ملتقى أحبة القرآن

ملتقى أحبة القرآن (http://www.a-quran.com/index.php)
-   ملتقى الأسرة المسلمة (http://www.a-quran.com/forumdisplay.php?f=66)
-   -   باع ابنته من الجوع (http://www.a-quran.com/showthread.php?t=8137)

أبو ريم ورحمة 09-29-2012 11:42 AM

باع ابنته من الجوع
 
:1:

باع ابنته من الجوع

محمد بن عبد العزيز الخضيري

حدثني شيخنا د/ يحيى بن إبراهيم اليحيى عن رجل يعرفه قال: رأيت رجلاً من جيراننا يوماً بعد صلاة العصر يقف عند صندوق القمامة ثم مدّ يده وأخذ شيئاً وأدخله بيته، قال : ففزعت لما رأيت بجاري وقلت لعله محتاج وأنا لا أعلم، فعزمت على زيارته والتعرف على حاله وسؤاله عما رأيت منه.

ولما زرته رحب بي ورأيت منه حالاً حسنة وغنى ظاهراً فسألته عما شاهدته، فقال : لقد رأيت طعاماً في القمامة صالحاً للأكل فتأثرت لرميه وآثرت أن آخذه وأكرمه عن أن يوضع في هذا المكان المهين.

ثم قال: لقد مر بي من الجوع شيء عظيم لا طاقة لأحد به وعاهدت الله على أن لا أرى طعاماً إلا أكرمته، وأن لا أترفع على طعام مهما كان حاله، واسمع قصتي:

مرت بي سنة وأنا بمكة أصابني فيها فقر عظيم ولم يكن عندي حينها عمل وكانت لي زوجة وابنة، وكنت أخرج من الصباح أبحث عمن يؤجرني أو يستعملني أو يعطيني شيئاً فلا أجد فآوي إلى بيتي وليس بيدي شيء فأجد زوجتي وابنتي ينتظران قدومي لعهما يجدان بيدي شيئا يرفع عنهما ألم الجوع، ومرت بنا ثلاثة أيام لم يدخل أجوافنا شيء، ففكرت في أمري فانقدح في ذهني أمر لا يخطر ببال حر ألبتة ، ثم لم ألبث أن فاتحت به زوجتي، قلت لها: حتى متى نبقى ونحن ننتظر الموت !!. والجوع قد أقضّ مضاجعنا وأرهق أبداننا وهذه ابنتنا أقلّ منا صبراً، فإن رأيت أن تزينيها وتمشطيها وأذهب بها إلى سوق العبيد فأبيعها فأجد بثمنها طعاماً وتجد قوماً يطعمونها فتبقى حية ونسلم جميعاً من الموت الذي بدأ يحاصرنا. فأنكرت عليّ وخوفتني بالله، فما زلت بها أجادلها حتى رضخت ورضيت، وجهزتها لي فأخذتها وذهبت بها إلى السوق. فمر بنا رجل من البادية فنظر إليها فأعجبته واسترخص ثمنها ، ثم ساومني عليها فتراضينا على اثني عشر ريالاً من الفضة.

عندما أخذت الدراهم عدوت مسرعاً إلى سوق التمور أشتري زنبيلاً من التمر نملأ به بطوننا ، فاشتريت زنبيلاً بريالين، وطلبت من الحمّال أن يتبعني به فليس بي طاقة على حمله من شدة الجهد وألم الجوع، فسبقته، فلما وصلت بيتي التفت فلم أجد الحمّال خلفي فرجعت أبحث عنه فلم أجده، فقلت : أرجع إلى السوق فأشتري بدله آخر وأبحث عن الحمّال في وقت سعة. فلما أردّتُ أن أنقد ثمن التمر لم أجد في جيبي شيئاً، فأصابني من الهمّ والغمّ ما لو نزل بجبل لهدّهُ. فعزمت على الذهاب للحرم ، فلما دخلت المطاف وجدت البدوي يطوف ومعه ابنتي، فوقع في نفسي أن أتربص به حتى إذا خرج من مكة عدوت عليه في إحدى شعابها فقتلته وخلّصتُ ابنتي، فبينما أنا أطوف إذ رمقني ووقعت عينه على عيني فلما انتهى صلى خلف المقام وصليت، ثم التفت إليّ ودعاني فقال:

من هذه البنت التي بعتنيها ؟

قلت: جارية عندي!

قال: بل هي ابنتك، سألتها فقالت : هذا أبي. فما حملك على ما صنعت؟

قلت: والله لقد مرّ بي وبها وبأُمِّها ثلاثة أيامٍ لم نذق فيها طعاماً وقد خشينا الموت فقلت أبيعها لعل الله أن ينقذنا بها وينقذها بك. ثم أخبرته بخبر ثمنها وأني فقدته ولم أنتفع منه بشيء.

قال : خذ ابنتك ولا تعد لمثل هذا ، وأخرج صرة فيها ثلاثون ريالاً فقال: هذه بيني وبينك ، فقسمها نصفين ثم دفع إلي نصيبي .

ففرحت فرحاً عظيماً وشكرته ودعوت الله له وحمدت الله على فضله، وأخذت ابنتي وذهبت إلى سوق التمر لأشتري تمراً لي ولابنتي وزوجتي. ففوجئت بالحمّال الذي حمل التمر لي ، فصرخت فيه : أين كنت ؟ فقال : يا عم لقد أسرعتَ في مسيرك حتى عَمِيَ عليّ طريقك وطفقت أبحث عنك فلم أجدك فرجعت إلى السوق لعليّ أعثر عليك ، والحمد لله أني وجدتك.

قال: فقلت له : اِلحق بي، فلما دخلنا البيت وأراد أن يفرغ التمر في إناء عندنا إذا بالدراهم العشرة التي فقدتها في أسفل الزنبيل. فحمدت الله وشكرته على فضله وعلمت أن الفرج يأتي بعد الكرب وأن مع العسر يسراً.

وعاهدتُّ ربي أن أشكر نعمته وأن أُجِلَّ رزقه وأن لا أحقر طعاماً أو أرميه أو أدعه منبوذاً مع القمامة والقاذورات والله المستعان

فهذا خبري فهل أُلام على ما فعلت ؟!!
:2:

آمال 09-29-2012 02:22 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
نعم يلام ويلام ويلام!
ابنته ليست ملكا له فقد خلقها الله ليحافظ على كرامتها ويحفظ لها حياتها!
بل وكان الواجب عليه ان يبقى يفتش عن العمل وان لم يجد يتوجه الى من يساعده!
فمن خلال هذه القصة يصف المسلمين ان كل واحد مشغول بنفسه , ولا اعتقد اننا وصلنا الى هذا الحد , فهناك الكثير ممن يرغبون في المساعدة!
اما عن اللوم على القر فلا لوم عليه بل اللوم على اصحاب البطون المنتفخة باموال الذهب الابيض!
جزاكم الله خيرا اخي الفاضل ابو ريم ورحمة على القصة
ورزقنا الله جميعا الجنة

المؤمنة بالله 09-29-2012 03:59 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خير على هذه القصه التي استفدنا منها ان نحمد الله على نعمة علينا ولا نلجئ الى افكار جاهله !
والحمد الله على كل شئ

ام هُمام 09-29-2012 09:36 PM

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
جزاكم الله خيرا كان افضل له ان يبيع نفسه

المحبة في الله 10-01-2012 11:37 PM

هي من رحمة الله به

و سبحان من جعل لكل هم فرجا
و من كل ضيق مخرجا

لا يعرف احدنا شعورا ما الا بعد ان يعايشه ,, لذا اظن ان رأيي مخالفا بعض الشيء
فالأمر يذكرني عندما كاد ان يضحي ابراهيم بابنه تنفيذا لامر ربه
و صبر مريم على الاذى و اتهامها باشنع الالفاظ و حافظت على ابنها رغم انه ربما كان بامكانها التخلص منه
و عندما تُركت هاجر و ابنها بلا ماء و لا طعام في صحراء قافرة

بالتأكيد شتان بين احداث هذه القصة و ما ضربت من امثلة

لكن لا احد يعرف ما يجري في قلب الام و الاب ,, و كيف انهم قد يقومون باكثر الاعمال جنونا و قد تعمى اعينهم عن البصيرة
فقط ظنا منه انه انقذ ابنه او ابنته من الهلاك

اظن ان الرجل لم يفكر حتى في نفسه .. فقد وصف ابنته بأنها اقل منه و من امها صبرا

أعاد الله له صوابه و فرج همه و زاده من نعيمه

ليس من حق أحد ان يلوم احد ,, و لن نقول لو انه فعل او انه ...الخ . لان لكل قصة زوايا لا تٌقال ابدا ,,تبقى محيّرة
و لكل نفس طاقتها ,,
و لا يعرف أذى الحاجة و البلاء الا صاحبه .. و شاءت حكمة الله ان تنتهي القصة على هذه الحال

لو قتل الرجل و انقذ ابنته ؟ لو وجد وظيفة و كانت سببا في هلاكه او حدوث ضرر لاهله بانشغاله ,,دوما لكل أمر حكمة لا يعلمها الا الله ,, و خلف كل قصة كواليس لا تٌروى

و أسأل الله ان لا يرينا في أنفسنا و اهلينا بأسا و لا شرا و لا هما و ان يفك ضيق المهومين و يفرج همهم

آمال 10-02-2012 12:36 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
عزيزتي المحبة في الله
أعجبني انك دائما تحاولين النظر الى الامور من زاوية مختلفة وانما يدل على افقك الواسع
ولكن في هذا الموقف اعتقد انه غابت عنك بعض الامور , حتى لو كنا متعاطفين مع الاب والام , فهناك سلم اولويات ولا بد من الانتباه اليها!
عزيزتي : اين قول رسولنا الكريم "كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته " ؟؟!! هل هي بيع الابناء؟!!
حديث آخر :إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث ...ولد صالح يدعو لك! فأي دعو سيلقى هذان الوالدان؟!!
اي الثقة بالله ؟ الم يقل الله تعالى "وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ "؟!!
واختلف معك في قضية الرحمة والشفقة , فهل تعني الرحمة بالطفلة بيعها والتخلي عن حمل مسوؤليتها؟؟!
ألم ينه الله تعالى عن قتل الاولاد كما كان في الجاهلية " ولا تقتلوا اولادكم خشية املاق نحن نرزقكم واياهم؟! وانما هو رحمة وشفقة بهم والتأكيد على ان الله هو الرازق ولا يمكن التخلص من الطفل خوفا عليه او على نفسه من الفقر والجوع سواء كان بالقتل او البيع او غيرها!
ادعوك اختي المحبة (خيالا ومجازا) ان تضعي نفسك في هذا الموقف وهل كنتِ سترضين ان تبيعي طفلتك؟ او هل كنتِ ترضين ان يبيعك والداكِ؟؟!!!
لكِ مني كل التقدير
وشكرا لكم اخونا ابو ريم ورحمة على القصة مرة اخرى!


الساعة الآن 02:43 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع العودة الإسلامي

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009