافظ بن رجب : (ولما كثر اختلاف الناس في مسائل الدين وكثر تفرقهم كثر بسبب ذلك تباغضهم وتلاعنهم وكل منهم يظن أنه يبغض لله وقد يكون في نفس الأمر معذوراً وقد لا يكون معذوراً بل يكون متبعاً لهواه مقصراً في البحث عن معرفة ما يبغض فإن كثيراً كذلك إنما يقع لمخالفة متبوع يظن أنه لا يقول إلا الحق وهذا الظن قد يخطئ ويصيب وقد يكون الحامل على الميل إليه مجرد الهوى والألفة أو العادة وكل هذا يقدح في أن يكون هذا البغض لله فالواجب على المسلم أن ينصح لنفسه ويتحرز في هذا غاية التحرز وما أشكل منه فلا يدخل نفسه فيه خشية أن يقع فيما نهى عنه من البغض المحرم.
وها هنا أمر خفي ينبغي التفطن له وهو أن كثيراً من أئمة الدين قد يقول قولاً مرجوحاً ويكون فيه مجتهداً مأجوراً على اجتهاده فيه موضوعاً عنه خطؤه فيه ولا يكون المنتصر لمقاتلته تلك بمنزلته في هذه الدرجة لأنه قد لا ينتصر لهذا القول إلا لكون متبوعه قد قاله بحيث لو أنه قد قاله غيره من أئمة الدين لما قبله ولا انتصر له ولا والى من يوافقه ولا عادى من خالفه وهو مع هذا يظن أنه إنما انتصر للحق بمنزلة متبوعه وليس كذلك فإن متبوعه إنما كان قصد الانتصار للحق وإن أخطأ في اجتهاده.
وأما هذا التابع فقد شاب انتصاره لما يظن أنه الحق إرادة علو متبوعه وظهور كلمته وأنه لا ينسب إلى الخطأ وهذه دسيسة تقدح في قصده الانتصار للحق فافهم هذا فإنه مهم عظيم والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم. )
انتهى كلام الحافظ وهو كلام في غاية الفضل.


جزاك الله خيرا

آمال 03-13-2013 03:17 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسعدني مرورط الفعال اختي المحبة في الله
وبارك الله فيك على المرور والمشاركة وجعلها في ميزان حسناتك
نسال الله ان يرزقنا واياك الجنة عزيزتي

ام هُمام 03-14-2013 11:36 PM

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
بارك الله فيك واحسن اليك اختي الغالية

آمال 03-15-2013 08:38 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك اختي العزيزة ام همام على المرور الطيب
ونسأل الله ان يجعلنا واياك من اهل الجنة عزيزتي


الساعة الآن 01:09 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع العودة الإسلامي

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009