ما معنى {وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}؟
:1:
يجيبك الشيخ الفوزان يقول الله عز وجل في سورة الأنفال: {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}[سورة الأنفال: آية 30] ما معنى {وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}؟ هذه الآية في سياق ما ذكر الله سبحانه وتعالى من مكيدة المشركين ومكرهم برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حينما تآمروا على قتله وترصدوا له ينتظرون خروجه - عليه الصلاة والسلام - فأخرجه الله من بينهم ولم يشعروا به، وذهب هو وأبو بكر الصديق رضي الله عنه واختبيا في الغار (في غار ثور) قبيل الهجرة إلى المدينة ثم إن الله سبحانه وتعالى صرف أنظارهم حينما وصلوا إلى الغار، والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مختبئ فيه هو وصاحبه، ووقفوا عليه ولم يروه. حتى إن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله لو نظر أحدهم إلى موضع قدمه لأبصرنا، فقال له النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما)[رواه الإمام البخاري في "صحيحه" (4/189، 190) من حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه] فأنزل الله جل وعلا: {إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}[سورة التوبة: آية 40]. هذا هو المكر الذي مكره الله جل وعلا لرسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأن أخرجه من بين أعدائه ولم يشعروا به مع حرصهم على قتله وإبادته ثم إنهم خرجوا في طلبه، ووقفوا على المكان الذي هو فيه، ولم يروه لأن الله صرفهم عنه كما قال تعالى: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [سورة الأنفال: آية 30]. وهذا المكر المضاف إلى الله جل وعلا والمسند إليه ليس كمكر المخلوقين، لأن مكر المخلوقين مذموم، وأما المكر المضاف إلى الله سبحانه وتعالى فإنه محمود، لأن مكر المخلوقين معناه الخداع والتضليل، وإيصال الأذى إلى من لا يستحقه، أما المكر من الله جل وعلا فإنه محمود؛ لأنه إيصال للعقوبة لمن يستحقها فهو عدل ورحمة. المنتقى من فتاوى الشيخ الفوزان الجزء الثاني :2: منقول |
http://www.albetaqa.com/cards/albums...awasel0002.gif جزاك الله خيراً أخي الفاضل على هذا الطرح الطيب ونسأل الله العلي القدير أن يمكر لنا لا علينا |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أساله سبحانه و تعالى أن يعاملنا بما هو له اهل و ليس بما نحن له أهل ، بلطفه و منه و كرمه .. آمين بارك الله فيك على هذا المرور الطيب |
بارك الله فيك اخي ابو حبريل على هذا النقل الطيب وجزاك عنا خير الجزاء وجعله في ميزان حسناتك
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نورت يا ابو العبد و الله و جزاك الله خيرا |
جزاك الله عنا كل خير ووفقك الله لما يحب ويرضي .
بارك الله فيك على هذا الطرح القيم جعله الله في ميزان حسناتك |
الساعة الآن 10:46 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع العودة الإسلامي