ملتقى أحبة القرآن

ملتقى أحبة القرآن (http://www.a-quran.com/index.php)
-   قسم الفرق والنحل (http://www.a-quran.com/forumdisplay.php?f=74)
-   -   لقاء قصير جدا مع شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (http://www.a-quran.com/showthread.php?t=9821)

Abdulmohsin 02-01-2013 12:17 PM

لقاء قصير جدا مع شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
 
بسم الله الرحمن الرحيم
سنتكلم اليوم عن رجل عز الزمان أن يأتي بمثله، وعقمت النساء أنت تأتي بنظيره، رجل خلقه الله له، كان شديداً على أهل البدعة رفيقاً بأهل السنة، حرباً على أعداء الله سلماً لأوليائه، أحرص الناس على السنة وأشدهم هجراً للبدعة هو: علم الأعلام، مجدد عصره، ودرة دهره، الإمام المفسر المحدث الحافظ الفقيه المجتهد المجاهد محيي السنة وقامع البدعة: شيخ الإسلام تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية الحراني ثم الدمشقي ، إمام زمانه والمقتدى به في أوانه، بركة الزمان وحسنة الأيام، بذل الغالي والنفيس لنصرة الحق، ورفع راية الدين، عانى دهراً يكفأ الباطل ويكشف سيفه، ويحق الحق ويعلي شأنه. قال الذهبي فيه: شيخنا شيخ الإسلام فرد الزمان وبحر العلوم. وقال ابن سيد الناس : سيدنا وشيخنا الإمام العالم العلامة الأوحد البارع الحافظ الزاهد الورع القدوة شيخ الإسلام وسيد العلماء وقدوة الأئمة الفضلاء، ناصر السنة وقامع البدعة حجة الله على العباد، راد أهل الزيغ والعناد. وقال فيه السيوطي : هو شيخ الإسلام الحافظ الناقد الفقيه المجتهد المفسر نادرة العصر أحد الأعلام كان من بحور العلم، ومن الأذكياء المعدودين، ومن الزهاد والأفراد. قال فيه الشوكاني : لا أعلم بعد ابن حزم مثله، وما أظن أنه سمح الزمان بين عصري الرجلين بمن يشابههما أو يطالبهما، قال ابن دقيق العيد بعدما سألوه: رأيته؟ قال: رأيته، قالوا: كلمته؟ قال: كلمته، قالوا: ناظرته؟ قال: لا، قالوا: لِم؟ قالوا: يحب الكلام، وأحب الصمت، وتأول هذا على أنه إذا تكلم كان كالسيل الجرار، فهو بحر العلوم، قالوا: ماذا تقول فيه؟ قال: أقول: لم يرَ مثل نفسه. قال ابن حجر : شهرة إمامة الشيخ تقي الدين أشهر من الشمس. وتلقيبه شيخ الإسلام في عصره باقٍ إلى الآن على الألسنة الذكية، ويستمر غداً كما كان بالأمس، ولا ينكر ذلك إلا من جهل مقدارهم، أو تجنب الإنصاف، وكان من أعظم الناس قياماً على أهل البدع من الروافض والحلولية والاتحادية، قال: وقد شهد له بالتقدم في العلوم والتمييز بين المنطوق والمفهوم أئمة عصره من الشافعية وغيرهم فضلاً عن علماء الحنابلة، قال أبو الحجاج المزي: ما رأيت مثله، و أبو الحجاج من جهابذة أهل العلم، كان حافظاً نحريراً مدققاً، عالماً بالجرح والتعديل والرجال والأسانيد، يقول عن شيخ الإسلام : ما رأيت مثله، ولا رأى هو مثل نفسه، ما رأيت أحداً أعلم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا أتبع لهما منه؛ لذا حري بنا أن نتصفح جوانب من حياة شيخ الإسلام وسيد الأعلام. ومن هذه الجوانب: الجانب العلمي، ولا غرو ولا عجب، فهو العالم الرباني، إمام الأئمة، ومفتي الأمة، وبحر العلوم.
نشأته:
نشأ شيخ الإسلام تقياً نقياً ورعاً زاهداً ناسكاً عابداً صوّاماً قواماً، ذاكراً لله تعالى، وقافاً عند حدود الله جل في علاه، آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر، له همة كبيرة كالجبال، نفسه لا تشبع من العلم ولا تروى من المطالعة، لا تمل من الاشتغال، ولا تكل من البحث، فقد ظهرت عليه النجابة منذ صغره، فكان ذكياً فطناً سريع الحفظ، وقد اشتهر أمره وذاع صيته حتى سمع به شيخ من حلب وهو ما زال في طفولته، فجاء يسأل عنه يهتبل الفرصة فلما قابله أراد اختبار حفظه ومعه لوح كبير، فقال: يا بني! هات هذا اللوح وامسح ما به، ثم أملى عليه بعض الأحاديث فقرأها مرة واحدة، ثم رد عليه اللوح فقال: هل تستطيع أن تقرأ عليّ هذه الأحاديث؟ فقرأها عليه من حفظه فانبهر الشيخ! فقال: امسح يا بني هذا، فانتخب بعض الأسانيد فكتبها له، ثم قال: اطلع على هذه الأسانيد، وأعطاه اللوح فرددها عليه من حفظه، فقال الشيخ بعدما انبهر من سرعة حفظه، ومادحاً مكانة هذا الصبي، قال: هذا الصبي ليكونن له شأن عظيم، فإنه لم يُرَ مثله، وقد كان، ثم فاق شيخ الإسلام أقرانه في الحفظ وسعة الاطلاع وكثرة الاشتغال حتى أفتى ولم يبلغ العشرين من عمره، ثم شرع في التجميع والتأليف حتى صار إماماً لا يشق غباره في كل شيء، فإذا سئل عن فنٍ ما ظن السامع بعد الإجابة أنه لا يحسن غير هذا الفن؛ من شدة إتقانه لهذه العلوم.
تبحره في كثير من العلوم
كان له قصب السبق في علم التفسير، وكان آية في استحضار الآيات وانتزاع الأحكام منها كما قال الذهبي ، وكان يصف نفسه وكثرة اطلاعه وسعة دائرة مباحثه فيقول: ربما طالعت على الآية الواحدة ما يقرب من مائة تفسير، ثم أسأل الله جل في علاه الفهم وأقول: يا معلم إبراهيم علمني، أما علم الأثر فهو جبل الحفظ مع دقة الفهم والنقد والتحقيق والتحرير.
قال الذهبي : وله خبرة تامة بالرجال، وجرحهم وتعديلهم وطبقاتهم، ومعرفة بفنون الحديث وبالعالي والنازل والصحيح والسقيم، مع حفظه للمتون، وهذا ما انفرد به، فلا يبلغ أحد في العصر رتبته، ولا يقاربه، وهو عجيب في استحضار الحديث واستخراج الحجج منهما، وإليه المنتهى في عزوه الحديث إلى الكتب الستة ومسند أحمد.
قال الذهبي فيه: كل حديث لا يعرفه ابن تيمية فليس بحديث.
وهو الذي ربط الناس بالأثر دون تعظيم البشر على حساب الأثر، ولا غرو ولا عجب فهذا دأب سلفه من العلماء الربانيين، فهذا أبو حنيفة يقول: إن رأيتم قولي يعارض قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فخذوا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم واضربوا بقولي عرض الحائط، وهذا مالك الإمام العلم الذي قال فيه الشافعي : إذا ذكر الحديث فـمالك النجم، قال مالك : كل يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر، وقال الشافعي عندما سئل في مسألة فأجاب بعض أصحابه بحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال السائل: يا شافعي ! أتقول بهذا؟ قال: وما لي لا أقول بهذا؟ أرأيتني خرجت من كنيسة؟! أريت في وسطي زنار؟! وما لي لا أقول بما قال به الرسول صلى الله عليه وسلم؟! والقصة المشهورة في مناظرة الشافعي مع إسحاق بن راهويه عندما دخل أحمد على مجلس الشافعي وقال لـإسحاق : سأريك رجلاً لم ترَ عينك مثله، فنظر إلى الشافعي فوجده شاباً حدثاً فقال: أنترك ابن عيينة يقول: حدثنا فلان عن فلان ونجلس في مجلس هذا الحدث؟ قال: إن فاتك الحديث من ابن عيينة بعلو خذه بنزول، وإن فاتك العلم من الشافعي فلن تجده عند غيره، فجلس مجلس الشافعي وكانت المسألة المطروحة هل تباع بيوت مكة؟ وهل تؤجر؟ وهل تشترى؟ وهل تمتلك أم لا؟ فقال الشافعي : تمتلك وتباع وتؤجر، واستدل على ذلك بحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لما فتح مكة قالوا: (تنزل في بيت عمك؟ قال: وهل ترك لنا عقيل من رباع).
وفقه الحديث: أن عقيلاً ورث عندما كان كافراً أباه وامتلك بهذا الإرث وباع واشترى في هذه البيوت، وأقر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، فاستشهد الشافعي بهذا الحديث، فلم يتفطن إسحاق لفقه هذا الحديث، فأنكر على الشافعي وقال: حدثني فلان عن فلان عن فلان عن عائشة -وانتبهوا هو يعارض قول النبي بقول أفضل البشر أجمعين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم- قال: حدثني فلان عن فلان عن عائشة : أنها ما كانت ترى ذلك، وحدثني فلان عن فلان عن الزبير : أنه ما كان يرى ذلك، وعدد كثيراً من الصحابة، فقام الشافعي مغضباً، ثم قال: من هذا؟ كأنه يقلل من شأنه، قالوا: ابن راهويه ، قالوا: أنت فقيه خراسان؟ قال: يزعمون ذلك، قال: ليتني بك طفلاً صغيراً أعرك أذنه، أقول لك: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم -بأبي هو وأمي- وتقول: قال فلان وقال علان، فعلمه درساً لم ينساه أبداً.
وقال أحمد: لا تأخذوا مني، ولا من ابن عيينة ولا من الثوري وخذوا من حيث أخذوا، ولذلك رفع هذا الشعار ابن تيمية فربط الناس بالأثر دون تعظيم البشر على حساب الأثر، واستقى ذلك تلاميذه النجباء، وأعلاهم قدراً ابن القيم الذي أتانا بقول يكتب بماء الذهب: ما العلم إلا قال الله قال رسوله قال الصحابة ليس بالتمويه ما العلم نصبك للخلاف سفاهة بين الرسول وبين قول فقيه ومن درر كلام شيخ الإسلام : إذا جاءك الحديث فلك فيه طريقان: إثبات سنده وفهم متنه، ففهم المتن رأس الأمر، وهنا يخلط ابن تيمية بين علم الحديث وعلم الفقه، وهذا ما قرره مصنف من تلاميذ تلاميذه وهو: ابن رجب حيث يقول: طبقات العلماء ثلاث، أعلاها وأرقاها فقهاء المحدثين: كـالشافعي و أحمد و البيهقي و النووي و ابن حجر وغيرهم، ولذلك جمع شيخ الإسلام بين العلمين فقال: إذا جاءك الحديث فلك فيه طريقان: إثبات سنده، وهذا علم الحديث رواية، وفهم متنه وهذا علم الفقه أو فقه المتن، فجمع بين العلمين، ولا يزال العلماء يعتدون بتصحيح ابن تيمية وتضعيفه، وآخرهم محدث الشام علامة الزمان العلامة الألباني ، أما في الفقه فهو البحر الذي لا ساحل له، فهو المحرر والمدقق والمحقق، وهو القائل: ليس العلم أن تعلم الحلال من الحرام، لكن العلم أن تحرر محل النزاع، وتعرف الراجح من المرجوح، أي: أن تعلم خير الخيرين، وشر الشرين.
ورحم الله ابن رشد حيث قال: صانع الخفاف ليس كبائع الخفاف، وهذا يقرر كلام ابن تيمية ، فـابن تيمية يقول: ليس العلم أن تعلم الحلال والحرام، فكل إنسان يمكن أن يفتح الكتاب ويقرأ: هذا حلال وهذا حرام، ولكن العلم أن تحرر محل النزاع، وتعرف كيف ترجح بين الراجح والمرجوح، قال: أن تعلم خير الخيرين وشر الشرين، فيقول ابن رشد : ليس صانع الخفاف كبائع الخفاف، يفرق به بين الفقيه العالم المحرر المدقق المحقق وبين المقلد، كأنه يأمر المقلد أن يصمت، ولا يناقش، ولا يجادل، ولا يرد على أحد، ويتعبد بما قلد به، أما المحرر فالفارق بينه وبين المقلد كما بين السماء وبين الأرض، ولذلك قال الذهبي يبين فضل شيخ الإسلام : قد فاق شيخ الإسلام الناس في معرفة الفقه واختلاف المذاهب وفتاوى الصحابة والتابعين فضلاً عن المذاهب الأربعة، فليس له نظير، وقال ابن سيد الناس : إن تكلم في التفسير فهو حامل رايته، وإن أفتى في الفقه فهو مدرك غايته.
رحم الله شيخ الإسلام كم حرق قلوب المبتدعة و هدم صوامع الرافضة
و للكلام بقية عن شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله

ابو عبد الرحمن 02-02-2013 08:50 PM

ارجو منك أخي الفاضل تنسيق الموضوع وضبط الحواشي مع نصوصها وتعديل الاخطاء !!!
والا سنضظر آسفين لحذف الموضوع !!!!!!!!!!

almojahed 02-03-2013 04:31 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخي ابا عبد الرحمن فقد أرحت أخي عبد المحسن و قمت أنا بتنسيق موضوعه على الشكل الذي يليق بعلم من أعلام أهل السنة رحمه الله رحمة واسعة
و جزاه الله عنا خيرا

ابو عبد الرحمن 02-03-2013 08:29 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

جزاك الله خيرا اخي ابو جبريل وبارك فيك على هذا الجهد في تنسيق الموضوع
فكما عهدناك أخي دوما سباقا لفعل الخيرات ....


الساعة الآن 11:25 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع العودة الإسلامي

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009