ملتقى أحبة القرآن

ملتقى أحبة القرآن (http://www.a-quran.com/index.php)
-   ملتقى الحوار الإسلامي العام (http://www.a-quran.com/forumdisplay.php?f=26)
-   -   اختبار القلوب! (http://www.a-quran.com/showthread.php?t=8694)

آمال 11-10-2012 11:36 PM

اختبار القلوب!
 
بسم الله الرحمن الرحيم
التسخُّط من أخطر معاصي القلوب التي قد تُعيقك عن السير في طريقك إلى الله عزَّ وجلَّ، فتتعثر وتنظر للحياة نظرة متشائمة تمنعك من إكمال المسير ..
يقول ابن القيم "فأكثر الخلق، بل كلهم إلا مَن شاء الله يظنون باللهِ غيرَ الحقِّ ظنَّ السَّوْءِ، فإن غالبَ بنى آدم يعتقد أنه مبخوسُ الحق، ناقصُ الحظ وأنه يستحق فوقَ ما أعطاهُ اللهُ، ولِسان حاله يقول: ظلمنى ربِّى، ومنعنى ما أستحقُه، ونفسُه تشهدُ عليه بذلك، وهو بلسانه يُنكره ولا يتجاسرُ على التصريح به، ومَن فتَّش نفسَه، وتغلغل فى معرفة دفائِنها وطواياها، رأى ذلك فيها كامِناً كُمونَ النار فى الزِّناد ..
فاقدح زنادَ مَن شئت يُنبئك شَرَارُه عما فى زِناده .. ولو فتَّشت مَن فتشته، لرأيت عنده تعتُّباً على القدر وملامة له، واقتراحاً عليه خلاف ما جرى به، وأنه كان ينبغى أن يكون كذا وكذا، فمستقِلٌ ومستكثِر ..



وفَتِّشْ نفسَك هل أنت سالم مِن ذلك؟
فَإنْ تَنجُ مِنْهَا تنج مِنْ ذِى عَظِيمَةٍ ... وَإلاَّ فَإنِّى لاَ إخَالُكَ نَاجِيَاً"
[زاد المعاد (3:253)]


فلو نظر كل واحدٍ منا لوجد آثـــار التسخُّط كامنة في أعماق قلبه ..


مظاهر التسخُّط
((اختبــار القلوب لكشف العيـــوب))

لنضع قلوبنا تحت المجهر؛ لنبحث عن تلك الآفة الخفية ونكتشف مظاهرها بداخلنا ..
هل يمر على قلبك أوقات يتسائل فيها "لماذا يا ربِّ؟!" .. اعتراضًا على ما قد يعتريه من أقدار؛ كتأخر الرزق أو الزواج، أو عدم التوفيق لفعل الطاعات أو أي تعثر يقابلك في الطريق؟!
هل تعترض على بعض أحكام الشرع التي يعجز عقلك عن فهم الحكمة منها؟! .. !

وهل تُكْثِر الشكوى من شدة الابتلاءات؟ .. أو تشعر بعدم الرضا؛ إذا رأيت ابتلاءات غيرك؟! ..
وهل تعيش الضنك في بيتك؛ لأنك تنظر إلى ما أنعم الله به على أخوانك وتتحسر على أن تلك النعم ليست لك؟!
فكل ما سبق من مظاهر التسخُّط الذي هو نوع من الاعتراض الخفي على قدر الله سبحانه وتعالى،
وفي الغالب يُصاحبه حسد أو جحود وكفران،،


مخـــاطر التسخُّط
ولكي يتولد لديك الدافع الذاتي للتخلُّص من تلك الآفة الخطيرة؛ لابد أن تعلم مخاطرها والتي من أهمها:
1) التسخُّط بـــاب الشرك الأعظم ..
لأن الإنسان المُتسخِّط يجحد نعمة الله عليه، ويعترض على تدبير الله سبحانه وتعالى له .. فالله عزَّ وجلَّ يُعطي عبده الكثير من النِعَم الظاهرة والباطنة، ويمنع عنه بعضها لحكمةٍ ما .. والإنسان دائمًا يتسخَّط على ما حُرم منه من النِعَم القليلة، ولا يشكر ربَّه على ما أغدق به عليه من نِعَمٍ أخرى ..
وقد حذر النبي http://www.manhag.net/main/images/oqezgm.jpg.gif النساء خاصةً من آفة التسخُّط .. عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ http://www.manhag.net/main/images/oqezgm.jpg.gif "أُرِيتُ النَّارَ فَإِذَا أَكْثَرُ أَهْلِهَا النِّسَاءُ يَكْفُرْنَ"، قِيلَ: أَيَكْفُرْنَ بِاللَّهِ؟، قَالَ "يَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ وَيَكْفُرْنَ الْإِحْسَانَ؛ لَوْ أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئًا قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ" [متفق عليه]

فإن كان التحذير من التسخُّط مع البشر، فمن باب أولى ألا تفعل ذلك مع ربِّك عزَّ وجلَّ،،

2) التسخُّط شكاية الله للخلق ..
رأى بعض السلف رجلاً يشكو إلى رجلٍ فاقته وضرورته، فقال : "يا هذا، والله ما زدت على أن شكوت من يرحمك إلى من لا يرحمك"، وفي ذلك قيل :

وإذا شكوت إلى ابن آدم إنما * * * تشكو الرحيم إلى الذي لا يرحم
[الفوائد (1:88)]
فإلى مَن تشتكي؟
أتشتكي ربِّك الرحيم إلى عبد مخلوق لو كنت في قبضته ما رَحِمك؟!

3) التسخُّط من أشد أسباب العذاب ..
عن أبي هريرة http://www.manhag.net/main/images/Rady%20copy.png قال: قال رسول الله http://www.manhag.net/main/images/oqezgm.jpg.gif ".. وإن الكافر إذا احتضر أتته ملائكة العذاب بمسح فيقولون اخرجي ساخطة مسخوطًا عليك إلى عذاب الله عز وجل. فتخرج كأنتن ريح جيفة حتى يأتون به باب الأرض، فيقولون: ما أنتن هذه الريح حتى يأتون به أرواح الكفار" [رواه أحمد والنسائي وصححه الألباني، مشكاة المصابيح (1629)]




4) التسخُّط من صفات المنافقين ..
قال تعالى {وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ} [التوبة: 58]
5) التسخُّط يحبط عملك ..
فقد تقوم بأعمال كبيرة من صدقة وصيام وأعمال بر، ولكن كل ذلك يحبط إذا أصاب قلبك ذرة تسخُّط؛ لأن هذا جزاء من أتبع ما يُسخِط الله تعالى .. قال تعالى {ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ} [محمد: 28]

الرضــــا عن الله::
البلسم الشافي لمرض التسخُّط ..
فالرضــا من أعظم مقامات الإيمان .. يقول الفضيل بن عياض "درجة الرضا عن الله عزَّ وجلَّ درجة المقربين ليس بينهم وبين الله تعالى إلا روح وريحان" [حلية الأولياء (3:395)]
الرضا يخلصك من الهم والغم والحزن وشتات القلب وسوء الأحوال .. لأنك لن تحزن على ما فاتك؛ لمعرفتك بأن قدر الله لا يأتي إلا بكل خير.

وإن لم ترضى بقضاء ربِّك، ستظل حزين .. مُبتلى بالآلام النفسية،،
والراضي من أسرع الناس استجابةً لأوامر الله تعالى .. لأن قلبها ليس فيه تسخط تجاه ربِّها عزَّ وجلَّ.
والراضي بالله قلبه طاهر .. فيسلم قلبه من الغش والحقد والحسد؛ لأنه راضي بما قسمهُ الله له فلا تنظر إلى ما أنعم به على غيره.


آلغموض 11-11-2012 12:16 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جذبني عنوان الموضوع..http://www.e22e.com/uploads/13525742632.gifhttp://www.e22e.com/uploads/13525742632.gif
=( التسخُّط بـــاب الشرك الأعظم ..)=
هذه مصيبه ان كان من باب الشرك الاعظم..
(( استغفروا ربكم انه كان غفارا ))
بارك الله فيكـ..http://www.e22e.com/uploads/13525742632.gifhttp://www.e22e.com/uploads/13525742632.gif
وجزاك الله كل خير..http://www.e22e.com/uploads/13525742632.gifhttp://www.e22e.com/uploads/13525742632.gif

آلغموض 11-11-2012 12:19 AM

هل تعترض على بعض أحكام الشرع التي يعجز عقلك عن فهم الحكمة منها؟! .. !

آمال 11-11-2012 04:32 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
اسعدني مرورك الطيب اختي العزيزة الغموض
ورزقنا الله واياك الجنة عزيزتي

ام هُمام 11-11-2012 04:55 PM

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
ارضاك الله ورضى عنك ورزقك قلبا طاهرا

المحبة في الله 11-11-2012 10:30 PM

موضوع خطير و مهم

يحتاج لادراك واسع .. ان الله قد جعل لكل شيء حكمة
و انا جميعنا سنخرج من هذه الدنيا غير منقوصين من حقوقنا

بارك الله فيكِ اختي على هذا الاختبار ..

و اسأل الله ان يرزقنا البصيرة و الفهم لنعرف ان ما اعطى فهو خير و ما منع فهو الخير الكثير

جزاكِ الله خيرا


الساعة الآن 11:05 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع العودة الإسلامي

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009